٭ إلى الأخ السموأل خلف الله: عندما كنت أتجول في معرض الكتاب الذي أقامته مؤسسة أروقة الأسبوع الماضي رجعت بي الذاكرة إلى التظاهرة الثقافية التي شهدها معرض الخرطوم الدولي العام الماضي.. وأنت كنت وزيراً للثقافة تقوم بعمل جبار كان نتاجه نشاطا ومشهدا ثقافيا مؤثرا، دفعني لأكتب عنه في الزميلة (ألوان) لاعتقادي القوي بأن مثل هذه المناشط الثقافية والفكرية وما تحتويه من كتب عديدة ظلت هي الترجمان الصادق لأصداء النفس الانسانية وتفاعلها مع ما تموج به الحياة من تقلبات وصراعات.. ٭ إن في مثل هذه المعارض تتسع المضامين وتترامى الآفاق وتتجدد الرؤى ومن يحمل نفسه إلى مثل هذه المعارض يواكب كل ما يستجد من كتب ثقافية، فكرية، دينية، اقتصادية وقانونية.. ٭ أذكر في ذلك اليوم من العام الماضي انني شاهدت رجال الدولة ووجهاءها ومثقفيها وعلى سبيل المثال لا الحصر قابلت مولانا محمد حمد أبو سن نائب رئيس القضاء وهو رجل ذو تواضع كبير وبين عينيه تلمع لهفة وحب كبير للاطلاع والمعرفة كأنما الأقدار تهيئه لمنصب كبير قادم. ٭ أخي السموأل: أشكرك باسم آلاف القراء والمثقفين فقد أتحت لنا سانحة أن نستمتع بكتابات الجاحظ وعبد الله بن المقفع ويحيى البرمكي ويوسف بن صبيح وسهيل بن هارون وابن الزيات وغيرهم من الكتاب العظماء.. ٭ ها أنت اليوم تتألق وأنت خارج العباءة الرسمية لاقامتك لمعرض الكتاب عبر مؤسسة أروقة.. اننا على قناعة تامة انه بمثل هذه المعارض تتألق الثقافة والأفكار وترتقي وتتعدد مراميها، وذلك باتساع مناخ الجدل الثقافي والفكري الذي تحدثه مثل هذه المعارض.. ٭ أخي السموأل: إن حبنا للثقافة والمعرفة يجعلنا نشكرك للمرة الثانية والألف لأن هذه المعارض توفر لنا الكتب السياسية والفكرية والثقافية وأتاحت لنا فرصة الحصول على كتب قديمة ونادرة لحسن البصري وغيلان الدمشقي والدكتور شوقي ضيف.. إنها كتب تروق العين والاذان كما تروق العقل.. ٭ عزيزي السموأل: نأمل أن تستمر في مثل هذه المناشط لأن فيها تمتزج الثقافات المتعددة وتتلاقى الثقافة العربية مع الثقافات الأخرى وهذا التلاقي سيثمر تحولاً ملموساً في الرؤية والأداء لدى المثقف السوداني وهذا وحده يجعلك تطور الثقافة تطوراً ملحوظاً أكثر من وزير تحت تصرفه مليارات الجنيهات لأن المال وحده لا ينجح أحدا. ٭ إلى الوزير ادريس أبو قردة: ان الاشتباكات التي حدثت بالأسلحة البيضاء داخل مقر حركة التحرير والعدالة بالخرطوم ليس لها تفسير إلا مقولة «من شب على شيء شاب عليه».. ٭ إلى الشيخ أحمد عبد الله: ان تعفو عن الصديقين العزيزين الزميلين عبد الباقي الظافر ويوسف عبد المنان فهذا من كريم أصلك، وان تجلس بعيداً عن مفاصل العمل التنفيذي فهذا ظلم كبير، خاصة وأن ملفاتك اتضح أنها بيضاء مثل لبن السعية في بادية الكبابيش وبطانة الشكرية. ٭ إلى الوزير كمال عبد اللطيف: هل سيتفاءل بك الرئيس مثل تفاؤله بعوض الجاز.. خاصة وأنك أينما حللت أحدثت حراكاً وجذبت الأضواء. وكلما تحدثت قرأنا في حديثك الرضا والتفاؤل ذلك الشعور العميق الذي يملأ بعطره عالم ولدات النجاح.. ٭ إلى الأخ محمد حاتم سليمان: ان التلفزيون القومي مازال غارقاً في مستنقع التخلف والمحلية وفاقدا لروح النشاط الدؤوب ومتمترسا خلف التقاعس الوبيل.. يحدث ذلك والسودان في مخيلة الكثيرين هو الحروب والجوع والابادة يعني صورة سيئة تماماً.. مع أنه نحن بلد عريق وعظيم ومتحضر وصاحب تاريخ والانسان السوداني متسامح كريم شهم وصانع للحياة وأن الانقاذ انجازاتها لا تحصى ولا تعد ولكن من يا ترى يعكس لنا هذه الصورة في ظل عجز التلفزيون القومي.. ٭ إلى الأخ العبيد مروح: التروي والدقة والحكمة والفصاحة التي ظهرت للناس بشكل أكبر من خلال مقعدك في وزارة الخارجية أكدت للناس انك أكثر من صحفي ودبلوماسي.. مع ان هذا الحديث بقدر ما يفرح البعض يغيظ أعداء النجاح..