نظم نادي القصة السوداني بحدائق اليونسكو جلسة نقدية قدمت خلالها أوراق حول رواية طقس حار للروائي الحسن بكري ، قدم الأوراق مجموعة من النقاد .. وقدم للأمسية دكتور هاشم ميرغني استعرضنا في الحلقة الماضية ورقة الناقد عز الدين ميرغني ودكتور أحمد صادق أحمد وقدمنا مقتطفات من مقدمة دكتور هاشم ميرغني ونواصل في هذه الحلقة ما تبقى من أوراق ... بروفسير محمد المهدي بشرى تحدث عن أن البكري تحرك من الهامش الى المركز ، وقال هذه الرواية صدرت في طبعة ممتازة نختلف حولها ولكنها انجاز ، البكري يشتغل على التاريخ والواقعية السحرية « الفنتازيا « وتناول فترة الفونج وسنار والجزيرة وأرى أن فهم المواقع مهم جداً ، كما هنالك أسماء كأبو اليسر ، علي فضل وغيرهما بالتأكيد لها مدلولاتها ، البكري أدخل نفسه في تحدي كبير ، بناء الرواية السردي متماسك ولكن يوجد تشابه ما بين الرواية وقصة رجل شفاف لأحمد الفضل أحمد ... طغت فكرة في الرواية كان ينبغي على البكري أن يسير فيها على الرغم من أن زاوية السرد فيها غير واضحة ، الراوي عاش 100 سنة عاصر خلالها تاريخ السودان النضالي ولكن رغم ذلك لم يحدث حيوية في الأحداث ، النضال غير موجود ولا يوجد نضال حقيقي ، كذلك أشار البروف الى أن قبضة ماركيز في النص كبيرة وقد أشار الى ذلك بشرى الفاضل من قبل ، كما توجد أشياء مفروضة على النص غير مقبولة وهي دليل على تأثير ماركيز .. دكتور مصطفى الصاوي أضاف أن مشروع البكري وما سبقه من مشاريع روائية لبعض الكتاب هو تعامل الراوي مع التاريخ ومن ذلك رواية الراية الزرقاء لعبدالوهاب عبد الحميد و « علي حمد ابراهيم « في عشرون دستة من البشر وابراهيم اسحق في بعض أعماله الروائية ومشروع ابراهيم الأسمر لحامد بدوي .. وتساءلت الورقة عن ما الرواية التاريخية ؟ هل هي التي تنقل أحداث التاريخ في صورة فنية أم تسقط التاريخ كما يفعل جورج زيدان ؟ ، الرواية في الشكل التاريخي تستخدم لوازم المؤرخ ... طقس حار رواية تاريخية مكانية لذلك أفلتت فنياً من خط الزمن وساعدت في تخفيف الحدث ، الراوي يبني ويدمر ، أعجبتني في الرواية مسألة الشخصيات الواصلة « أبو اليسر « « علي فضل « ، الرواية تمثيل سردي للتاريخ وهي رواية ممتعة . الناقد مجذوب عيدروس قال : هذه الرواية الثالثة التي قرأها للحسن بكري ، مضيفاً كنت قد تناولت سمر الفتنة وأحوال المحارب القديم . وهناك علاقة قوية تربطها ? أي طقس حار ? برواية أحوال المحارب القديم ، في ارتباطها بالتاريخ وبالواقعية السحرية . وهذه الرواية شبيهة بقصص قصيرة وروايات سودانية تناولت علاقات الجد بالحفيد ، وهنا قد تمت أسطرة شخصية الجد في تنقلها عبر الأزمنة المختلفة ، كما أن هناك تثمين لمشاركة المرأة للجد في نضاله . وهناك أسماء وشخصيات وأمكنة في الرواية يمكن أن يتلقاها القارئ في أي مكان ، ولكن بالنسبة لقارئ عاش في الجزيرة فان لها دلالات خاصة كالمسلمية ، النديانة . وكذلك كأبي اليسر فهي اشارة الى زميل دراسة لي بمدرسة ودمدني الثانوية يقال أنه أغرق في النيل الأزرق بواسطة أمن نميري واسمه أبواليسر يونس محمد وأسماء أخرى معروفة في تاريخها السياسي . وللحسن بكري عناية خاصة باللغة فهو يهتم حتى في الحوار بابراز جماليات هذه اللغة . وهذا ينأى به عن أولئك الذين يستخدمون العامية في الحوار دون أدنى اهتمام بما تنطوي عليه اللغة من جماليات . كان ختام الأمسية بعض كلمات لكاتب الرواية حسن البكري حيث عبر عن سعادته بالأمسية وقد اعتبر ما قدم خلالها من أوراق ومداخلات لها قيمتها الكبيرة ، وأضاف قائلاً : ما قدمه بروفسير محمد المهدي من ملاحظات هي امتداد لملاحظات قدمها لي من قبل عندما قدمت له روايتي الأولى في الدوحة ، أما فيما يتعلق بتأثير ماركيز على كتاباتي ، ماركيز أسس لشكل كتابة يتعلق بشكل الرواية وهذه طريقة للكتابة أو اطار للكتابة وما فعلته استعانة بهذا الشكل في كتابة الرواية وليس الواقع كله ، الطريقة التي استخدمها في كتاباتي تشبه الحكي السوداني ومرجعيتي مرجعية نصوص شفاهية موجودة عندنا في السودان وفي العالم كله ، كتابات بها حوار واسع ، التناص يحدث بشكل غير مقصود .. ويوجد حوار بشكل واعي مع نصوص منجزة يمكن تسميتها اشارات ويوجد تناص مع محمد عبدالحي وله علاقة وثيقة جداً بالنص ، عموما هذه الندوة كانت قيمة وجعلتني أنتبه لبعض الأشياء .