لاتزال ولاية الخرطوم ترقد فوق الاوحال ويحتضن ليلها المظلم اطنان الناموس وشتى اصوات الضفادع بسبب المياه الراكدة التي خلفتها امطار الايام الفائتة والتي جاءت كإضافة للمياه الراكدة اصلاً بسبب عدم وجود تصريف وعدم وجود اهتمام من قبل أجهزة ولاية الخرطوم والمحليات ، ولاتزال محلية شرق النيل تتلفح الصمت الفاضح إزاء التردي البيئي والصحي الذي غلف احياء المحلية ولا تتحرك الا اذا داهمها السكان في مكاتبها طلباً للغوث والمساعدة في التخلص من المياه الآسنة وشق قنوات تصريف المياه وربطها بمجري التصريف الرئيس ان وجد او كان غير مغلق او غارقا في الاوساخ ومختلف انواع النفايات. في ولاية الخرطوم لا احد يتحرك من تلقاء نفسه للقيام بواجبه تجاه الرعية وهو الخلق الذي يبدو انها صدرته للمحليات او بعضاً منها فاصبح ديدناً ومنهاجا ، لقد كتبنا قبل الامطار الاخيرة في وصف حالة بعض احياء محلية شرق النيل ما نصه (ان معتمد محلية شرق النيل لم يتحرك طوال فترة هطول الامطار الاخيرة لمراجعة المصارف والاحياء التي اتلفتها الامطار ولاتزال الى تاريخ اليوم البرك الآسنة تجاور الطريق الرئيس الموسوم بطريق «ليبيا» عوضاً عن تدهور صحة البيئة بصورة تامة داخل ازقة وطرقات حي دار السلام المغاربة بصورة ازعجت السكان وبدرجة لا توصف من الروائح الكريهة للمياه الآسنة المحتجزة داخل الطرقات لعدم وجود تصريف رغم ان المحلية صرفت اموالا طائلة على ما تسميه نظافة المجاري وتحديثها وتغطية المصرف الكبير، لقد اصبحت بيئة السكن في احياء محلية شرق النيل لا تطاق بسبب الروائح الكريهة وكثرة توالد الناموس المسبب للملاريا واتخاذه من المياه الراكدة سكناً ومرتعا)، كان هذا قبل انهمار الامطار الغزيرة الاخيرة وعليكم ان تتصوروا سوء حالة حي دار السلام المغاربة والمياه تزيد يوماً بعد يوم دون ان يكون هنالك اي تحرك، بعض الاهالي من سكان بعض مربعات دار السلام المغاربة ذهبوا الى مبنى المحلية محتجين ويبدو بحسب الاخبار ان المحلية استجابت لهم بتحريك عربة لشفط المياه من امام ابواب المنازل وافواه الطرقات ولكن لماذا لا تكون استجابة المحلية شاملة ومتكاملة بتحريك عربات الشفط لتجوب كافة طرقات المغاربة؟ لقد اصبحت تلك البقعة من محلية شرق النيل انموذجاً بشعاً لتردي صحة البيئة فهل ينتظر المعتمد خروج الناس الى الشوارع للمطالبة بأن يؤدي عمله؟. قديماً قيل (اذا كان رب البيت للدف ضارب فشيمة اهل البيت الرقص والطرب) ومن الواضح ان حالة اللامبالاة التي قابلت بها حكومة ولاية الخرطوم آثار الامطار انعكست على آداء المحليات فاصبحت بدورها لا تهتم بما يحدث بعد توقف هطول الامطار ولا تعبأ بتردي صحة البيئة او مناظر المياه الراكدة الموزعة بين جنبات الطرقات، ان سكان الولاية يجب ان يحملوا حكومة الولاية مسؤولية التقصير في الاستعداد والاجراءات المتعلقة باستقبال فصل الخريف عوضاً عن الاهمال المتعمد الذي واجهت به حكومة الولاية واجباتها الاساسية في التصدي للاضرار التي نجمت عن الامطار الغزيرة التي ضربت الولاية خلال شهر رمضان وعقب عيد الفطر المبارك. لقد كتبنا وفق مسؤوليات ومهام الصحافة ولكن الشاهد في هذه البلاد ان الحكومة لا تستجيب لدعوات الاصلاح ابداً وتعمل بالمثل الشعبي السيار (أضان الحامل طرشاء) ونحن لا نملك الا ان نكرر القول لهم عسى ولعل ينبري للاستماع لصوت الحق رجل رشيد بيد اننا نتمنى ان تكون الحكومة فعلاً حاملاً بمولود جديد طال انتظاره.