قام اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو Hassan Elhassan [[email protected]] صور سالبة عن السودان وإنسانه في مخيلة بعض الإعلاميين والمثقفين المصريين لم تفلح عقود من نيرفانا الحب لمصر وأهلها في تغييرها مما يؤشر على وجود "حالة " من الارتباك المعنوي لدى هؤلاء الإخوة تجاه السودان والشخصية السودانية ، وهو ارتباك يصنف في مربع الاستعلاء والفوقية التي تجاوزها الزمن بكل متغيراته الرأسية والأفقية الا من عقول انقطع عنها تيار المعرفة والإدراك. . هي صور إذن تعبر عن نفسها بوضوح في مناسبات مختلفة تختل فيها الأمزجة وتزاح فيها ستائر المجاملات الموسمية . ولأننا نحترم دور مصر ونحب الشعب المصري الذي يحبنا نرفع أصواتنا في وجه هذه الحالات الجاهلة والمعتلة بحق الإخاء والجوار الذي يوجب الاحترام المتبادل . وما كشفت عنه تداعيات أحداث مباراة مصر والجزائر في الخرطوم وما حملته من مضامين هذه الصور يعبر في مجمله عن هذه الحالة من الارتباك المعنوي من قبل بعض الإعلاميين المصريين الذين أوسعونا استخفافا في عدد من القنوات المصرية وكل ذنب أهل السودان بوجهيهم الرسمى والشعبي أنهم حاولوا أن يكونوا عند حسن الظن بهم وأنهم تطاولوا حين استجابوا لاستضافة هذا الحدث الذي هو اكبر من قدراتهم الأمنية والسياحية وإمكاناتهم الأمنية والفنية على حد تعبيرهم . فيما اعتبر بعض السودانيين ان مبعث تلك الضربات الاستخفافية التي تلقوها نتيجة حبهم لمصر لا يعبر عنها في الواقع إلا مقطع أغنية سودانية شعبية تقول " قام اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو" ورغم المعالجات المتدافعة التي حاولت من خلالها مصر الرسمية تطييب خواطر السودانيين المجروحة من استخفاف قنوات " المعددين " وإزجاء الشكر لحكومة وشعب السودان باعتبار ان ماقاموا به قدر طاقاتهم المتواضعة التي لا ترقى لمستوى الحدث إلا أن من المفيد الإشارة إلى بعض العلامات والإفادات الدالة على " صور المخيلة " في أذهان بعض هؤلاء الإعلاميين . صحفي كبير في إحدى القنوات يتساءل ويحمل مسؤولية ما حدث لمن اختار أصلا السودان لهذا الحدث الذي هو أكبر منه بل يطالب بمساءلته ومحاسبته . ويتحدث باستعلاء المثقف النرجسي عن غبار السودان وفقره وضيق شوارعه وغباره واليوم الأسود الذي حمله إلى هناك . وآخر يتناول ضعف أجهزة الأمن السودانية وأخرى تتناول سوء الخدمات وعشوائية المسؤولين ولا ينسى آخر أيضا ان يذكر بان السودان كدولة غير مؤهل لاستضافة مثل هذا الحدث وليس له قدرات مادية او إدارية او تنظيمية أو تجارب لمثل هذه الفعاليات . يتحدث البعض منهم عن أن اختيار السودان جريمة لا تغتفر بصور من العبارات المستفزة والتهكمية والتي لا ترقى لمستوى ما ينبغي ان يكون عليه مستوى العلاقة بين البلدين . ولعل هذا ما أثار حفيظة حكومتنا ووسائل إعلامنا المشغولة بشغل فقرات برامجها بالمدائح الصوفية المتتالية لدرجة الملل بينما تتباري القنوات الأخرى في تحليل الحدث سلبا وإيجابا وتنفسنا الصعداء عندما قامت الخارجية باستدعاء السفير المصري وبالطبع لم تتعرض أي من وسائل الإعلام المصرية إلى استدعاء الخارجية السودانية للسفير المصري في الخرطوم "المغلوب على أمره" للتعبير عن استياء كل السودانيين على هذا النهج الذي ترك فيه الحبل على القارب لهؤلاء الإعلاميين النرجسيين، وذلك وفقا لذات العقلية التي تعتبر أن مجرد استدعاء السفير يعتبر تطاولا لا ينبغي إظهاره. ولعل هذا وبدفع من حرص ورؤية العقلاء في مصر الرسمية ما حمل الرئيس مبارك إلى تدراك ما حدث وإرسال إشارات لا رضاء المسؤولين السودانيين رغم عمق الاستياء باستقبال السفير السوداني سيما وان السودانيين شعب "طيب" يرضى بالقليل من بضع عبارات فيما لا ينفك البعض يسلقنا بألسنة شداد حداد ولا ينسي بعد استنفاد تهكمه أن يؤكد على طيبة الشعب السوداني الذي هو امتداد طبيعي لمصر. مامن شك إننا في حاجة ماسة إلى حوار صريح بين الإعلاميين والمثقفين السودانيين والمصريين معا سيما وأن من بينهم من يحب السودان بصدق ويدرك أبعاد الشخصية السودانية حرصا على وئام حقيقي وصادق يساهم في تعزيز الإدراك المشترك بين الشعبين وصدا لأبواب الاستهتار الذي يتسم بجهالة لا تليق بقادة الرأي العام . حوار يتيح الفرصة لوسائل الإعلام في البلدين للا سهام في تقديم صور حقيقية عن واقع الشعبين والقدرات الحقيقية رأسيا وأفقيا يساعد في إنتاج تقييم حقيقي يعزز فرص التواصل المشترك بين البلدين على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .