توقع وزير بولاية كسلا اعلان «نهر عطبرة» منطقة كوارث بعد اجتياح سيول عارمة لقرى بمحليتي خشم القربة ونهر عطبرة، وأدت لانهيار آلاف المنازل وتشريد آلاف الأسر،وحذرت السلطات الأهالي من كسر الترعة الرئيسية لمشروع حلفاالجديدة، بينما شهدت مناسيب نهر الرهد ارتفاعاً قياسيا بلغت 22 مليون متر مكعب ،وهذا الرقم لم يسجله النهر لأكثر من عشرة أعوام . وتفقد والي ولاية كسلا، محمد يوسف، بطائرة مروحية برفقة وزير الدولة بوزارة الزراعة، جعفر محمد عبد الله، ومدير الادارة العامة للدفاع المدني، اللواء هاشم حسن عبدالمجيد، حجم الأضرار التي لحقت بالقرى المتأثرة بالسيول. وحذر الوالي لدى مخاطبته مواطني القرية «26» عرب بمحلية ريفي خشم القربة، من كسر الترعة الرئيسية «الميجر» لتصريف مياه السيول عبرها لأن ذلك يؤدي الى حدوث أضرار أكبر وانهيار كامل لمشروع حلفاالجديدة الزراعي ومدينة حلفا بأسرها. وأضاف ان قيادة الدولة على علم بالمحنة وأنهم سيرفعون تقارير مفصلة للمركز لعكس حجم الضرر، وأوضح أن هنالك فريقاً من وزارة الكهرباء والسدود سيصل المنطقة للقيام بعمل هندسي لحجز المياه والاستفادة منها في الزراعة. وأكد وقوف حكومة الولاية والمركز وتقديم كل ما هو متاح من عمل في المجال الصحي من مبيدات ومعالجة المياه بأسرع ما يمكن، ووجه وزراء الوزارات ومعتمدي المحليات بأن يكونوا في مواقع الضرر ومراجعة الموقف الصحي ومعالجة ما يترتب من أضرار. وأكد وزير الزراعة والغابات والثروة الحيوانية بولاية كسلا نائب الوالي، مجذوب أبوموسى، أن ايواء المتضررين يأتي كأولوية قصوى في المرحلة الحالية، خاصة وأن هناك مواطنين بأكثر من ثماني قرى في العراء، مشيراً الى أن حجم الكارثة أكبر من امكانات الولاية والمحليات المتاحة. يشار الى أن القرى المتأثرة بالسيول بمحلية ريفي خشم القربة هي «2،1، 26» عرب بمحلية خشم القربة والقرى «9،8،7،6،5،4،3» وغيرها بنهر عطبرة دون وقوع خسائر في الأرواح. وأفاد وزير التخطيط العمراني بولاية كسلا، عبد المعز حسن، رئيس اللجنة العليا للطوارئ، بأن عدد المنازل التي تأثرت بالقريتين «2،1» عرب بخشم القربة في المرة الأولى بلغ 486 منزلاً، بجانب تأثر 610 أسر بقريتي زكريا وبردانة بمحلية ودالحليو. وأكد وزير الصحة بالولاية، عبدالله درف، أن الوزارة تسيطر على الوضع الصحي ولا توجد بلاغات لحالات حرجة الا أنه توقع اعلان محلية نهر عطبرة منطقة كوارث ، وأضاف أن أكبر مشكلة يمكن أن تواجه الوزارة هي مشكلة مياه الشرب. وقال معتمد نهر عطبرة أحمد عدلان، ان هنالك 6 قرى كبيرة تأثرت بصورة كبيرة وأخرى مهددة ومحاصرة بالمياه، وان عدد المتأثرين يفوق 40 ألف نسمة في 15 قرية، وأوضح أن عمليات الحصر جارية والتقدير الأولي يشير الى تأثر 6 آلاف أسرة. الى ذلك شهدت مناسيب نهر الرهد ارتفاعاً ملحوظاً بلغت 22 مليون متر مكعب بدلاً عن 19 ألف متر مكعب ليوم أمس الأول وهذا الرقم لم يسجله النهر لأكثر من عشرة أعوام بعد أن سجل معدلات سابقة لم تتعد ألف متر مكعب. وعزا مدير عام عمليات الري بمشروع نهر الرهد المهندس بلال محمد سليمان ارتفاع معدلات النهر الي زيادة واردات خور ابو فارغة ومياه الأمطار التي شهدتها مدينة الفاو والولاية لأكثر من أسبوع ،موضحاً أن مناسيب النهر في محطة أبو رخم بلغت 425.30 متر مكعب. من جهته، حذر الأمين العام لاتحاد مزارعي الرهد ،أحمد ابراهيم العربي من انقطاع الولاياتالشرقية عن العاصمة لمحاصرة نهر الرهد منطقة الخياري والفاو حيث تبقت خمسة سنتمترات فقط للطفح الكامل للمياه الكبري والطريق القومي . وقال العربي ،ان السيول والأمطار أدت الي تدمير 7 آلاف فدان من الذرة بمشروع الرهد الزراعي والفي فدان من القطن والفول ،كما غمرت السيول والأمطار المزارع البستانية في قري القسم الشمالي «36 39 34 33» بجانب القري «1 و 2 و 3و 10» القسم الجنوبي، مشيراً لانقطاع الكهرباء من منطقة الخياري منذ الثالث من رمضان . وفي ولاية جنوب دارفور ارتفعت اسعار الذرة والدخن والقمح بشكل خيالي ،وقال الصادق عبدالله ،وهو احد اعيان المنطقة في اتصال هاتفي ل«الصحافة» ان سعر جوال الدخن بلغ 750جنيهاً ،وجوال الدقيق 350 جنيهاً وسعر كيلو الارز 20 جنيهاً. واتهم عبد الله معتمدي المحليات بعدم رفع الحالة التي يعاني منها المواطنون الي الجهات المسؤولة في الحكومة الاتحادية لتقديم العون الي تلك المناطق. وعزت بثينه محمد علي الناطق باسم حكومة الولاية ارتفاع اسعار المواد الغذائية الي الظروف الطبيعية التي فرضها الخريف ،واوضحت ان حكومة ولايتها دفعت بمواد غذائية كبيرة الي محلية كبم التي تضررت من السيول والفيضانات من قبل اسبوع لكنها لم تصل حتي الان الي المتضررين، مشيرة الى ان عدم وجود طرق معبدة في الولاية تسبب في عدم وصول المواد الغذائية الي المواطنين في تلك المحليات. إلى ذلك ارتفعت مناسيب النيل أمس فى عدد من المحطات الرئيسية حيث سجل المنسوب عند محطة ابوحمد 14.82 مترا مقارنة ب 14.48 مترا عن منسوب الامس وبلغ عند الخرطوم 12.21 مترا, وفى عطبرة سجل المنسوب 15.48 مترا مقارنة 15.35 مترا عن الامس. واوضحت نشرة مناسيب وتصرفات النيل اليومية والتى اصدرتها ادارة مياه النيل بوزارة الموارد المائية والكهرباء، ان منسوب النيل انخفض عند محطة الديم ب 70 سم عن منسوب الامس 12.78 مترا بينما سجل فى العام الماضى لنفس اليوم 16.61 مترا وفى العام 1988 لنفس اليوم سجل 12.67 مترا ، وفى دنقلا سجل المنسوب 14.86 مترا مقارنه ب14.68 مترا بينما سجل لنفس اليوم فى العام الماضى 10.76 مترا وفى العام 1988 سجل 68 .14 مترا .