لم يجد والي كسلا محمد يوسف ادم غير قطع زيارته الي الاراضي المقدسة بعد ثلاثة ايام فقط ادى فيها شعيرة العمرة ليعود الي السودان علي جناح السرعة صباح امس وذلك علي اثر تنامي الغضب الشعبي والاعلامي الذي خلفه سفره الي المملكة العربية السعودية في وقت ضربت فيه اربع من محليات الولاية ويقطنها اكثر من 300 ألف نسمة موجات غير مسبوقة من السيول والفيضانات تسببت في تشريد ودمار عشرات الالاف من المنازل والسكان. وقوبل سفر والي كسلا الي الاراضي المقدسة باستياء كبير من قبل المتضررين والاعلام ومواطني الولاية وقيادات نافذة بالمركز، وذلك لانه جاء بعد مرور ثلاثة ايام فقط علي وقوع كارثة السيول والفيضانات التي ضربت الولاية ،حيث اكتفي بتسجيل زيارة استمرت لوقت قصير عبر مروحية حسبما كشف مواطنون من محلية نهر عطبرة تحدثوا ل«الصحافة» و صبوا جام غضبهم علي حكومة ولاية كسلا التي دمغوها بالغياب والفشل في تخفيف الاضرار التي وقعت علي المواطنين ،ويقول محمود أحمد وهو من مواطني احدى قري المحلية»، ان حكومة الولاية سجلت غيابا تاما ومؤسفا وكذا حزب المؤتمر الوطني الذي يجيد التفاعل مع المواطنين ويحرص علي التواجد معهم عند فترات الانتخابات فقط وذلك لكسب اصواتهم،والوالي الذي حملته اصوات مواطني نهر عطبرة لم يعد من السعودية للوقوف بجانبهم بل جاء بعد ان طلب منه المركز متمثلا في الدكتور نافع علي نافع العودة من الاراضي المقدسة كما تردد وانه امر محزن. وتؤكد تقارير رسمية اعقبت زيارة سجلها وزير الداخلية الاول من امس الي المحليات المتأثرة ابرزها نهر عطبرة ،ان اعداد المتضررين ماضية في الارتفاع خاصة في محليات القربة وود الحليو ونهر عطبرة ،ورغم الاستياء الذي قوبل به سفر والي كسلا للسعودية وعدم اهتمامه بقضية مواطني ولايته الذين تضرروا من السيول والفيضانات بحسب مراقبين ،الا ان مواطنين من نهر عطبرة وحلفا الجديدة تحدثوا ل«الصحافة» عبر الهاتف امس مشيدين بنائب الوالي مجذوب ابوموسى ومعتمدي نهر عطبرة وحلفا الجديدة ، مشيرين الي ان المسؤولين الثلاثة جملوا وجه حكومة الولاية. وكان الوالي الذي وصل امس قد عقد اجتماعا في وقت متأخر من الليلة الماضية ضم مجلس وزرائه لبحث اخر تطورات الوضع الميداني في المحليات المنكوبة ،والاتهامات الموجهة لحكومة الولاية بالتقصير يقابلها رئيس اللجنة الاقتصادية المهندس محمد سعيد بالرفض ، ويؤكد في حديث ل«الصحافة» ان حكومة الولاية ظلت تسجل حضورا بارزا منذ اول حادثة غرق حدثت بمحلية خشم القربة ،مبينا ان هناك جدولا تم وضعه من قبل حكومة الولاية ينظم زيارات الوفود بصورة يومية الي المحليات المتأثرة ،وقال ان الحزب الحاكم لم يكن غائبا وانه سجل حضورا بارزا عبر قياداته وشبابه ومختلف اماناته ،ويكشف رئيس اللجنة الاقتصادية عن خمس زيارات سجلها نائب الوالي للمناطق المتأثرة، وقال ان هذا يؤكد تفاعل حكومة الولاية مع الحدث. الا ان القيادي بالمؤتمر الشعبي بولاية كسلا نجم الدين رمضان يؤكد في حديث عبر الهاتف مع «الصحافة» الغياب التام لسلطات الولاية ،مبينا ان منظمات سودان بلان واليونسيف والهلال الاحمر وقفت بجانب المواطنين بمحلية ودالحليو في الوقت الذي غابت فيه حكومة الولاية ،مشيدا بالقافلة التي سيرها أمير قبيلة الهوسا لمساعدة المواطنين بود الحليو ،وقال ان غياب حكومة الولاية وحزبها الحاكم امر يعتبر طبيعي ومتوقع وذلك لأن المؤتمر الوطني معروف بانه حزب لايهتم بالمواطن الا عند حاجته لصوته ،ومعلوم ايضا ان جل هم قيادات هذا الحزب الجلوس علي الكراسي وليس خدمة المواطن. ويري المحلل السياسي سيف الدين ادم هارون ان والي كسلا ادخل نفسه في موقف حرج بسفره وعودته من الاراضي المقدسة، وقال ان السلف الصالح كان يقدم المصلحة العليا علي اداء شعيرة الحج ،وقال هارون في حديث ل«الصحافة» ان ماوقع فيه الوالي خصم منه كثيرا ووضعه امام مطالب شعبيه تذهب ناحية ضرورة تقديمه استقالته ،ويعتبر هارون مطالبة مواطني نهر عطبرة باستقالة الوالي ذات معان ومدلولات وذلك لأن الوالي ينحدر من هذه المحلية.