ألا رحم الله مكى بلايل لقد ذهب إلى ربه راضيا مرضيا....عرفت الفتى منذ ايام الطلب فى جامعة الخرطوم فى كلية الاقتصاد ثمانينيات القرن الماضى سمحا عفيفا انسانا بمعنى الكلمة.كنت ارقب ترقيه فى سلم السياسة الحلزونى فلم تزل قدمه ولم تعلق به ذرة فساد ولم تستطع الحكومة ولا المعارضة شراء مواقفه ظل هو هو مدافعا عما يظنه حقا فى كل لحظة من حياته. يابلايل إنا عليك لمحزونون لقد عشت بالمبادئ التى تحب واستشهدت لاجلها ودفنت فى ثرى الارض التى تحب ومن اعلى ذرارى جبالها مضيت بإذن الله الى اعلى عليين .. طبت حيا وميتا ايها الانسان النبيل، تقبل الله الجميع. قال لى الاستاذ الطيب مصطفى قبل ايام من رحيل بلايل (أحيلك إلى ما قاله ابن المنطقة السياسي العريق الغارق في مشكلة أهله النوبة حتى أذنيه مكي بلايل ولا أظنك تجادل في أنه أعرف منك ومني بقضية جبال النوبة فهو سياسي محنّك وشغل مواقع دستورية رفيعة من بينها الوزارة).نعم بلايل اعرف منى ومنك بالمنطقة واهلها وقضاياها.....ولكن لايمنعنا ذلك ان يكون (لنا رأى) كنت قد عزمت الرد على بلايل ولكنه مضى بأسرع مما توقعت على ان رأيه ليس مقدسا ولا صوابا كله . ساتجاوز الآن ماقاله فقيدنا العزيز لنناقش رأى عزيزنا الطيب مصطفى اطال الله عمره واصلح امره ومنبره وافكاره. فى مقاله (التهريج الانبطاحي وبلايل والباز وكمال عبيد ) كتب الطيب مصطفى قائلا( اقول لصديقي الباز الذي رغم اندعارته فإني لا أحمل كلامه على محمل الجد ولا أغضب مما يكتب فهو رجل حنين وبكّاي لم يُخلق للخوض في غمار السياسة ومنعرجاتها ودمائها ودموعها رغم أwwالوطن وضحايا جدد تقذف بهم آلة الحرب يوميا لسهول النيل الازرق وجنوب كردفان ، .الطيب مصطفى لاتهمه مآسى هؤلاء الضحايا ولا( تحننه) لا بل يعمد لاشعال مزيد من الحروب لتقذف بآخرين الى الجحيم دون ان يطرف له جفن او تدمع له عين ولا يحن له قلب!!. اى سياسة تلك يا استاذ ؟.المقربون من الطيب مصطفى يقولون انه (راجل حنييين ودمعتو قريبة).بالله.... طيب نان.. وينا الحنيِّة!!!.لاول مرة تصبح الحنية والرحمة سبة عند السودانيين وقسوة القلب رجولة وبطولة....حاجة عجيبة... والله يا استاذ حيرتنا ووريتنا جديداً ما كان على بال!!. والله انى (لحنيين) احن وتهفو نفسى لليوم الذى يستقر فيه الوطن طاويا حقبا من البؤس والتشرد. الحرب تثقل قلبى وهى عندى كما وصفها كاتب امريكى (الطريقة الوحيدة الجبانة للهروب من مشاكل السلام).او قل هى الطريقة الوحيدة التى يهرب بها منبر السلام من استحقاقاته!!. حين ولدت وجدت ألسنة الحرب ممسكة بأطراف الوطن وحين صرت فى زهو الشباب اصبحت مراسلا حربيا اغطى انباءها من الكرمك وقيسان وحين غطى الشيب رأسى تعلمت من تجاربها دروسا فأصبحت مدافعا عن السلام واذ احاول الآن النهوض ضد الحرب وضد الذين يحاولون ايقاد نارها ونثر رمادها فوق رؤوسنا ورأس البلد ، فلأننا يا استاذ نحب وطننا ونرغب فى عماره وآخرون يرغبون فى احالته لارض خراب يتكاثر فيها البوم واللصوص النهَّابون وحسن أولئك رفيقا ممن تعرفون!!. إنه وطن (لا ثوب فنخلعه إن ضاق عنا.. ولا دار فننتقل لكنه وطن، أدنى مكارمه أنا فيه نكتمل وأنه غرة الأوطان أجمعها فأين عن غرة الأوطان نرتحل؟). يا أستاذ والله إنى لأحن ليوم تطوى فيه الحرب أشرعتها وتُعلن فيه بلادنا دولة آمنة مستقرة خالية من المنبر!!. نواصل