رحل رمضان ولحق به العيد وانتهى ماراثون الفضائيات السودانية التى اجتهدت فى خطب ود المشاهد الملول عبر برمجة خاصة شاركت فيها معظم الكوادر التلفزيونية، وبعيداً عن حسابات الفشل والنجاح، فقد كانت الشاشات البلورية السودانية حافلة بالعطاء الذي يستحق الاشادة والاحتفاء، وحافلة بالبرامج والسهرات المتميزة خاصة قنوات النيل الازرق والشروق وقوون المتأهبة للانطلاق، وبالطبع تلفزيون السودان والذى اعد برمجة استحقت المشاهدة خلال رمضان، وتسببت حادثة طائرة تلودى التى راح ضحيتها نفر من خيار ابناء الوطن فى تأجيل عرض الكثير من البرامج التى أعدت للعيد، وعموماً كانت الفضائيات السودانية فى مستوى تحدى المنافسة، ونجحت فى جذب المشاهدين الى مقاعد الفرجة رغم شح الامكانات المادية اللازمة للانتاج، مقارنة بالفضائيات العربية التى أهتمت بالدراما في ظل الحضور الخجول للدراما السودانية، ولست بصدد تقييم شامل لمحتوى تلك البرمجة التى يجب أن تخضع للنقاش والحوار بين ادارات تلك الفضائيات والمشاهدين لمعرفة الفشل والنجاح عبر وسائل قياس علمية تمهيد لمعالجة الأخطاء وعدم تكرارها، الى جانب الاستفادة من الافكار البرامجية المبتكرة والحرص على استمرارية بعض البرامج التى كانت ناجحة وحققت نسبة مشاهدة عالية، والتميز الحقيقى هو أن يتواصل العمل بذات الروح للمحافظة على ما تحقق من نسب المشاهدة، وعدم العودة الى روتين العمل التقليدى، والابتعاد عن إعادة برامج وسهرات العيد اكثر من مرة، لأن ذلك يعطي انطباعاً سلبياً لدى المشاهدين، ومعظم الفضائيات سوف تواجه تحدياً حقيقياً فى الابقاء على المشاهدين الذين اجتذبتهم خلال رمضان والعيد إلى شاشاتها، وإبعاد أيديهم عن الريموت كنترول. [email protected]