الأحداث الأخيرة التى شهدتها وتشهدها مناطق ولايات دارفور الشرقية ومناطق ولايتي جنوب كردفان وشمال كردفان الغربية و التي شملت اجزاء من محليات اللعيت جارالنبي وعديلة بدارفور ومحليتي السلام والمجلد بجنوب كردفان ومحلية الاضية بولاية شمال كردفان انعكست آثارها بشكل واضح على الحياة العامة في دارفور، فقد تسببت آثار الاعتداءات على وحدتي فتاحة الادارية بمحلية اللعيت بولاية شمال دارفور ومجرور بمحلية الاضية الايام الماضية في شل حركة المواطنين والقوافل التجارية وادت لتأخير وصول البضائع التجارية القادمة من ام درمان والابيض والنهود والعديد من المناطق الى ولايات دارفور وكردفان الغربية. وقال معتمد محلية عديلة بولاية شرق دارفور، عبد العزيز ابوالقاسم آدم ل (الصحافة) إن الحركات المتمردة قتلت مجموعة تضم خمسة اشخاص وسائق عربة عاملة في احدى شركات البترول كانوا في طريقهم لحماية بعض الحفارات العاملة في مجال التنقيب عن البترول، واطلقوا سراح سبعة من موظفي شركات البترول كانوا اختطفوا يوم الثلاثاء الماضي ، وهم عبد الجبار الحسين ومحمد الحسن واسماعيل خميس وابوقرين جادين حسن وفضل الله وجمعة علي اصيل ، واشار ابوالقاسم الى ان الحركات المتمردة اختطفت كل العربات التجارية المحملة بالبضائع و التي سلكت طريق بابنوسة عديلة الضعين وكذلك اختطفوا العربات القادمة من نيالاوالضعين متوجهة الى الخرطوم ، مبينا ان الحركات توجهت بالعربات التي استولت عليها الى منطقة ام ديدان بمحلية ابوجابرة المجاورة .واكد المعتمد ان هدف تحركات الحركات المسلحة تشديد الخناق على دارفور والضغط على الحكومة. وفي ذات المنحى اكد معتمد محلية ابو جابرة عبد الرحمن عيسى ل(الصحافة) ان الحركات المسلحة استولت على جميع البضائع والعربات التي وصلت الى سوق منطقة ام ديدان التي تبعد 20كيلو متر عن مدينة ابوجابرة يوم امس الاول واتجهوا بها الى الجنوب الغربي من محلية ابوجابرة في منطقة انجله التي تقع في الحدود مع مشروع ام عجاجة ودولة جنوب السودان، مؤكدا ان جميع العربات المحملة بالبضائع والتي تم الاستيلاء عليها من شرق وشمال الولاية في طريقها الآن الى دولة جنوب السودان. واقر وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم حكومة ولاية جنوب دارفور الدكتور احمد الطيب ل(الصحافة) بتأثر الحياة بما يدور وقال ان اقليم دارفور جسد واحد ومن الطبيعي ان يتأثر بالاحداث الاخيرة والهجمات التي شنتها الحركات المتمردة على المناطق في شرق دارفور وغرب ولايات كردفان واوضح الطيب ان الاحداث تسببت في ارتفاع اسعار معظم السلع والبضائع التي تستورد من الخارج الى ولايات دارفور وكردفان مما انعكس سلبا فى حياة المواطنين وقال ان التوترات الامنية تسببت في تأخير وصول الوقود لمحطات الكهرباء في كل المدن الرئيسية في دارفور وشمل ذلك حتى مدينة نيالا مبينا ان المطلوب من حكومات ولايات كردفان ودارفور التنسيق من اجل تأمين طرق القوافل. فيما قال شهود عيان ل (الصحافة) ان مدينة نيالا شهدت بعد الاعتداءات غلاءً في المعيشة لم تشهده من قبل في تاريخها الحديث كما تواجه المدينة نقصاً حاداً في المؤن و مياه الشرب وانقطاع متواصل للتيار الكهربائي، بينما تعيش حاضرة ولاية شمال دارفور مدينة الفاشر ظلاماً دامساً بسبب انقطاع التيار الكهربائى وعادت الى المدينة ضجيج المولدات الكهربائية مرة أخرى، الشئ الذى ادى الى تذمر المواطنين بخاصة اصحاب المهن والحرف الذين يعتمدون على الكهرباء في اعمالهم. ويعزو وزير الشؤون الهندسية والتخطيط بالولاية الفاتح عبد العزيز في حديث ل(الصحافة) اسباب ذلك الى التوترات الامنية التي حدثت في طريق الامداد الى دارفور واوضح الفاتح ان الوقود كان في طريقه من الخرطوم الى الفاشر ولكن لانتشار الحركات المسلحة الدارفورية فضل المسئولون تأخيره لاسباب امنية ، ولفت وزير الشئون الهندسية الى ان كل انواع الوقود بما فيها المخصص لمحطات الكهرباء وصلت اراضي الولاية. واتهم الفاتح عبدالعزيز الحركات بالتخطيط للاستيلاء على وقود ولاية شمال دارفور بعد ان فشلت في العثور علي وقود في بعض المناطق الصغيرة التي هاجمتها واستولت على ممتلكات المواطنين بها، ودعا عبدالعزيز المواطنين الى التحلي بالصبر الى حين وصول وقود محطات الكهرباء. من جهته يعزو والي ولاية شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر في اتصال هاتفي مع (الصحافة) نقص الكهرباء في ولايته، لشح الوقود وتراكم ديون الشركات العاملة في ترحيل الوقود على الحكومة ، واوضح كبر ان عودة الإمداد الكهربائي إلى مدينة الفاشر سيكون خلال ساعات . وابان كبر أن حكومته توصلت إلى اتفاق مع وزارات المالية والكهرباء والنفط بموجبه تم سداد جزء من المستحقات المالية للشركات الناقلة وأوضح أن الطاقة التوليدية تبلغ سبعة عشر ميغواط بينما تستهلك المدينة أربعة عشر ميقواط. وفي ذات السياق ارجع وزير اعادة الاعمار والبنية التحتية في السلطة الاقليمية تاج الدين بشير نيام الازمة الى الاعتداءات التى تقوم بها الحركات المسلحة على الطرق المؤدية الى دارفور، وقال نيام ان الحركات اصبحت المعوق الحقيقي بسبب قطعها للطريق الرابط بين الخرطوموالفاشرفي اعقاب الاعتداء الذى وقع على وحدة فتاحة الادارية، لافتا الى تكدس القوافل التجارية بمدينة النهود، مؤكداً في ذات الوقت جاهزية القوات المسلحة للتصدي الى اى عمل عدوانى فضلا عن تأمين الاطواف التجارية حتى تصل الولاية فى أقرب وقت ممكن.