وصف متابعون لمجريات الاحداث في ولايات دارفور وكردفان المرتبطة بنشاط الحركات المسلحة الدارفورية والمواجهات القبلية التي وقعت في الاسابيع الماضية بين المسيرية والرزيقات في الاجزاء الجنوبيةالغربية والشمالية الشرقية لولايات كردفان ودارفور، وصفوها بانها ستعقد الامور وتزيد معاناة المواطنين العزل. واوضح الدكتور ابو القاسم قور الخبير في دراسات السلام وفض المنازعات وعضو المفوضية القومية لحقوق الانسان في حديثه مع «الصحافة» عبر الهاتف ان تكاثر الاعمال المسلحة في المنطقة الجنوبيةالغربية لولايات كردفان والشرقية لولايات دارفور يمثل عملية دقيقة وحساسة بالنسبة الي البعد الاستراتيجي للدولة السودانية. واوضح ابوالقاسم قور ان استمرار الاعمال المسلحة في هذا الجزء ووجود كثير من الاسلحة في يد القبائل والحركات سيؤثر علي المنطقة برمتها ويعرض كل مكونات الحياة فيها الي الخطر ويظهر ألا سلطة للدولة في هذا الجزء من البلد . واشار قور الى ان الجماعات المسلحة التي هاجمت مدينة التبون ليست بعيدة من القبائل والعشائر التي تعيش في هذه المنطقة والتي نظمت نفسها لتتكيف مع ما يتطلبه التعامل مع الحركات المسلحة الدارفورية، مؤكدا ان الهدف الاساسي منها هو اضعاف الدولة و زيادة الضغط علي الحكومة، وطالب قور الحكومة بالعمل علي بسط هيبة الدولة وبعقد تسويات سياسية وتقديم ما يلزم من التنازلات السياسية لاستيعاب هذه المجموعات. فيما اكد العميد «م» كمال محمد علي معتمد محلية عديلة بولاية شرق دارفور بالانابة في اتصال هاتفي ب«الصحافة» ان المجموعات المسلحة التي اعتدت علي مدينة التبون منطقة كركدي جاءت من المناطق الجنوبيةالغربية لولاية جنوب كردفان علي اكثر من 60 عربة دفع رباعي، مبينا ان المواجهات المسلحة التي خاضتها في مدينة التبون وكركدي وشويشة وتبيلدي خلفت خمسة قتلي من المواطنين، واكد كمال انه بمجرد وصول قوات الحركات الي مناطق غرب وجنوب كردفان انقطعت خطوط الامداد والنقل البرية المؤدية الي ولايات دارفور، مبينا ان ولاية شرق دارفور دفعت بتعزيزات عسكرية الي كل الوحدات الادارية في المحليات الشرقية، مشيرا الي ان المجموعات ما زالت تتواجد في مناطق حبيب سليمان وام ناله والقرق ومناطق ابوفطيحة ومحليات ابوكارنكا اللعيت جار النبي بشمال شرق محلية عديلة ومحليتي ابوكارنكا و اللعيت جار النبي في مناطق تقع بالقرب من الطرق الاساسية للعربات التجارية القادمة من امدرمان والابيض الي دارفور، لافتا الي ان تواجدها في هذه المناطق سيعرض الاطواف التجارية القادمة الي الخطر وتوقفها وسيفاقم من أزمة التنقل بين ولايات دارفور وكردفان. واكد معتمد محلية بحر العرب الضيف عيسى عليو في حديثه ل «الصحافة »ان مجموعة اخري تابعة لحركة العدل والمساواة قوامها اكثر من 60 عربة دفع رباعي عبرت الحدود بين محليتي بحر العرب وابوجابرة الزرزراية واستولت علي عدد 2 لوري عيادة محولة لتطعيم الابقار في طريقها الي محلية ابوجابرة واستولوا علي عدد 4 تراكترات كانت في طريقها الى هناك ودمروا ثلاثة واقتادوا واحدا معهم، موضحا ان هذه المجموعة قدمت من دولة جنوب السودان متوجهة في طريها الي الشمال وتهدف الي افشال الموسم الزراعي مشروع ام عجاجة بولاية شرق دارفور ، مبينا ان تواجد هذه المجموعات في اراضي الولاية يعيق حركة المرور ونقل البضائع ويزيد من معاناة المواطنين وشدد على ضرورة تأمين المرافق الحيوية تفاديا لاي عدوان تقوم به المجموعات المسلحة. الا ان الناطق الرسمي باسم حركة التحرير والعدالة أحمد فضل اعتبر ان المواجهات المسلحة التي قامت بها الحركات المسلحة الدارفورية والمواجهات القبلية التي اندلعت في الاسبوع الماضي ليست جديدة في هذا الجزء الجنوبي الغربي والشمالي الشرقي من ولايات كردفان ودارفور مبينا ان عدم الاستقرار في هذه المناطق الاستراتيجية بمحلياتها المختلفة يتطلب بذل مزيد من الجهد والقيام بعملية توعية تشمل كل من محليات ولاية جنوب كردفان وولاية شرق دارفور تعزز عملية السلام الاجتماعي بين المكونات المحلية. واعتبر فضل الاعتداءات التي قامت بها الحركات المسلحة الدارفورية في مناطق كركدي والتبون هو امر متوقع من قوات الجبهة الثورية الهدف منه هو لفت انظار الرأي العام المحلي والعالمي بوجودهم في ارض الميدان ، وقلل فضل من امكانية ان يتطور العمل المسلح الذي تدعو له الحركات، مشيرا الي ان جميع اهل دارفور الان حددوا وجهتهم واتجهوا نحو السلام ودعم السلام بدعم اتفاق الدوحة للسلام.