يعتبر انشقاق الفريق بخيت عبد الله عبدالكريم «دبجو» القائد العام لحركة العدل والمساواة الانشقاق الاول في صفوف جيش الحركة بعد مقتل الدكتور خليل ابراهم محمد بغارة جوية في الرابع والعشرين من ديسمبر 2011 في منطقة ام جرهمان بولاية شمال كردفان ولكنه الانشقاق الثالث من نوعه في صفوف حركة العدل والمساواة بعد تأسيسها في العام 2002 فقد انشق عنها قائدها العام اللواء جبريل عبد الله في 23 فبراير سنة 2004 وكون فصيلاً باسم حركة الاصلاح والتنمية التي تلاشت بمرور الايام والسنين وفي سبتمبر العام 2007 انشق عنها قائدها العام عبدالله بندة ومعه ادريس بحر ابوقردة وزير الصحة الاتحادي الحالي والامين العام لحركة العدل والمساواة السابق والامين العام لحركة التحرير والعدالة الموقعة على وثيقة الدوحة وتاج الدين بشير نيام وزير البنية التحتية بالسلطة الاقليمية وأسسوا ما يسمى بحركة العدل والمساواة القيادة الجماعية التي اصبحت لاحقا النواه الاساسية لحركة التحرير والعدالة التي يترأسها الدكتور التجاني سيسي. ولاستجلاء الصورة ومعرفة تداعيات ما يحدث في العدل والمساواة بعد انشقاق قائدها العام اتصلنا ب عثمان احمد فضل واش وزير تطويرالتكنلوجيا وبناء القدرات بالسلطة الاقليمية والمنشق عن حركة العدل والمساواة فقال في حديث عبر الهاتف ل«الصحافة» ان انشقاق القائد العام بخيت عبدالله عبد الكريم الملقب ب «دبجو» عن الحركة في هذا الوقت يعطي اكثر من مؤشر ويدعم بقوة عملية السلام في الاقليم ويؤخر كل الاستراتيجيات العسكرية التي تعمل الحركة على تنفيذها في ارض الواقع في دارفور كما ويطيل فترة الترتيب داخل الحركة من جديد لبدء مشاريعها الاستراتيجية مبينا ان انشقاق او عزل القائد العام امر كبير بالنسبة الى اي حركة مسلحة ناهيك عن حركة العدل والمساواة، واوضح واش ان القائد بخيت عبدالله عبد الكريم انشق من حركة تحرير السودان جناح مناوي التي كان يشغل فيها منصب القائد العام وانضم لحركة العدل والمساواة ابان الصراع القوي على منطقة مهاجرية الاستراتيجية في العام 2008 وتم تعيينه خلفا لسليمان صندل بعد ان اصيب صندل في مواجهة مسلحة في جبل مون، وعيّن على اساس موازنات اجتماعية في منصب القائد العام للجيش وخلق تعيينه بلبله كبرى في اوساط الحركة وعلى اثرها خسرت الحركة مجموعات اثنية كبيرة كانت ترى ان تعيين بخيت قائدا للجيش فيه شيء من التجاوز لمقدرات بعض القادة وتكريس للاثنية بالحركة. ويقدر محمد صالح منقو قائد الاستخبارات بحركة التحرير والعدالة ان انشقاق قائد جيش التحرير والعدالة سيكون له ما بعده، ويقول في حديثه مع «الصحافة» ان الانشقاقات في حركة العدل والمساواة والحركات الاخرى ستتواصل موضحا ان مجموعة اخرى بقيادة محمد بشر المستشار الامني لرئيس الحركة الذي كان متهما بمحاولة تسميم الدكتور خليل في ليبيا قبل مقتله هي الآن في طريقها للانضمام الى عملية السلام. مشيرا إلى أن «دبجو» كان يقود مشاورات مع عدد من كوادر الحركة لشق صفها وإضعاف تحالف الجبهة الثورية الذي يضم إلى جانب العدل والمساواة حركتي تحرير السودان فصيلي مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية في شمال السودان، وأضاف أن رئيس الحركة باعتباره القائد الأعلى سيتولى منصب القائد العام، وأنه يجري مشاورات داخل الحركة ومع فصائل الجبهة الثورية للتعامل مع المستجدات. ولكن مراقبين للاوضاع في دارفور يقولون ان كل الاوضاع اصبحت متحركة وكل الاحتمالات واردة بعد عودة ارتال من قوات الحركات المسلحة من موسم الهجرة الى دولة الجنوب ومع بداية كثير من حالات التصدع التي تجتاح صفوف قيادات المقاتلين الذين سئموا المواصلة في الحرب واعياهم القتال الطويل وقد يلقي كثير منهم السلاح ويرفعه غيرهم، ولكن لا يعرف إن كان هذا القرار سيقود إلى شق صفوف الحركة والمواجهة العسكرية فيما بين الفرقاء أم أن الإجراءات التي اتخذتها قيادة الحركة يمكن ان تقود إلى احتواء الموقف.؟ يشار الى ان رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل ابراهيم قد اصدر قرارا باعفاء القائد العام لقوات حركة العدل والمساواة الفريق بخيت عبدالله عبدالكريم «دبجو» من موقع القائد العام لقوات حركة العدل والمساواة على ان يتولى رئيس الحركة القائد الأعلى لقواتها مهام القائد العام إلى حين تعيين البديل.