٭ لا شك عندي، أن الشمال يحب الجنوب، وأن الجنوب يحب الشمال. ٭ ولا شك عندي، أن الذي بين الشمال والجنوب (حب رومانسي)، ولا شك عندي، أن الحب شكل أصيل من أشكال المرض، بل هو نوع من الجنون، لا سيما الرومانسي منه. ٭ وللمهتمين بعلم الكيمياء، أن الحب الرومانسي يشتق من منطقة في الدماغ، تختلف عن تلك المنطقة الخاصة بالمصلحة (الإثارة الجنسية). ٭ وحسب علم الأحياء، فإن الحب يشبه الجوع والعطش.. ٭ ولمزيد من الدقة، يمكنك تتبع أثر مادة (الدوبامين) في الجسم، التي تخف تدريجياً لكن دون أن تزول.. دون أن تزول! ٭ (فكل درب لك يفضي بي وطيء) (اذهبي عني لعلي، من بعيد أعرف الدرب رويداً فأعود)!! ٭ وطوال الفجوة (الممتدة والمتعمدة)، بين حكومتي السودان، وجنوب السودان، كنت أحلم أن يفعل (الدوبامين) فعلته في جسمي الدولتين الشقيقتين، أو للدقة الدولتين الأختين لأب أو لأم. (لا فرق إلا في الميراث). ٭ ليت من نبه.. ينتبه، إن الانتباهة في النباهة.. ٭ روي عن السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، محمد ابراهيم نقد (عليه رحمة الله)، أنه قال: آجلا أو لاحقاً سيعود البلدان الى بعضهما البعض. ٭ لهذا، كنت متأكداً أن الفريقين، سيصلان الى كلمة سواء، في مفاوضاتهما بأديس. ٭ نعم.. في البداية، كانت الابتسامات بين الجانبين كالثلج، لكن الثغر كان دافئاً. ٭ وأمس الأول، وقع السودان وجنوب السودان، في أديس، بروتوكلات ووثائق وتفاهمات.. والأهم عندي هذه (الروح)، التي صاحبت توقيع هذه الاتفاقات والبروتوكولات والتفاهمات. ٭ قال رئيس الجمهورية (ولا تعقيب بعد رئيس الجمهورية): سنعود مع الجنوب (أخوان)، وأضاف البشير: لدى مخاطبته اللقاء (العفوي والحاشد)، الذي انتظم في مطار الخرطوم لاستقباله: سلفاكير صادق، ومصمم على تنفيذ الاتفاق. وقال رئيس وفد التفاوض ادريس محمد عبد القادر، أن كبير المفاوضين بدولة الجنوب باقان أموم، تحلى بروح ايجابية خلال الاتفاق. ٭ هذا الانصاف للطرف الآخر، ذكرني ب (المنصفات)، والمنفصات، لمحبي الأدب والشعر، قصائد أنصف فيها الشاعر أعداءه، وأظهر قدراتهم القتالية وبسالتهم دون استهانة، مثل ما أظهر قدرات قومه. ٭ ولعل قصيدتي عبد الشارف الجهني: جاءوا سحابا وجئنا سيلا، والشاعر المفضل النكري: لو رأيت غداة جئنا، من الأمثلة المعروفة والمتداولة، في شعر المنصفات. ٭ فكلا الشاعرين، أنصف عدوه وحباه بالصفات العاليات. ٭ وفي تقديري، من حق الشعر، في دولة السودان، وجنوب السودان، أن يبرز شاعراً منصفاً لرئيسيّ البلدين: البشير وسلفا. ٭ فكلا الرجلين، كانا على قدر المسؤولية و(عند ظن شعبيهما).. ٭ وكلا الرجلين تقدم خطوة إلى الأمام، دون التفات أو توقف عند مرارات سابقات. ٭ وهذا هو المطلوب.