قدم منتدى السرد والنقد بالتعاون مع المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون الأسبوع الماضي ضمن أمسياته الثقافية، مناقشة وقراءة لرواية «اسم الوردة» للكاتب الايطالي امبرتو ايكو، وقدم الورقة الاساسية د. احمد الصادق احمد، وناقش الورقة الاستاذ محمد الجيلاني. واستعرض بدءاً د. احمد احداث الرواية التي وصفها بالغامضة، وتدور احداثها في احد اديرة شمال ايطاليا التابع للرهبنة البنديكتية، وذلك في شهر نوفمبر عام 7291م، حيث تتكرر في الدير جرائر قتل مريبة ضحاياها جميعهم من النساء، ويكون التفسير الوحيد للرهبان حول هذه الظاهرة وجود روح شريرة «الشيطان» داخل جدران ديرهم، ولكن رجلا واحدا يشك في وجود شخص ما يقف وراء جميع تلك الجرائم، ذاك الرجل هو راهب ضعيف يدعي وليم من باسكرفيل يتبع للرهبنة الفرانسيسكانية، وهو شخص حاد الذكاء سريع البديهة، يعتمد على عقله في الاجابة على اي شيء... وعمل سابقاً محققاً في محاكم التفتيش، ولكنه تخلى عن وظيفته تلك بعد ما رأى أن مهمة محاكم التفتيش لم تعد فقط لإرشاد الناس، بل ايضا معاقبتهم وبوسائل بشعة بعيدة عن روح المسيحية. ومواقع الانترنت تشير الى ان 09% من الناس بدأوا قراءة الرواية ولم يكملوا قراءتها، لكن الشاهد بعد نهاية افتتاحية الرواية تستطيع ان تصل الى عوالم الرواية، وهي عوالم مذهلة جداً.. وتناولت الورقة بعد ملخص الرواية بنبذة تعريفية للمؤلف امبرتو ايكو ثم الكيفية التي كتب بها امبرتو ايكو الرواية وهي تجربة تستحق الوقوف عندها حسب تعبير مقدم الورقة. هذه الرواية من اكثر الروايات التي كتبت عنها دراسات علمية.. بعد صدور الرواية بثلاث سنوات كتب امبرتو تأملات في اسم الوردة حكى فيها الكيفية التي كتب بها هذه الرواية وترجمت باللغة العربية عام الفين باسم حاشية اسم الوردة ترجمها سعيد يقطين هذه الرواية لا تنفصل كثيرا عن حياة امبرتو ايكو نفسه كناشط في حقول الابداع ودرس الفلسفة وعلم الاجتماع وهو من جيل الروائي الاكثر شهرة من امبرتو ايكو «ايطالو كالفينو» فهو بعد ان درس الفلسفة وعلم الجمال اشتغل مع جمعية الكنيسة الكاثولوجية وفي هذه الفترة اهتم بالعصور الوسطى واهتم بشكل اساسي بالقديس توما الايكويني وكتب عنه اطروحة واهتم بطرائق التفكير والكتابة في القرون الوسطى، والرواية تدور لكنها حول راهبات الاديرة في القرون الوسطى وكان مهتم بمعرفة مدى هيمنة الكينشية على الدولة في اوربا قبل فترة التنوير، وهذا الاهتمام قاده في النهاية لكتابة رواية اسم الوردة، بعد ذلك انخرط في عالم النشر وصناعة الكتاب وهو مهتم جدا بالمخطوطات وعالم الكتب بعد ذلك اهتم بالكتابة الصحفية وما زال ويكتب عن اي شيء، وركز اهتماماته حول وسائط الاعلام وهذا في بداية الستينيات حيث اهتم بالتنظير حول التلفزيون وركز هذا الاهتمام حول الاعلان على وجه الخصوص وهذه مسألة لها علاقة باهتماماته البحثية، تطور امبرتو الفكري انه في فترة من الفترات اهتم بالكتابة عموما وكان هنا متأثراً بجماليات الحداثة وسمى ذلك العمل المفتوح وهذا قاده لان يدور حول فلك البنيوية ولكن سرعان ما نزع الى طريقة تفكير اخرى متأثراً بالاميركي بيرث وهو مختص في فلسفة اللغة وهو وهو اول قدم تعريف للعلامة وهو حقل علم العلامات والاشارات، وامبرتو ايكو واحد من المنظرين في هذا العلم وبنى فكرته على اساس بيرث، هذه الاشارات والعلامات والايقونات استخدامها في الرواية عال جداً، مرحلة نظرية العلامات جعلته يعمل بما يعرف بالنظرية الادبية وكان ذلك في السبعينيات ومن ذلك قدم ما سماه سمياء النص واضاف في النظرية الادبية دور القارئ في الفترة التي قدم فيها دور القارئ الفعّال في قراءة النصوص وفي النظرية الادبية كان يختلف وظل يختلف في فترة السبعينيات بجماليات التلقي، هذه مرحلة قفل بها مرحلته الطويلة التي امتدت اربعين سنة، قبل ما ينتمي لعالم الرواية درس جيمس جويس في بعض كتبه وموسوعاته يقول بانه من الخبراء في ادب جيمس جويس بعد قراءاته المعمقة جداً لادب جيمس جويس تحول الى الكتابة الروائية بشكل مباشر وبدأ عام 67-77» في التخطيط لاسم الوردة والتي ظهرت باللغة الايطالية عام 0891، عام 2891م بدأت تظهر بمعظم لغات العالم وهي واحدة من النصوص التي لا يمكن تجاوزها في .... الابداع السردي. بعد هذه الرواية نشر رواية بندول فوكو واعقبها برواية جزيرة اليوم السابق وهي رواية كثيفة جدا شبيهة بقصيدة النثر ولكنها رواية بها حركة وشخوص وحوار بعد ذلك عاد مرة اخرى لاستدعاء التاريخ وترجمته سردياً وروايته الاخيرة وهج غامض للملكة لونا نشرت عام 5002م ورجع بهذه الرواية الى نقد الكنيسة والاكليروس في بداية التسعينيات بدأ افق جديد في تفكيره وكتاباته وحاول ينظر في فلسفة التأويل او التفسير وله كتابين فيها، الاول حدود التأويل وشواهده من اسم الوردة، والثاني في النظرية الادبية. اما رواية اسم الوردة قال عنها ان السجالات في تلك الفترة كانت كثيرة وتبسيطها قد يبدو مخل لذلك حاول كتابتها روائياً حتى تتم قراءتها بيسر. هذه الرواية فيها شخصيتين محوريتين وهما المعلم وليم وهو كان كبير الكهنة وهو كان انسان نظيف والشخصية المحورية الثانية هو الحوار اكسو وهما الشخصيات المحركة لكل الاحداث، مجموعة من الاحداث والحكايات تتخلل لقاءات المعلم والحوار من بداية الرواية حتى نهايتها، فيها تعريف اكثر على عالم الكهنة تدريبهم طريقة حياتهم قصصهم مع بعض ومعظمهم كما صورتهم الرواية يسخروا من هذا الوضع ومشاهد كثيرة وضعت في اطار الحكاية والسرد والقصص البوليسية، والرواية حاولت ان ترس وتظهر عدد من التناقضات التي سيطرت على تلك الفترة، العقل والجنون، الخير والشر التسامح والتشدد، النضج والسذاجة، الدين والروحانية، العلم والسحر، الاميريقي والنظري. ناقش الورقة الاستاذ محمد الجيلاني مبتدأ حديثه بقوله الناظر لاميرتوايكو يستطيع ان يميز وقائع الرواية من خلال مجموعة علامات من العلامات المهمة في كتابة امبرتو جمع الازياء والاماكن واسماء الشخوص وبعض المفردات والنقاط بعض الوقائع التاريخية وبالتالي تقول انه كاتب علامات، ايكو لا يعتمد على المفردة فقط يعتمد على الصورة وتشكيل الذاكرة البسيطة عند المتلقي والتأثر به لذلك كان اقرب نموذج له هو ال....... الشيء الثاني هل اكتشف امبرتو ايكو امكانات الكتابة السردية كاداة نقدية ام غير مشروع الكتابة السردي الى حد كبير ما يمكن ان تسميه اكتشاف التفكير السردي امبرتو ايكو وجيمس جويس تحديدا اكتشفوا امكانات السرد في اعادة ترتيب الوقائع بشكل مفاهيمي مختلف، الكتابة عند امبرتو هي اعادة ترتيب وقائع في التاريخ وتصورات ومفاهيم في الراهن الذي ينظر به للتاريخ، لذلك يمكن ان يكتشف الجريمة في الدير ويستحضر اسئلة البوليس ويكشف الفجوات داخل الجسد المقدس داخل تكوينه التاريخي، لذلك يمكن ان نقول ان المجد للسرد والمجد للمنهج السردي في استخدامه كاداة تفكيك لهذا العقل وغيره، هذا النوع من الكتابة كما كتب حسن حميد ما اسماه جسر بنات يعقوب وهو تفكيك هذا البعد المقدس وتفكيك التاريخ المقدس كذلك يمكن ان يستخدم امبرتو ايكو هذا النوع من الكتابة.. اجمالا يمكن ان اقول قامت على التمثيل بالمستوى السردي، الاوصاف البوليسية لروايات امبرتو ايكو الى حد كبير حجرت منه بعض القراء والنظر الى الجريمة باعتباراتها قيمة اساسية كانت تصنفه باعتبار انه فيلسوف حزب الكتابة السردية وكان ذلك في عدد من كتاباته. فجرت الامسية العديد من المداخلات ابتدرها الانور محمد صالح قائلاً: المشروع السردي في تلك المناطق له اضافات حضارية تحسب هذه المسافة التي جعلت المشروع السردي والتشكيلي والدرامي مشروع مساهم في الحضارة نفسها وفي الخلافة البشرية لادارة الكون ليس كما يوجد عندنا وتصبح هذه مسؤولية لذلك في رأيي السرد السوداني ما زال يحتاج الكثير الميتافيزيقيا كلها الفولتميتر الذي يقيسها هو المعيار الجمالي. صلاح ابراهيم : ارى انه لا بد من التفريق بين الرمز والعلامة باعتبار ان العلامة حاجة فيزيائية والرمز حاجة مفاهيمية، طريقة الكتابة عند امبرتو ايكو هي طريقة في المباحث الجمالية باعتبارها جنس ادبي له خصوصيته طريقة جديدة تستحضر القارئ اثناء الكتابة وهي طريقة صعبة ويبدو انه فعلاً ضرب جديد من ضروب الكتابة لا يتعامل مع القراء باعتبارهم نقاد بل مستفيدين يعيد تشكيلهم. شول دينق: بعد ان استمعت لهذه المحاضرة من د. احمد وهو يتحدث ويعمل تقدمة لخلفية امبرتو ايكو المتأثر بالفلسفة والمهتم بعلم الاجتماع وهما مجالات احدهما يذهب لى ما ورائيات الكون والثاني يتعامل مع البشر وهو كان الجانب العقلي المتفاعل مع البيئة هذا يقود الى ملاحظة هي لماذا اهتم بالاديرة والكهنة، طالما هو تعامل مع اشياء غير عادية كان لا بد له من الوصول في هذه الامبراطورية المقدسة ويعمل توازن ما بين الورائيات والواقع، بالطبع رجال الدين مهما كانوا في اي عصر وزمان تفكيرهم انهم هم الذين يتحكمون في الايديولوجية الدينية. وهم وسيط ودائما هم مؤهلين وبعيدين عن الآخرين فهو اراد ان يقول هم غير ذلك فقدم لنا الصور الاخرى غير الواضحة بالنسبة لنا باعتبار انهم اناس عاديين. ختام حديثي اقول انه توجد ايقونة اخرى لم تصل تحتاج لاضاءة اكثر. عبد الله بكو: اعجبتني المقدمة التي قدمها د. احمد لانها فتحت النص على ابعاد مختلفة لكن في رأيي هذا العمل يحتاج قوة ذهنية واستحضار ابعاد مختلفة، الدير واحد من المؤسسات بحكم ان يكون مثل الغابة رغم القدسية التي يراها بها الناس، لان الانسان نفسه منفتح نحو سلوكيات مختلفة، لذلك ارى ان امبرتو ايكو في بعده النظري ينتمي فعلا الى التفكيك اكثر مما ينتمي الى البنائيين الاجتماعيين.. في داخل النص نجد الاسئلة الفلسفية اسئلة لذاتها هي قلب الرواية نفسها وليم نفسه انسان متمرد بعقلية فلسفية والراوي نفسه جديد على المسيحية هذا جعله يفتح كمية من الاسئلية لذلك عندما نقرأ اسم الوردة نقرأ فلسفة البحث وفلسفة تحري وطرح للاسئلة الفلسفية اكثر من العوالم الاخرى. د. محمد مصطفى الامين: ما اشير اليه قد يقدم اضاءة ايطالية اسبانيا تقريبا هي قلب الكاثوليكية معرفتنا الكبيرة بالمسيحية وتاريخها توما الايكوني جوهري جدا في الثقافة المسيحية لتفهم وتستوعب التحركات التي حدثت لا بد من دراسته، عالم الاديرة في تلك الفترة كان عالم غامض ومهيمن حتى نستطيع ان نفهم كل الحركات وهو العالم الذي تدور حوله كتابات إيكو، ايضا من الكتاب المهمين بالاضافة الى ما ذكر د. احمد مورابيا فهو مهم واساسي في كتابات القرن العشرين. الكاتب اذا لم يكن باحث ومستقصي لا يستطيع ان يقدم عمل حقيقي.