قال مجلس الأمن الدولي الخميس ان السودان وجنوب السودان أخفقا في التوصل الى اتفاقيات بشأن القضايا محل الخلاف بينهما، وبينما اتهمت واشنطن، الخرطوم بخطر المجازفة باستئناف النزاع مع جوبا برفضها تقديم تنازلات حول ترسيم الحدود المشتركة،اكدت الخارجية السودانية تمسكها بموقفها الرافض لمقترح الوسيط الافريقي ثابو امبيكي بضم منطقة الميل 14 الى دولة جنوب السودان في خريطته ،مشددة على انه «حتى يتم تعديل المقترح فان الخرطوم ليس بامكانها قبول خريطة الوسيط الافريقي ومجلس الامن يعلم ذلك». وقال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الألماني بيتر ويتيغ ان «أعضاء المجلس أعربوا عن أسفهم ازاء فشل السودان وجنوب السودان في التوصل الى اتفاقيات في الموعد الذي حدد له 2 أغسطس الماضي». وأضاف ان الجانبين فشلا في التفاوض بشأن القضايا الهامة مثل ترسيم الحدود واقامة منطقة منزوعة السلاح وتشكيل طاقم مشترك للتحقق من الأوضاع على الحدود مع حلول تلك المهلة،كما أنه لم تسو أيضا قضية الوضع النهائي لمنطقة أبيي. وجرى اطلاع المجلس على الوضع بين السودان وجنوب السودان من خلال دائرة فيديو مغلقة من جانب هايلي منقريوس المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى السودان وجنوب السودان، ووسيط الاتحاد الأفريقي ثابو امبيكي. من جانبها ، انتقدت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس «الرفض الدائم للسودان» لقبول انشاء منطقة عازلة اقترحها الاتحاد الأفريقي في نوفمبر الماضي، معتبرة أن هذا التصلب «يثير الشك حول رغبة الخرطوم» في التوصل الى اتفاق،واعتبرت رايس أن هذا الرفض «يعيق إنشاء منطقة حدودية منزوعة السلاح وآمنة وتشكيل آلية مشتركة لمراقبة الحدود، وكذلك يزيد من خطر استئناف نزاع مفتوح» بين البلدين. وقالت رايس «يجب أن يعمل الطرفان بالحد الأدنى اعتبارا من الآن مع الشركات النفطية لاتخاذ الاجراءات التقنية» التي تؤدي الى استئناف انتاج النفط فور التوقيع على اتفاق شامل،ودعت الخرطوم الى أن «تطبق فورا بروتوكولا» موقعا حول وصول المساعدات الانسانية الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، الذي يشهد «أزمة انسانية متصاعدة»، وأكدت أنه تجاه «هذا الأمر الملح» فان تردد الخرطوم أمر «غير مقبول». بيد ان وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان رفض تصريحات رايس واعتبرها احاديث استباقية غير مقبولة في وقت يتفاوض فيه الطرفان. ووصف وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان في تصريح ل»الصحافة» تصريحات رايس حول المنطقة العازلة وشكوكها نحو رغبة الخرطوم في التوصل الى اتفاق، بقوله « هذا يعبر عن نواياها غير الحميدة، فكان حري بها ان تنتظر ماسيسفر عن جولات التفاوض الحالية بين الخرطوموجوبا «. واكدا ان الحكومة رفضت مقترح الوسيط الافريقي ثابو امبيكي بضم منطقة الميل 14 الى دولة جنوب السودان في خريطته التي قدمها للطرفين وهو ما ادى الى اطالة التفاوض حول المنطقة العازلة، وقال انه حتى يتم تعديل المقترح فان الخرطوم ليس بامكانها قبول خريطة الوسيط الافريقي ومجلس الامن يعلم ذلك. وفي السياق ذاته، عقد وفد السودان المفاوض للمنطقتين اجتماعاً أمس بأديس ابابا،مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوي برئاسة امبيكي وحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان هايلي منقريوس. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية،عن مصدر رفيع باللجنة الأفريقية رفيعة المستوى ، أن وفد السودان قدم احتجاجاً شديد اللهجة بخصوص تقارير وتصريحات صدرت من بعض المسؤولين الدوليين حمَّلت الحكومة السودانية مسؤولية تأخير انفاذ مذكرة التفاهم بشأن توصيل المساعدات الانسانية للمحتاجين بالمنطقتين ،بما يتنافى وحقيقة الاجراءات التي تمت منذ التوقيع على مذكرة التفاهم بغرض ادانة السودان فى مجلس حقوق الانسان بجنيف. وقال المصدر ان الاجتماع طالب الوساطة بكشف الحقائق وتحديد موقفها من استخدام اسمها للاضرار بالسودان، مؤكداً أن أمبيكي طالب بتصحيح المعلومات المغلوطة بحق السودان وذلك من خلال التقرير الذي يقدمه منقريوس لمجلس الأمن الدولي ومخاطبة أجهزة الأممالمتحدة فى جنيف وتمليكها الحقائق لقطع الطريق على أية جهة تحاول الإساءة للسودان.