استوقفني ما نشرته الزميلة جريدة الخرطوم في عددها الأسبوعي رقم (7273) الصادر يوم الأحد الموافق 24 يناير 2010م، في رسالة مفتوحة لرئيس البلاد تحت عنوان (ارتفاع مستوى المياه الجوفية يهدد سكان سلالاب) بقلم الأستاذ/ عثمان بشير حبكه والذي تناول معاناة أهالي مربع (6) من حي سلالاب شرق ببورتسودان من نبع المياه الجوفية المتفجر تحت منازل البسطاء في ثغر السودان الحبيب . ورغم ما نوهت إليه رسالة الأستاذ/ عثمان بشير حبكه من مخاطر صحية وبيئية تهدد سكان ميناء السودان الرئيس إلا أنها غرقت في بحر سرده المطول وأسلوبه الأدبي المنمق الذي استهل به المقال لدرجة تاهت فيه القضية وربما رسمت الملل في نفس القارئ، فغالباً لا يجد فخامة رئيس البلاد ومعاونوه من المسئولين بالدولة فرصة لقراءة كافة التقارير والمعاملات الحكومية المتواترة على مكاتبهم فضلاً عن متابعة المقالات المطولة في الصحف اليومية والتي أضحت سمة لازمة للصحافة السودانية !! . إن مشكلة سكان أحياء بورتسودان لا سيما المشاطئة للبحر الأحمر كحي سلالاب شرق في المربعات (6.2.1) ومجاورها حي الأقمار المنتقل من ديم جلود إلى ديم مايو وأجزاء من ديم النور مربع (2.1) بالإضافة لحي الخليج وربما أطراف «ترب هدل» كلها نتاج لسوء التخطيط وفساد الإدارة وانعدام الضمير الهندسي في عهود خلت، ويظهر ذلك جلياً في امتداد مربع (6) بحي سلالاب شرق بصورة مضطردة حتى اقترن بحي القادسية (ولع) ليضاهي في مساحته مربعين من مربعات سلالاب شرق رغم وقوع مربع (6) على مجرى سيل عرم وافتقار تربته لأبسط مقومات البناء والتشييد لطبيعة الميعة المالحة وانخفاض الأرض دون مستوى البحر، فأكثر المناطق ارتفاعاً لا يتجاوز عمق الحفر بها نصف المتر لبلوغ نبعها الدفاق، حيث تلتف الأحياء المذكورة التفاف السوار بالمعصم حول منتهى خليج ميناء بورتسودان . وفي تقديري أن مقاربة حلول الإسكان والتخطيط الحضري ينبغي أن ترسم بنهج قومي تشترك فيه وزارات التنمية العمرانية والمساحة الجيولوجية وكليات الهندسة وغيرها من الجهات المعنية بالعمران . . فما عاد التوسع الأفقي في تخطيط المدن يفي بحاجات الإسكان، وما لم تأخذ ولاية البحر الحمر في الحسبان لتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية على مستوى مياه البحر مع رصد حركة المد والجزر بالمدن الشاطئية من خلال دراسات مبتكرة للحلول الناجعة، سيجرفنا التسونامي الجوفي للاستسلام لنبوءة الشيخ/ تاج السر الميرغني «راجل سواكن» يرحمه الله بمصير بورتسودان (للحرقة أو الغرقة) .