من مفارقات الانتخابات ان عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار نافس مرشح المؤتمر الوطني (البرجوب) في دائرة أبو حمد، وليس في الأمر عجب ان يلبي العميد رغبة (أهله) أو رغبة (نفسه) ويترشح في هذه الدائرة التي اختار لها المؤتمر الوطني شخصاً يرى فيه انه يمثل جزءً من المرحلة القادمة وقد يكون للمؤتمر الوطني رؤية لاختيار هذا (البرجوب) ليكون نائباً في البرلمان. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا نزل صلاح كرار في هذه الدائرة مستقلاً وبعيداً عن رغبة المؤتمر الوطني ولماذا لم يحدث تنسيق بين هؤلاء المتنافسين على هذه الدائرة، ولماذا، ولماذا، الاجابة قد تكون ان صلاح كرار تجاوزه اختيار المؤتمر الوطني لهذا أراد ان يدخل في تحدٍ ويظهر للمؤتمر الوطني انه أخطأ تقديره عندما اختار (البرجوب) ولكن صلاح كرار يختلف عن كل المنافسين الذين نزلوا مستقلين وكما ذكرنا فانه عضو مجلس قيادة الثورة إلا انه حمل (روحه) بين يديه ودخل مع (اخوانه) هذه المعركة من أجل تغيير الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان عبر مشروع معروف سلفاً لديهم ولكن ما الذي جعل صلاح كرار من دون اعضاء مجلس قيادة الثورة ان ينزل في دائرة اختارت لها القيادة شخصاً آخر. وقد يقول قائل ان صلاح كرار ليس (بدعاً) فقد خرج (الترابي) وخرج خليل إبراهيم بل وحمل السلاح وخرج من خرج ولكن صلاح كرار اراد ان يوصل رسالة إلى من تجاوزوه في الاختيار. وقد يكون الذي خرج به كرار من هذه التجربة انه عمق (للجهوية) في هذه المنطقة وان كان ترشيح المؤتمر الوطني للبرجوب له ابعاد سياسية واجتماعية مرتبطة بتطوير المنطقة ورد لمظلمة البعض يراها ظاهرة.