أعلن والي شمال كردفان معتصم ميرغني زاكي الدين أمس تشكيل حكومته الجديدة من سبع وزارات حيث تم دمج وزارتي التخطيط والموارد المائية واسندت للمهندس خالد عبدالله معروف ،وشهد التشكيل دمج وزارتي الشباب والرياضية والثقافة والاعلام وكلف بملفها ماهل محمد عوض الله ،وتم تعيين الدكتورة سلمى الطاهر وزيرا للرعاية الاجتماعية،وعين مبارك حامد مستشارا للوالي ،فيما احتفظ وزراء الصحة،المالية ،الزراعة والتربية بمناصبهم ،و تم إعفاء رئيس مفوضية أراضي الولاية ورئيس مفوضية الاستثمار والتمويل الأصغر ورئيس المجلس الأعلى لتنمية الموارد البشرية، كما أصدر قرارا يقضي بحل مجلس حكماء الولاية وإلغاء مفوضيات الأراضي والتمويل الأصغر والمجلس الأعلى لتنمية الموارد البشرية. قرارات يشبهها مراقبون بطعم مشروب الحلو مر الذي يتسيد المائدة الرمضانية بمختلف انحاء البلاد وخاصة شمال كردفان ،فالجانب الحلو من قرارات والي شمال كردفان بحسب المتابعين تداركه لخطأ وقع فيه سابقا يتمثل في انشاء العديد من المجالس والمفوضيات التي كان يتولى شأنها موظفون يتمتعون بمخصصات وزراء ،برغم ان عمل هذه المفوضيات كان من الممكن ان تقوم به عدد من الوزارات او ان تكون هذه الاجسام مجرد ادارات تتبع لوزارات ،وهو الامر الذي تداركه الوالي في التشكيل الاخير ،ويؤكد مصدر مطلع في حكومة شمال كردفان في حديث ل(الصحافة) ان الوالي شعر بخطأ انشاء هذه المفوضيات والمجالس ،وزاد: الوالي ظل يتحين الفرص للتخلص من هذه الاجسام المرهقة لموارد الولاية ،فوجد اخيرا الفرصة فتخلص منها تحت دعاوي ترشيد الحكم ،ويشير المصدر الى ان تعيين رؤساء المجالس والمفوضيات كان نتيجة لمحاصصات قبلية وسياسية حتمت اشراك الذين تم الاستغناء عنهم ،ويعتبر مراقبون ان قرار الوالي بالغاء المفوضيات ودمج الوزارات كان صائبا وموفقا. غير ان هناك من ركز على الجانب المر من تشكيل زاكي الدين ،فاصحاب الرأي الناقد لما اقدم عليه الوالي امس ،يؤكدون ان التوفيق جانبه ،معتبرين انه فشل في احداث تغيير ظل ينتظره الشارع طويلا،وفي هذا الصدد يشير المواطن التوم بخيت الى ان الوالي لم يبعد احداً من وزراء حكومته السابقه ،ويشير في حديث ل(الصحافة) الى ان الوالي قام باجراء تنقلات وليس اضافات ،معتبرا ان معظم وزراء حكومة الولاية فشلوا في اضافة مايفيد مواطن الولاية وسجلوا فشلا زريعا وعجزوا عن اقناعه بجدوى وجودهم في مناصب دستورية تقع اعباء مخصصاتها على المواطن،ويقول قيادي بالمؤتمر الوطني بالولاية «فضل حجب اسمه» ان الوالي اراد مكافأة المخفقين من الوزراء فبدلا ان يبعدهم جدد الثقة فيهم ،وقال هذا يعني استمرار مسلسل الاخفاق ،ويرى مراقبون ان قرار تكليف ماهل محمد عوض الله بملف الشباب والرياضة والثقافة والاعلام وهو الذي كان وزيرا للتخطيط لم يأت موفقا ،مبينين ان الوالي جامله على حساب وزارة تحتاج لشخص من شريحة التكنوقراط وليس رجلاً سياسياً ،وفي هذا الصدد يعود القيادي بالحزب الحاكم بشمال كردفان ويقول:مفارقة غريبة ان يتحول الوزراء من وزارة اخرى كانما حواء الابيض قد عقرت ،فمامعنى تحويل المهندس ماهل عوض من التخطيط الى الشباب والرياضة والثقافة والاعلام وهو المعروف اصلا بعدم علاقته بهذه المجالات ،كان يجب ان يكلف بحقيبة الرعاية الاجتماعية لانها الاقرب لامكانياته ،ويشير القيادي الى ان الوالي احسن صنعا في الاحتفاظ بوزير الصحة ،الا انه اعتبر الابقاء على وزير الزراعة والثروة الحيوانية الفريق محمد بشير سليمان مجاملة فقط،. وحتى الاحزاب المشاركة عبرت عن امتعاضها من تقليل حصتها في الحكم ،ويعقد المكتب القيادي للاتحادي المسجل بشمال كردفان اجتماعا ظهر اليوم وذلك على اثر تخفيض حصة مشاركة الحزب في حكومة الولاية من وزير الى مستشار ،ويشير امينه العام خالد الشيخ الى ان هناك تذمراً واستياءً وسط قواعد الحزب ،مبينا ان اجتماع اليوم سيحسم امر استمرار مشاركة الحزب من عدمها.