بداية نشكر الله تعالى القدير على منحنا كل النعم والخيرات والأمطار الغزيرة التي عمت معظم ولايات السودان هذا العام، والتي كانت كثيرة في كميتها وذات توزيع جيد. كل التقارير التي وردت من كل الولايات أشارت إلي أن هنالك مساحات كبيرة قد زرعت مطرياً هذا العام تقارب أكثر من 30 مليون فدان «ثلاثين مليون فدان» بعدة محاصيل تشمل الذرة، السمسم ، الفول السوداني، زهرة الشمس، اللوبيا «لوبيا ملو، لوبيا عفن، واللوبيا العدسية» ومحاصيل أخرى. هنالك بعض المواضيع المهمة والتي يجب الالتفات إليها هذا الموسم. الأراضي السودانية عامة وخاصة الرملية منها فقيرة في المادة العضوية وعليه فإنها فقيرة في عنصر النيتروجين والذي هو الأهم في تغذية النبات وتحقيق إنتاجية عالية للمحاصيل. إحدى الموانع والتي تواجه تسميد المحاصيل المطرية هي قلة الأمطار، وبما أن هذا الموسم ذو أمطار غزيرة وجيدة التوزيع، فإن تسميد محاصيل هذا الموسم بسماد النيتروجين مثل سماد اليوريا سوف يحقق إنتاجية عالية جداً، خاصة في الأراضي الرملية والمتوفرة بمساحات كبيرة في ولايات كردفان ودارفور، كما أن الأراضي الطينية يجب تسميدها أيضاً. استعمال الأسمدة الفوسفاتية مع الأسمدة النيتروجينية يزيد إنتاجية المحاصيل زيادات كبيرة. لمعرفة نوعية السماد وكمياته ومواعيد إضافته للمحاصيل المختلفة يجب الاتصال بوزارات الزراعة ومحطات البحوث الزراعية والكليات الزراعية بالولايات المختلفة. لقد لوحظ أن أمطار الخريف ليست إيجابية فقط على محاصيل الصيف، وإنما أيضاً على المحاصيل الشتوية المروية. مثال لذلك أن أمطار خريف موسم 1988-1989م قد أثرت إيجابياً على محاصيل مثل القمح والبقوليات «الفول المصري، الفاصوليا» وأيضاً على محصول قصب السكر، ولقد حققت كل هذه المحاصيل إنتاجية عالية جداً في ذلك الموسم . لقد كان حصاد المياه في معظم الموسم السابقة ضعيفاً جداً لقلة الأمطار وقلة توفر مواعين الحصاد. هذا الموسم به أمطار كثيرة قادرة على ملء كل مواعين حصاد المياه مثل الحفائر وغيرها، كما أن على المزارعين عمل التروس وغيرها من الأنظمة للاستفادة من هذه المياه بعد الخريف في عملية الري التكميلي لبعض المحاصيل وتحقيق إنتاجية عالية كما يمكن الاستفادة من هذه المياه في شرب الإنسان والحيوان وزراعة بعض محاصيل الخضروات. علاوة على ذلك فإن حصاد المياه يقلل من آثار السيول السالبة مثل انجراف التربة. كانت المواسم السابقة خاصة موسم 2011م 2012م تعاني من نقص شديد في العمالة أثناء الزراعة وخاصة عند الحصاد. هنالك أعداد كبيرة من العمالة الزراعية ذهبت للبحث عن الذهب في جميع أرجاء السودان. يجب العمل على إقناع هؤلاء العمال بالرجوع للزراعة وخاصة عند الحصاد وذلك بإعطائهم أجور وحوافز معتبرة. كما يمكن أيضاً إشراك الطلبة خاصة طلبة المدارس الثانوية والجامعات في عمليات حصاد المحاصيل وتحفيزهم بنسب معينة من قيمة هذه المحاصيل. ويمكن أيضاً إشراك القوات النظامية «جيش ، شرطة، سجون» في حصاد المحاصيل. وهنالك أمر آخر وهو عمل اتفاقية مع حكومة جنوب السودان لاستجلاب عمالة للحصاد من الجنوبيين لأنهم يمتلكون خبرة جيدة في هذا الموضوع. دائماً تواجه عمليات الحصاد بنقص وعدم توفر للخيش والجوالات. وبما أن كل التقارير تشير لإنتاج كبير وفير للمحاصيل فإننا نلفت نظر الدولة لهذا الموضوع، وذلك باستيراد كميات كبيرة من الخيش والجوالات قبل وقت كافٍ من الحصاد. على وزارة الزراعة الاتحادية والولائية تكوين غرف وأتيام لمتابعة النشاط الزراعي أثناء الموسم في كل السودان وإرسال تقارير اسبوعية لتوضيح حال المحاصيل الزراعية. هنالك تقارير كثيرة تشير إلي أن هذا الموسم خالي من الآفات والحشائش ولكن هذا لا يمنع حدوث انفجار للآفات «الحشرات والأمراض» والحشائش في أي زمن خاصة تحت ظروف الأمطار الغزيرة ونمو المحاصيل الجيد. وعليه فالمتابعة اللصيقة للمحاصيل بالغيط والتبليغ الفوري والاستجابة لهذه الأمور المهمة. يجب أن نضع في ذاكرتنا في كل الأوقات المثل الذي يقول: «بعد ما لبَّنت أداها الطير». نسأل الله العلي العظيم السلام وتحقيق إنتاجية وإنتاج عال يوفر لنا حياة مستقرة وسعيدة هذا الموسم لكل المحاصيل وأنه على ذلك لقدير.