مدينة هيبان درة كردفان بجمالها وطبيعتها الخلابة التى تسحر العقول والالباب حيث الطبيعة البكر واشجارالمهوقنى المتراصة على جنبات مداخلها وهى تغازل اشجار المانجو وتسمو عنها طولاً وعنفوان وجبالها الشامخة تحاكى كبرياء اهلها وسهولها الخضراء على مد البصر والتى قال فيها الشاعر الكبير توفيق صالح جبريل حينما بات فيها ليلة وهو قادم من (تلودى) وهو نائب مامور، فى طريقه الى (دلامى) حيث قال : ياأيها البدر بهيبان مغترباً إنى وإياك يا بدُر غربان اذا كان معناك لا يعنى به بشرٌ فماشروقك فى جنات هيبان فواضح من قوله ان جمال هيبان لا يحتاج الى بدر يزينها حيث يسحرك ارضها وجبالها وسهولها وواديها العظيم الذى ينبع من مرتفعاتها الجنوبية وينحدر نحو الشمال ليلتقى بأودية اخرى تنبع من (الجبل الاسود) الكبير والتى تمر عبر شلالات ضخمة ذات منظر بديع عندها يجتمع الماء الزلال مع الفراشات الملونة والزهور الرايعة والغزلان والقرود والقطط النمرية والطيور النادرة ويحفها نسيمٌ عليل وجوٍ رطبٌ جميل ينعش البدن ويريح البال والخاطر . وكان يدير هيبان على مر تاريخها الجميل مجلس من الادارة الاهلية (قبل الحل المايوى) مجموعة من الرجال العظماء كانوا إرث وتاريخ وميراث للحكمة يجتمعون فى هيبان فى (24 الى29) من كل شهر للنظر فى القضايا الكبرى وتعرف إجتماعهم بمجلس (المكوك) والتى تضم كل قبائل هيبان ومن اعظم الاسماء التى مرت على تلك المجاس : 1/ المك كمبجو (هيبان) 2/ المك أرنو كبى (عطورو ) 3/ المك الدومة (ليرا) 4/المك جُبر (لمون ) 5/المك النور كوكو (كندرمة ) 6/ المك عيدان (ابول) 7/المك محمد رحمة (تيرة) 8/ المك كادقلى (شواية) 9/ المك قالوكورى (ايرى) ويسمى محكمتهم بالمحكمة الكبرى وينظر فى شتى القضايا ما عدا القتل . اما النضال فعلى مر التاريخ كانت هيبان منبع الثورات والعصيان وقد شهد فى عهد المستعمر اول حركة عصيان مدنى فى السودان الحديث سكتت عنه كتب التاريخ (الموجه) ،هى ثورة (مندى) مما اجبرت الحكومة الى نقل حامية الجيش من تلودى الى هيبان ، كما استقبلت الثائر (الفكى على الميراوى )الذى دوغة الحكومة البريطانية . وفى عهد الظلم والتهميش المايوى كان ابناء هيبان السباقين فى الخروج الى النضال المدنى وعندما فقدوا الامل فى الانضال المدنى حملو السلاح لتحرير السودان وفق رؤية سودان جديد بحثاً عن العدالة والحرية والمساوة واصبحت (كاودا) قبلة ومقر للثوار والمناضلين ولا يزال مكتوب على نواصيهم (النضالُ مستمر الى يوم القيامة ) . اسماعيل جمعة حماد – هيبان – جنوب كردفان