ظلت الصورة النمطية للسوداني في السينما وبعض وسائل الاعلام المصرية خلال العهود السابقة هي الاستهزاء والازدراء والاستخفاف، سخرية كوميدية تصورهم في أدوار «الصفرجية»،أو البوابين، والكسالى المعتوهين. فالسخرية من السودانيين وكذا النوبيين ليست كوميديا مُضحكة، بل هي أمر مُشين لتاريخ مصر السينمائي، ولتاريخ العلاقة بين المصريين والنوبيين من ناحية، وبين المصريين والسودانيين من ناحية أخرى. صور سالبة عن السودان وإنسانه في مخيلة بعض الإعلاميين والمثقفين المصريين لم تفلح عقود من «نيرفانا» الحب لمصر وأهلها في تغييرها مما يؤشر على وجود «حالة « من الارتباك المعنوي لدى هؤلاء الإخوة تجاه السودان والشخصية السودانية ، وهو ارتباك يصنف في مربع الاستعلاء والفوقية التي تجاوزها الزمن بكل متغيراته ،الا من عقول انقطع عنها تيار المعرفة والإدراك. صور مختلفة تعبر عن نفسها بوضوح في مناسبات مختلفة تختل فيها الأمزجة وتزاح فيها ستائر المجاملات الموسمية، ولأننا نحترم دور مصر ونحب الشعب المصري الذي يحبنا نرفع أصواتنا في وجه هذه الحالات الجاهلة والمعتلة بحق الإخاء والجوار الذي يوجب الاحترام المتبادل. وآخر حملة مصرية تجاه السودان عكست هذه الروح المصنوعة أحيانا من أنظمة الحكم وأبواقه من الاعلاميين عندما استضاف استاد المريخ مباراة منتخبي مصر والجزائر في العام 2009،وما تبعها من أحداث،ورغم حسن الضيافة والاحترام لكن الاعلام المصري حمل السودان مسؤولية ما جرى،وصور الخرطوم كأنها غابة يأكل فيها القوي الضعيف،وحول الأمر الى كوميديا سوداء،وبدلا عن شكر الشعب السوداني صار مدانا مذموما في اعلامهم. خلافا لتلك الصور المضللة ،بدت صورة جديدة يروي فصولها المسلسل الرمضاني «الخواجة عبدالقادر»، الذي تعرضه بعض القنوات الفضائية هذه الأيام، ويقوم ببطولته الفنان يحيى الفخراني، بإلقاء الضوء على الأبعاد الإنسانية للحياة في إفريقيا والسودان تحديداً، مختلفاً بذلك عما قدمته السينما والمسرح العربي من صورة نمطية عنصرية أحياناً، من خلال التهكم على لون البشرة أو إلصاق الوظائف البسيطة بالأفارقة. ويرصد العمل المأخوذ عن رواية للكاتب والدرامي المصري الصعيدي الشاب عبدالرحيم كمال حياة رجل إنكليزي يصاب بالإحباط، نتيجة الحرب العالمية، ويفكر في الانتحار عن طريق إدمان الخمر والاستهتار، مما يوصله إلى السودان حيث يعتنق الإسلام. ويقدم المسلسل نموذجاً للشخصية السودانية مشبعةً باللطف والكرم والإيمان،أخرجه من الصورة النمطية العنصرية التي سجنته فيها السينما المصرية. ثمة حاجة إلى حوار صريح وشفاف بين الإعلاميين والمثقفين السودانيين والمصريين معا سيما وأن من بينهم من يحب السودان بصدق ويدرك أبعاد الشخصية السودانية حرصا على وئام حقيقي وصادق يساهم في تعزيز الإدراك المشترك بين الشعبين وصدا لأبواب الاستهتار الذي يتسم بجهالة لا تليق بقادة الرأي العام . حوار يتيح الفرصة لوسائل الإعلام في البلدين للإسهام في تقديم صور حقيقية عن واقع الشعبين والقدرات الحقيقية يساعد في إنتاج تقييم حقيقي يعزز فرص التواصل المشترك بين البلدين على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. مراجعة يا والي الخرطوم قبل فصل الخريف بأسابيع أعلنت ولاية الخرطوم استعدادها للخريف وتطهير مصارف الأمطار،لكن أول قطرة هطلت كشفت عورات المصارف،وأكدت أن عملية تنظيف تلك المصارف كانت شكلية،رغم أن قناعتي أن المشكلة لن تحلها المصارف وحدها. ما شهدته من خلال مصرف بجوار سكني يدعو الى المراجعة بل والمحاسبة ،فالأموال التي صرفت على تلك العمليات كانت اهدارا للمال العام،فتطهير تلك المصارف لم يكن مراقبا والدليل أن بعضها لم يصرف ولا قطرة ماء، مما يشير ان ما تم كان لعبا ونهبا للمال،فأرجو أن يراجع والي الخرطوم أجهزته ويوجه المحليات بالطواف واعداد تقرير عما تم،والحساب ولد.