الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انقلاب شيخ (الهمج) محمد أبو لكيلك التصحيحي على سلطة (الفونج 1762م)
زيارة جديدة لتاريخ السودان (4-4)
نشر في الصحافة يوم 11 - 08 - 2012


هل (الهمج).. هم (نوبة دولة علوة المسيحية)؟!
مدخل:
«.. وكان معه (يقصد الشيخ محمد أبو لكيلك) جماعة من أكابر دولة (الفونج) فبلغهم أن الملك (بادي أبو شلوخ) فعل مع أتباعهم في غيابهم أموراً مغايرة فحضروا أمام الشيخ محمد (أبو لكيلك) وتقرروا له من (المَلِكْ) وطلبوا منه الموافقة على (عزله) وتوليه غيره فوافقهم بعد مجادلة معهم وقام بذلك أتم قيام»
تاريخ ملوك السودان - مكي شبيكة - ص35 بعد انتصار أبو لكيلك على المسبعات 174ه/1760م.
(1)
قامت (السلطنة الزرقاء) على التحالف العسكري بين (عمارة دونقس) زعيم (الفونج) و(عبد الله جماع) شيخ (القواسمة) فقد تمت كلمتهم على محاربة (الفنج) (ملوك سوبا) و(ملوك قري) فتوجها إليهم وانتصروا عليهم وقتلوهم، وكان ذلك بداية نشأة (سنار) عاصمة (الفونج) في عام 1504 (910ه) و(قري) عاصمة (للعبدلاب) وهي كائنة عند (جبل الرويان) بالشرق (تاريخ ملوك السودان ص25). وكانت تلك بداية السلطنة التي استمرت إلى عام 1821 ولما يقرب من ال(317) عاماً توالى عليها ما يقرب من ال(26) سلطاناً وتناوشتها الأحداث الجسام والصراع العسكري الشرس والمؤامرات الناعمة والظاهرة، وقد وصف الطبيب التونسي (بونسيت) Poncet هذه (السلطة) عند زيارته لها عام (1699) بأنه «كان في استطاعة ملوكها أن ينتقلوا إلى (مسافة ألف ميل) دون أن يتجاوزوا حدود سلطانهم الذي كان يمتد إلى (البحر الأحمر) شرقاً، وإلى (النيل الأبيض غرباً)، وإلى (الهضاب الاثيوبية) جنوباً، وما يقرب في الحدود المصرية (شمالاً)، (الآن مورهيد - النيل الأزرق ص280) تميزت هذه (السلطنة) بوجود رقابة عسكرية على أداء السلطة السياسية في (سنار) فقد عزل (جنود لولو) السلطان (أونته الثالث) (1715-1718م) بسبب استهتاره وظلمه للناس بالاضافة لانهياره الأخلاقي. وكان (بادي الاحمر) (الثالث) قد خرج عليه الكثير من قياداته من (امراء الفونج 1692م) وكان على رأس هذه الثورة (الأمير ارادب ود عجيب). وكان غريباً أن ينتصر (بادي) ولم تكن قواته تزيد على ال45 جندياً في مواجهة ما يقرب من الألف جندي (راجع تاريخ ملوك السودان ص31). كما دخلت (السلطنة) في حروب داخلية مع (تقلي) و(شلك) خلال حكم السلطان (بادي أبو ذقن) (1673-1687)، بالاضافة إلى حروب (بادي أبو شلوخ) مع (المسبعات) و(الحبشة) (1724-1762) على أي حال (خلع) من هؤلاء السلاطين بسبب سوء الادارة والحكم والاستهتار الأخلاقي. (7)- واستمرت سلطنة (الفونج) إلى حين تولي الملك (نول) ولم تكن نسبته في الاونساب) الزمن جهة (الرحم) ليتولى بعده ابنه (بادي أبو شلوخ) ووصف (كاتب الشونة) بأنه (آخر الملوك من ذوي الشوكة)، وللغرابة كان هو نفس (السلطان) الذي قاد ضده (محمد أبو لكيلك) شيخ (الهمج) وقائد جيشه في (المسبعات) الانقلاب (التصحيحي).
استمر حكم (بادي أبو شلوخ) حوالي (38) عاماً وهي مدة طويلة أثير (الملك) خصوماً إذ تواصلت خلالها الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقد وصفها (الدكتور قيصر الزين موسى) في كتابه (فترة انتشار الاسلام والسلطنات) ص52/51 (تميزت المرحلة بدخول البعثات التبشيرية والدبلوماسية الاوربية لأراضي سنار في طريقها للحبشة وبزيادة التوتر بين (سنار) و(الحبشة) مما أدى لوقوع الحرب الحبشية الثانية (1744) والتي وصل فيها (جيش الاحباش) مشارف (سنار) قبل أن يتراجع وينهزم، كما تميزت المرحلة على (الصعيد الداخلي) بالصراع السافر بين سلطتي (سنار) و(دارفور) على (المسبعات) وبالتنازع الداخلي في (سلطنة سنار) بين فروع الاسرة الحاكمة مما تتدخل فيه الوزراء والعسكر.. مما أدى إلى الاستعانة (بالأحباش) لاسترداد السلطة بعد خلع (بادي أبو شلوخ) وأدى ذلك للمزيد من التفكك الداخلي. ويفصل تاريخ ملوك السودان ص32 ما جرى على النحو التالي:
٭ في آخر مدة بادي أبو شلوخ عام 1862م تغلبت عليه مشائخ (الهمج) وصار (تولية الملوك) رسماً لا حقيقة لها وصار (الحل والعقد) بيد (الهمج). ذكر (الشيخ أحمد) في مخطوطه - ان بادي أبو شلوخ أخذ من أهل الأصول أصولهم من الديار وتعضد بالأثواب وكان قد مر على استيطانهم في (سنار) منذ أن أتى بهم السلطان بادي أبو ذقن حوالي 80 عاماً. ويضيف الشيخ (الزبير ود ضوف) ان (بادي) قد انشغل بالتدبير وقتل بقية (الاونساب) وغير وبدل في كثير من القوانين المربوطة والفوائد المضبوطة واستعان (بالنوبة) وجعلهم رؤساء عوضاً عن (أصحاب الأصولوالترتب) وهو - فيما أرى - ما نقله كبار (الفونج) للشيخ (محمد أبو لكيلك) بعد انتصاره على (المسبعات) حين قالوا له: ان (بادي أبو شلوخ) فعل مع أتباعهم في غيابهم أموراً مغايرة « (انظر المدخل).
ويفسر (الدكتور مكي شبيكة) في (حاشيته) على (كتاب تاريخ ملوك السودان) ص33 بأنه «يظهر أن (بادي أبو شلوخ) قربهم إليه واقطعهم الاراضي والديار ليستعين على من تحدثه نفسه بمخاصمته من بيت (ملك الأونساب) أو (الملوك الآخرين) الخاضعين له» ويشبه (الدكتور شبيكة) الأمر بحالة (أمير المؤمنين المعتصم) حينما استعان (بالأتراك) أو (الأيوبيين) (بالمماليك).. وانهما في الحالتين قد انقلبا على أسيادهم - يضيف (تاريخ ملوك السودان ص35) ان سنوات السلطان (بادي أبو شلوخ) الطويلة - قد تميزت في نصفها بالعدل والخير والصلاح. فقد كان له وزراء من أهل الدراية والعلم ولكن وحال استفراده بالسلطة قتل بقية (الاونساب) وغير وبدل في الأنظمة التي تحكم وتنظم (السلطنة) وتجرأ على افعال ذميمة من بينها القتل والنهب وقيام بقتل (الخطيب عبد اللطيف) وبالجملة قد ظهرت منه أمور شنيعة نفرت منه قلوب رعيته.
(3)
شكل (محمد أبو لكيلك) شيخ (الهمج) مركزاً محورياً بعد انتصاره على (المسبعات) فقد أظهرت المعارك قدراته العسكرية ويبدو أن للرجل شجاعة أدبية، وقدرة فذة على المواجهة رغم أنه (كان تمتاماً): قصد (أبو لكيلك)، بعد (اتفاقه) خع أكابر الفونج) على عزل (بادي أبو شلوخ) (سنار) ومعه الجيش و(العبيد) و(أمراء الدولة) ونزل (باللبيس) وهي (الكوة الحالية) وأرسل في مناورة إلى (ناصر) ابن (بادي) ملوحاً له (بأن يحل محل أبيه) ورذ وصل (محمد) (اللبيس) ثم أخذ المواثيق والعهود وتحركوا باتجاه (سنار) وأرسلوا (للسلطان بادي) الأمان فخرج إلى (سوبا) في ذلة ومسكنه وكان ذلك في يوم الاحد 2 رمضان 1175ه الموافق 27 مارس 1762م فدخلوا (سنار) دون قتال. أي انه كان انقلاباً أبيضاً وليولي (ناصر) سلطاناً وليبدأ الشيخ (محمد أبو لكيلك) في هيمنته الفعلية على السلطة وليتم عزل (السلطان ناصر) في 1182ه - 1768م وارساله إلى قرية (البُقرة) وحال محاولة (ناصر) اعلان الحرب على الشيخ (محمد أبو لكيلك) يرسل له ابن أخيه (بادي ود رجب) ومعه (شيخ القوارية) (أحمد ود محمود) وبعض العساكر ليتم قتله ويولي (الشيخ محمد أبو لكيلك) أخوه (اسماعيل) سلطاناً ولكن (الحل والعقد) كان بيد (أبو لكيلك) فأزال المظالم وعدل في الرعية وأحسن إلى أهل الدين فكافأووه بصالح الدعوات وبارك الله تعالى في مدته وفي ذريته وتوفى في 1190ه الموافق 1774م هذا وقد استمرت (سلطة الهمج) طيلة الفترة في 1762م - 1821 أي ما يقرب ال59 عاماً.
(4)
يفسر الكاتب (جاي سبولدنج) في كتابه (عصر البطولة في سنار) والذي ترجمه (الدكتور أحمد المعتصم الشيخ) ص201 (انقلاب أبو لكيلك التصحيحي) بأنه أمل كان يداعب (الهمج) منذ وقت طويل «عندما طالت مدة حكم (السلطان بادي الرابع) وهو بادي أبو شلوخ نجح (النبلاء المصطهدون) من (الاونساب) في تكوين (ائتلاف قوي عليه). فاتجهوا أولاً إلى (نبلاء فازوغلي) في ( الجنوب الشرقي) والذين أطلق (الفونج) عليهم بشيء من (العنهجية الارستقراطية) صفة (الهمج) وهو (ازدراء) في غير محله وتعوزه الفطنة السياسية لأن (حكام فازوغلي) الذين أخضع جيل سابق في (سلاطين سنار) أسلافهم ورغم تحولهم من (المسيحية) إلى (الاسلام) كانوا فخورين بانحدارهم من (علوة المسيحية): كان (الفونج) في نظرهم محدثي نعمة ومغتصبين للحكم ولم تكن (سنار) في نظرهم سوى (مقاطعة) تابعة إليهم تاريخياً وأخيراً اجتمعت سائر العناصر المتضررة الأخرى من بين (رجال القرن الثامن عشر) حول (دعوة الهمج) وعندما نضجت (المؤامرة) برز (الهمج الجدد) مجموعة مؤلفة من عناصر شتى من أجيال جديدة من (نبلاء علوة البائدة) و(امراء الحرب)، و(الجنود) من (العبيد) و(التجار) و(الفقرا) وكان قائدهم محمد (أبو لكيلك) نبيل شاب من (فازوغلي) شق طريقه إلى قمة القيادة العسكرية في (كردفان) (المسبعات) والى (أبو لكيلك) وخلفائه تنتهي المرحلة الثانية من (عهد البطولة في سنار): عهد (وصاية الهمج): 1762-1821م». وغض دراسة (جاي اسبولدنج) إلى استنتاجات خطيرة ولكنها (صحيحة) (ربما تعكس بصورة أو بأخرى صراع السلطة والثروة الماثل اليوم».
- سعى (الهمج) إلى انشاء رؤيا جديدة تستوعب المتغيرات الجديدة، ومن أهمها حقهم في حكم (فازوغلي) و(كردفان) و(اللبيس) وانفرد (الشيخ أبو لكيلك) بحكم لمه القديم (فازوغلي) حيث موروثات (علوة الثقافية).
- استماله (الفقرا) - كشريحة مؤثرة - في ادارة حكم البلاد.
- استماله (امراء الحرب) في (الفونج) - في القيادة السياسية.
- اتجاههم إلى منح بعض القبائل ذات الشوكة (كالشكرية والتاكا) حكماً ذاتياً.
- سك (عملة وطنية) من العملات المعدنية (ريال) فضي يحمل اسم (الوزير ادريس).
- سعى (أبو لكيلك) إلى دمج أسرته بأسرة ملوك الفونج.
- مثل الانقلاب انتصاراً نفسياً (للهمج) ازاء دمغهم من قبل الفونج بالدونية.
- يضع (جاي سبولدنج) الترجمة ص276 المزيد من التفاصيل و(انقلاب ابو لكيلك) التصحيحي على سلطة الفونج.
- ظهرت قدرات شخصية (بو لكيلك) بعد هزيمة (جيش سنار) في (قحيف) وهزيمة البقية التي كان يقودها (شمام ود عجيب) في (شمتة) فقد أرسل (القواد) انذاراً للسلطان (بادي أبو شلوخ) في (ضيعة عزاء) لمن فقدوا في المعركة (وكان عددهم كبيراً) وازاء دور (أبو لكيلك) الشجاع تم ترفيعه ليكون (قائداً للجيش) رغم أنكساره في 1748م - 1161ه و(بقدرات) (أبو لكيلك) بقيت (المسبعات) في يد (سنار) وكان ذلك في 1755م - 1168ه.
- ويضيف (سبولدنج) موضحاً ظروف صراعاته كما يلي «أصبح (أبو لكيلك) قوة يحسب حسابها وسط الحياة السياسية في (سنار) لكن بعض المصادر تشير إلى ان هذه الحياة العامة لم تكن من جملة طبيعته فهو في (نظر رجال الطبقة العليا) المجتمع (سنار) (أداة طيعة) فهو شجاع وكفء ومحبوب من أفراد الجيش ولكن وفي ناحية أخرى لم يكن في رأيهم قادراً على الحكم بسبب (تدني وضعه الاجتماعي) كما أنه كان يعاني من (عدم القدرة على النطق) (تمتام) ويؤكد (سبولدنج) ان أولائك الذين اقترحوا انه يامكانهم استخدام (أبو لكيلك) لتحقيق أغراضهم قد وجدوا أنفسهم قد أخطأوا خطأ فاحشاً ان لم يكن مميتاً).
- يُسلط (سبولدنج) الضوء أكثر على لقاء (نبلاء الفونج) (بأبي لكيلك) في (كردفان) بعد انتصاره تستند على رواية (كاتب الشونة) فقد (قالوا له: نحن هذا (المك) (أبيناه) فما تدبيرك فيه؟ فقال لهم «أنا قبل ذلك قلت لكم ما يبقى ليكم (مك) ولا لنا (سيد) وتركتوا تدبيري حتى حصل ما حصل فاشيروا بشورتكم فأشاروا بعزله وبدأوا السير على ما سبق وصفه.
- رأى (سبولدنغ) في (انقلاب أبو لكيلك) انه تعبر عن (قوى جغرافية) عانت من تهميش المركز في (سنار) و(ما أشبه الليلة بالبارحة - في صراعات السياسة).
(5)
من أهم (الهمج) فيما يرى (سبولدنغ) كما سبق الاشارة انهم من (نبلاء علوة المسيحية) الذين تفرقوا إلى (فازوغلي) و(كردفان) بعد انتصار (الحلف العربي الفونجي) عليهم في عام 1504م 910ه. وقد أورد (تاريخ ملوك السودان ص26) (وأما (النوبة) فبعد ظفر (الفونج) بهم تفرقوا في جهات (فازوغلي) و(كردفان) ولم يبق منهم إلا القليل يدينون بدين الاسلام وتفرقوا وسط العرب المقيمين ببلادهم وهم الآن أنفار قليلة مقيمين في (شندي) وفي (جريف قمر) وأحد (الجريفات الشرقية الآن) ولا يعرف أصلهم (نوبا) إلا القليل من الناس كون لسانهم قد انتقل إلى (العربية) وألوانهم شابت ألوان العرب بأسباب التناسل ...الخ. ويورد نفس التاريخ ص32 «صار (الحل والعقد بين (الهمج) وهم طائفة من ذرارى العرب) التناسلين من (الأنواب)» أي (النوبة».
- يبدو مهماً - في هذا السياق - التفريق بين (النوبة) القادمين من (فازوغلي) باسم (الهمج) مما أطلقه عليهم (الفونج) - ازدراء - وهم رهط (الشيخ محمد أبو لكيلك) و(النوبة) الذين أتى بهم (بادي أبو دقن) بعد هزيمة (ملك تقلي) - فقد جعل لكل جنس من السبايا (حلة) حول (سنار) وفضلوا على ذمة المملكة (جنوداً وعواناً) وتناسلوا وتكاثروا إلى أن انقضت (دولة الفونج) وسميت (الحلال) باسماء قبائلها: (تقلي)، (الكدرو)، (الكنل)، (الشاركوا)، ويورد (بروس) عند زيارته (لسنار) انهم يأكلون (لحم الخنزير) و(يقدسون القمر).. وأغلبهم يعمل كجنود في جيش الملك وهم هادئون ولم يشتهروا بالسرقة وقطع الطريق وانهم تميزوا بالكرم والنظافة.. وهؤلاء هم الذين قربهم (السلطان بادي أبو شلوخ) ليناوئ بهم أعدائه من (الاونساب) وغيرهم.
- وإذا كان (الدكتور مكي سبيكة) يورد في الحشاية رقم (2) تعقيباً على (المتن) الوارد في صفحة 26 تعقيباً على (مصير النوبة) الذين هزمهم (التحالف العربي/الفونجي) 1504م - 910ه انه محال للبحث والتنقيب فيما إذا كان هناك صلة بين (النوبة) في (كردفان) (حيث جاء (بادي أبو دقن) بأعداد غفيرة من قبائلهم وأسكنهم حول (سنار) وبين (نوبة مملكة علوة) أو بعض القبائل التي تسكن (جنوب الفونج) فان بعض الملاحظات تبدو مهمة.
- يثبت الدكتور (فانتيق) ص206 ان (على ضفاف النيل الأزرق) قبيلة تسمى الهمج بضواحي (مدينة الروصيرص) وهم (أحفاد نوبا علوة المسيحية) الذين سكنوا (سوبا) في عصور سابقة وهم يخلدون (سوبا) بقسم صيغته كما يلي:
احلف بي (سوبا) بلد الجد والحبوبة
اللي يغطس (الحجر) ويطفح (الكركعوبة)..
وأن في مناطق (الأنقسنا) أماكن تسمى (سوبا)..
- ان (سبولدنج) يؤكد على هوية (شيخ الهمج) (محمد أبو لكيلك) باعتباره أحد (أمراد مملكة علوة المسيحية) وان مصطلح (الهمج)، الذي أطلقه عليهم الفونج - انما هو (ازدراء) بواقعهم و(حسبهم)، وان «هؤلاء (الهمج الجدد) هم أجيال جديدة من (نبلاء علوة البائدة).
- هناك آراء أخرى تربط نسب (محمد أبو لكيلك) بأنه كان ابناً (لبادي بن ركتو) وأنه كان من عاداتهم أن يسمون شيوخاً، وهناك من يربطه (بنسب عربي صريح)، وكان البيت السلطاني الفونجي يجردها في تلك الحكاية تماماً، بينما يذهب (الجموعية) لتأكيد ذلك الأصل العربي (راجع علاقة الشيخ الأرباب دفع الله بالشيخ أحمد البشير راجل أم مرح، فهما أبناء خالات.
- وثمة سؤال يبدو أكثر الحاحاً الآن من (نوبا كردفان) إلى (نوبا) (فازوغلي) بدأت صلة (دولة علوة المسيحية) اني أرى ذلك أقرب إلى المنطق فقد مضى (نوبا) كردفان، من منطقة (قري) و(الرويان) عبر (جبل الحرازة) غرباً هرباً من البطش العربي.
ملاحظات غير عابرة:
زرت (السوريبة) بالقرب من (مارنجان) في يوم الخميس 1994/5/5، وكانت معي زوجتي وقد التقيت هناك الحاجة (بتول بت ادريس ود عدلان ود محمد أبو لكيلك) وبعض أهلها وكانت الإفادات كما يلي:
- (كيلك) تعني بلغة (الأنقسنا) الأحمر!! وهي قريبة (من قيلي) التي تعني الأحمر بالنوبية.
- (الأرباب دفع الله ود أحمد) (ود الزقولوتة) كان أحد وزراء (محمد أبو لكيلك) وهو ابن خالة الشيخ الطيب (راجل أم مرح) وقد تزوج من (العاجبة بت الشيخ محمد أبو لكيلك) وقد أنجبا طفلاً أسميا (محمد أبو لكيلك) تيمناً على جده.
- لمحمد (أبو لكيلك) أبناء هم رجب، عدلان، نصر، قاسم، عيساوي، ابراهيم، وعدلان هو والد (الأميرة نصرة).. التي تزوجت في الأول في (سنار) من شخص من آل (سندلوبة) وأنجبت بنت اسمها (حقوة) التي تزوجها (اليعقوباب) في (السبيل) ثم تزوجها ابن عمتها (العاجبة) سمى جده الأرباب (أحمد أبو لكيلك ولم ينجب منها. لأهل (السوريبة) ذاكرة نشطة في تاريخ (أبو لكيلك) ذلك الزعيم المنسي في - تاريخنا الوطني - ويبدو من المهم أن تتحرك المؤسسات العلمية باتجاه (أحفاد تلك القيادات) ولعلي أوجه النداءات التالية:-
٭ (نوبة دولة علوة)، (محمد أبو لكيلك) قصائد تستحق التسجيل وأحداث أخرى تستحق الحوار.
٭ إلى الأستاذ (حسين خوجلي).. هل تسجل (قناة أم درمان) زيارة (للسوريبة)
٭ إلى الأستاذ (صديق مجتبى) المجلس الأعلى للثقافة والفنون.. هل توثقون لتاريخ (الهمج).. من نبلاء دولة علوة المسيحية..
٭ إلى الأستاذ (عبد الباقي فيرين) و(جماعة الأما الثقافية).. هل تدرسون هجرة (النوبة) بعد معركة 1504 إلى (فازوغلي) و(كردفان) و(شندي) و(الجريف شرق) وبعد معركة (تقلي) خلال عهد السلطان (بادي أبو دقن)..
٭ والدعوة موجهة إلى الدكتور (كبشور كوكو).. فهو أولى بالتوثيق..
والتحية (لابن السوريبة) عالم الجيلوجيا الجليل البروفيسور (النذير قسم السيد)، ونسأل له في هذا الشهر الكريم الشفاء العاجل والصحة التامة، وبعد ذلك (التهنئة) خالصة لمن كرمتهم الدولة، في برنامج التواصل الاجتماعي، فكلهم يستحق ذلك وبجدارة، ولقد ذابوا تواضعاً، ولم يتطلعوا لغير ارضاء الضمير. بصفة خاصة.. تحية للصديق البروفيسور عبد الله حمدنا الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.