أسعد المريخ عشاقه وكان عند حسن ظنهم به وأدخل الارتياح فى دواخلهم وثبت الثقة فى نفوسهم ورفع هاماتهم عاليا وجعلهم يتباهون ويتفاخرون به ويمارسون « التريقة بكل أنواعها » ذلك بتأهله للدور قبل النهائى فى البطولة الافريقية ولم يتبق له من اللقاء الأخير سوى « مئة وثمانين دقيقة فقط عبارة عن زمن مباراتين سيؤديهما مع الفريق الذى سيقابله من المجموعة الأخرى » واذا قدر له الفوز فانه سيلعب المباراة الأخيرة فى البطولة ومن ثم يبقى قريبا من الكأس وعندها فان كافة الاحتمالات ستكون مفتوحة وعلى رأسها تحقيق الكأس بإذن الله. تأهل المريخ عن جدارة ويستحق الاشادة وهو يرتقى للمرحلة قبل الاخيرة فى الكونفدرالية بسجل نظيف ناصع البياض حيث لم يتعرض لأى خسارة منذ بداية المشوار وحتى اللقاء الأخير فى شندى يوم الأحد الماضى وكما هو معروف فقد بدأ الأحمر مشواره بملاقاة بطل زيمبابوى « بلاتنيوم » حيث تعادل معه بهرارى وفاز عليه بثلاثية فى القلعة الحمراء ومن بعده أقصى بطل جنوب أفريقيا بالفوز فى أمدرمان والتعادل فى جوهانسبيرج ليرتقى الى مرحلة المجموعات وخلالها فاز على بطل أنجولا وتعادل مع الهلال فى ملعبه وانتصر على الأهلى شندى مرتين ليجمع عشر نقاط ويتصدر مجموعته ويضع بطاقة التأهل فى جيبه قبل انتهاء مباريات المجموعة بجولتين وهذا هو الانجاز الحقيقى والكبير. أصبح الأحمر قاب قوسين أو أدنى من الكأس الأفريقية واقتحم دائرة الترشيح بقوة وقياسا على وضعه فيعتبر هو أقوى المرشحين وأقربهم للظفر بالكأس من واقع أنه يمتلك كافة العناصر والمقومات التى تؤهله لتجاوز كل الفرق التى تنافسه انطلاقا من أفضليته فى كل شئ . ففريق المريخ الحالى يحمل كافة المواصفات التى تطلق على الفرق التى تسمى « بفرق البطولات » حيث يتمتع بامكانيات فنية مهولة ومادية غير محدودة وبشرية ضخمة ويضم كشفه نجوما من ذهب عركتهم التجارب واكتسبوا عنصر التمرس وبلغوا سن النضج الكروى و يتميزون على كافة رصفائهم فى الفرق الأخرى على رأسهم ( الكابتن فيصل العجب - الحضرى - باسكال - ساكواها - الباشا - كلتشى - قلق - الشغيل - نجم الدين - ليما - ضفر - مصعب - بلة - أكرم - موسى - رمضان عجب - وارغو - سعيد - أدكو ) وقياسا على القائمة أعلاه يمكننا القول ان المريخ يملك فريقين وله بدلاء فى مستوى الأصل اضافة لذلك فهو يتميز بأنه يعيش وضعا متميزا من حيث الجوانب الادارية والاجتماعية ويسكن الاستقرار فى كل أرجائه وما يحدث فيه من التفاف ووحدة لم يحدث قريبا وهذه تعتبر من العناصر والمطلوبات الأساسية فى الفرق التى تسعى لتحقيق الانجازات الكبيرة وهذا ما يجعلنا نرشح الأحمر لبلوغ النهائى والفوز بالكأس مثلما تنبأنا بصعوده للمرحلة قبل النهائية قبل أن تبدأ مباريات دورى المجموعات. صعود المريخ للدور قبل النهائى هو انجاز كبير وغير عادى خصوصا وأنه تحقق قبل انتهاء مباريات المجموعة بجولتين مما يشير الى تفوق المريخ على بقية الفرق الأخرى وهذا الوضع أضاف للمريخ ميزة جديدة تتمثل فى أنه سيؤدى المواجهتين القادمتين وهو فى وضع نفسى مستقر الشئ الذى سيجعله يعزز صدارته ويؤكد جدارته. وان كنا نمتدح ونشيد بتميز المريخ وتفرده فيبقى من الواجب علينا أن نعطى الذين وقفوا وراء هذا الانجاز الكبير حقهم من الثناء والاشادات وأولهم السيد رئيس مجلس الادارة الأخ جمال الوالى والذى يحسب له الجهد الكبير والخرافى الذى ظل يبذله فى سبيل الارتقاء بالمريخ وتطويره وتقويته وتحمل فى ذلك ما يفوق طاقة الانسان « ما شاء الله » فالكل يشهد له بأنه ظل يتحمل المريخ لوحده ماديا حيث ينفق عليه أرقاما لا يمكن عدها أو حصرها ويحمله على كتفيه بنسبة تفوق ال «99%» ويقوم بكافة الأعباء المالية والادارية « يسهر - ويتابع ويشرف ويوجه ويحل مشاكل اللاعبين بما فيها الخاصة » ويدفع المرتبات الدولارية والأخرى بالعملة المحلية ومصروفات التسيير والمعسكرات وحوافز الفوز والترحيل وقبلها يوفر أموال التسجيلات الباهظة وقيمة تذاكر السفر للمعسكرات الخارجية وأموال الاقامة و الاعاشة هناك وهذا ما يعنى أن هذا الرجل يمثل الشريان الرئيسى والوحيد الذى يغذى المريخ ومن بعد ذلك يأتى دور اللاعبين والذين قدروا المسئولية وكانوا عند حسن الظن بهم حملوا المريخ فى حدقات عيونهم و قدموا أحلى وأقوى وأجمل العروض وتوجوها بنتائج باهرة ويكفى الاشارة الى أنهم لم يخسروا طوال مشوارهم فى البطولة ويبقى من الواجب علينا أن نعترف بقدرة الجهاز الفنى فى تجهيز الفريق بالشكل الذى جعله يصل لهذه المرحلة المتقدمة من الجاهزية الفنية والبدنية، أما الدور الأكبر والمؤثر والذى له الفضل فى تميز المريخ وتفرده فهو الذى قام به أنصاره الميامين والصفوة فقد ظلوا سندا للفريق شجعوا اللاعبين وساندوهم وأسهموا فى تهيئتهم معنويا عبر المؤازرة الضخمة المستمرة محققين أرقام دخول قياسية ، وهنا نشير الى أن عائد المباراتين اللتين لعبهما المريخ فى استاده أمام الانتر والأهلى شندى تجاوز السبعمائة مليون جنيه وهذا رقم لا يمكن الوصول اليه ومن الاستحالة تحطيمه وان كان لنا أن نمنح شهادة انجاز فنرى أن الأحق بها هو اعلام المريخ حيث قام بدور الدفاع وكان بمثابة الساتر والدرقة والجسر الذى جعل المريخ فى مأمن وحماه من محاور الشر وكيد الأشرار وحقد الأعداء. من حق المريخاب أن يفرحوا ويتباهوا ويفاخروا بفريقهم ويسعدوا بانجازهم ويكفى أنهم الأن يعيشون نشوة الانتصار ولحظة العزة والمعزة والاطمئنان بعد أن حقق لهم معشوقهم التأهل .