اكتست معظم ولايات السودان بالعشب والخضرة فى اشارة واضحة بان خريف هذا العام كان ناجحاً وخصيباً رغم الخسائر التى احدثها هنا .. وهناك ..وبعيد عن عمق المدن فى الارياف البعيدة والقرى القصية النائية للخريف نكهته وحكاياته وسحره الخاص وطقوسه الاجتماعية واحلامه التى تثمر من كل زوج وكل من زرع سيحصد خيراً وبشرى. يقول العم حامد عبد الرحمن وهو كهل تجاوز عقده السادس تعود اصوله الى مدينة عروس الرمال بشمال كردفان ويعمل بتجارة الغلال باحدى الاسواق المحلية بضاحية شرق النيل ان امطار هذا العام دورة جديدة من الخصب ونهاية لسنوات الجدب والجفاف، ويضيف بان فصل الخريف فى القرى مناسبة لاحياء قيمة العمل والنفير والتواصل الاجتماعى ويتحدث حامد بكثير من الحنين عن الخريف وذكرياته ولمة المؤانسة وجلسات الشاى والقهوة عند الظهيرة تحت ظلال اشجار التبلدى التى تزدهى فى مواسم الخريف، ويتم خلال تلك الجلسات مناقشة قضايا اسرية واجتماعية وحل المشاكل (بالجودية )اى تقريب وجهات النظر والخلاف بمشاركة الشيوخ والحكماء والنظار. ويدعو حامد سكان الحضر للهجرة للريف فى موسم الخريف للاستمتاع بجمال الطبيعة وروعة الخضرة وصفاء الهواء النقى والسكون ويصف سكان المدن الذين يتحدثون عن مساوئ الخريف وعيوبه واضراره بانهم كمن ينظرالى نصف الكوب الفارغ ويغض الطرف عن الايجابيات والمكاسب والخيرات الوفيرة التى تمطرها غيوم الخريف فى رحم الارض البتول.