٭ نواصل اليوم ما بدأناه في العمود السابق من الدعوة للحوار والفوائد المرجوة من هذا النهج.. ٭ فاذا دعونا الحكومة في الحلقة الماضية لنهج الحوار والتسامح والترابط مع الآخرين فإننا هنا ندعو المجتمع ليسلك ذات الطريق لأن المجتمع لو ساعدنا بذلك لن تتمكن تحديات الواقع ومخاطره من النيل من أمن واستقرار هذا الوطن. ٭ وليعلم جميع قيادات ومثقفي بلادي في الحكومة والمعارضة أن القوة الحقيقية للاوطان تقاس بمستوى الوعي والحوار وبمستوى العلاقات والروابط بين القوى السياسية المتعددة وبين فئات ومكونات المجتمع الواحد.. فاذا كانت العلاقة بين هؤلاء جميعاً سيئة سلبية قائمة على سوء الظن والإتهام والكراهية والحقد، فان مثل هذا لوطن حتى لو امتلك العديد من الإمكانات والثروات، كحال وطننا، فانه لن يتمكن من بناء قوته على أسس صلبة وعميقة.. أما اذا حدث العكس وكانت العلاقة بين هؤلاء جميعاً قائمة على الحوار والاحترام والتفاهم والمحبة وحسن الظن فإن مثل هذا الوطن سيتمكن من بناء قوته على أسس صلبة وعميقة ومهما كانت تحديات الواقع ومخاطره فإنها لن تستطيع النيل من أمن واستقرار هذا الوطن. ان تقطع العلاقة بين أبناء الوطن هو الذي قاد الى استمرار الحرب التي افقدتنا الكثير ولذلك لابد أن نولي أهمية فائقة وقصوى لبناء هذه العلاقة ونعمل باستمرار على ترميمها ونسعى بإستمرار لتنقيتها من كل الرواسب والشوائب التي تؤزم هذه العلاقة وتدخلها في نفق غياب الوئام والتفاهم المتبادل. ٭ نعم لابد ان تكون الاولوية الكبرى في المرحلة القادمة للحوار لأن ذلك يقود الى تصليب وحدتنا الوطنية والاجتماعية وبهذا سنتمكن من مواجهة التحديات وسنتجاوز المخاطر التي تواجهنا في هذا المنعطف التاريخي الخطير.. ٭ الحوار مع الذين يحملون السلاح لا يأتى بأية نتائج إلا اذا قامت علاقات الجبهة الداخلية على أسس أخلاقية وطنية دينية وبهذا سنتمكن من إزالة كل العناصر المسيئة للعلاقة الايجابية بين مكونات الاحزاب والكيانات والقبائل المختلفة وهذا يلزمنا جميعاً بإطلاق مشروع حوار دائم ومتواصل بين مختلف الشرائح والمكونات حتى نتمكن من تطوير مستوى التفاهم بين مكونات المجتمع السوداني. ٭ وليعلم جميع المثقفين والقيادات السياسية وقيادات الكيانات الاجتماعية وقيادات الفئات والنقابات وزعماء العشائر والقبائل ان الخلاف في القناعات والآراء والمواقف ينبغي أن لا يدفعنا الى أن نغلق أبواب الحوار بل على العكس من ذلك، حيث أن وجود الخلافات بمختلف مستوياتها ينبغي أن يدفعنا للحوار المستديم والتواصل الإنساني الذي يساهم في تعريف بعضنا البعض بأفكارنا وقناعاتنا.. فالخلاف وتباين وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد لا يشرع للجفاء والقطيعة والحرب وإنما مثل هذا الخلاف كان يجب ان يحفزنا للمبادرة في الانخراط في مشروع الحوار والتواصل، حتى نحافظ على أمننا واستقرارنا السياسي والاجتماعي. ٭ وليعلم هؤلاء جميعاً أن قوتنا مرهونة بوحدتنا كما أن وحدتنا لن تتحقق إلا اذا قمنا بتنظيف نفوسنا ومناخنا الاجتماعي والثقافي والسياسي من كل الشوائب والاوساخ، الاوساخ التي صنفت مشكلة دارفور بين زرقة وعرب لتفرق بين أبناء الوطن الواحد.. مثل هذه التصنيفات القذرة إن لم نزلها ستبني حواجز نفسية وعملية تحول دون التفاهم والتلاقي والاستقرار. وللحديث بقية.