*الإنتصار الذى حققه المريخ بالامس الأول على الأهلى مدنى يعتبر وبكل المقاييس هو الأغلى له فى هذه بطولة هذا الموسم، فقد تحقق هذا النصر فى وقت يسعى فيه المريخ للحاق بصدارة البطولة لا سيما بعد أن تقلص الفارق بينه والمتصدر إلى نقطتين فقط بعد أن كان ست نقاط ، وبهذا التفوق يصبح المريخ قريبا من الهلال وينتظر تعثره فى بقية المباريات وهذا ( وارد ومحتمل وبنسبة كبيرة من واقع مفاجآت كرة القدم وتقلباتها ومزاجيتها ) وتزداد قيمة الفوز المريخى فى اللحظة التى تحقق فيها حيث جاء هدف الترجيح فى وقت فقد فيه كل المريخاب الأمل وسيطر عليهم الإحباط وإقتنعوا بالنتيجة التعادلية وعاشوا لحظات عصيبة وعسيرة وبدأوا يعيشون لحظات الأسى وألم وإحساس الخسارة الأكثر مرارة. وفى جزء من الثانية تحولت الأوضاع لصالح المريخ حينما نجح الزامبى فى إرجاع الفرحة فى دواخل عشاق الأحمر وجدد آمالهم وأزال الإحباط الذى غطى على دواخلهم ورسم بسمة عريضة على شفاههم وجعل النشوة والإرتياح والسعادة بالإنتصار تعود من جديد لسماوات أنصار الاحمر بهدفه القاتل الذى أحرزه فى الوقت الأخير ليبدد بذلك أحلام أعداء المريخ ويضع حداً لسخريتهم وتهكمهم قبل أن تبدأ ويعيدهم إلى مربع الأحزان ويسبب لهم الخوف ويجعل الرعب باقيا فى دواخلهم . لقد حول ساكواها بهجة أعداء المريخ إلى أحزان فبعد أن تهيأوا لتنظيم مهرجانات الفرح وسعوا لنصب وتجهيز صيوانات الأفراح فإذا به يجعل إبتساماتهم تتحول إلى ( تكشيرات ) وهذه تعتبر أكبر المكاسب بل أحلى من حلاوة ومذاق الفوز *فوز المريخ امس الأول جعل الفارق بينه والصدارة ثابت فى ( مكانه ) وهو نقطتين فقط وأى خسارة للهلال المتصدر فإن ذلك يعنى منافسة المريخ على البطولة والإحتفاظ باللقب وهذا قد يكون صعبا نظريا ولكنه ليس مستحيلا عمليا *ظروف قاهرة حرمتنا من السفر إلى مدنى ومشاهدة المباراة من داخل الإستاد بالتالى ليس هناك أى مجال للتعليق على أحداثها أو تقييمها وما نستطيع قوله هو أنه ومن واقع الزمن الذى أحرز فيه المريخ هدف الترجيح يتضح أن نجومه لم يستسلموا أو ييأسوا أو يحبطوا والدليل أنهم ظلوا يهاجمون ويقاتلون برغم إنتهاء الزمن الرسمى، وهذا يشير إلى قوة إرادتهم وفهمهم العالى ومدى هدوئهم وتعاملهم الجيد مع المواجهة *نتيجة المريخ أمس الأول فتحت من جديد أبواب الحسابات والتكهنات والتوقعات حيث أصبح الكل يسأل عن المباريات المتبقية لكل فريق وموقع إقامتها وتاريخها إضافة لذلك فقد فرضت ( اللولوة ) وجودها حيث يكرر المريخاب كلمة ( لو - ولو ) مع حسرة وندم على نتائج ضاعت بالتفريط *كل التركيز يتجه الآن نحو مباراتى الهلال مع النيل الحصاحيصا وهلال بورتسودان ومواجهة المريخ التى سيؤديها بمدينة كادقلى أمام هلالها على إعتبار أن هذه اللقاءات ستقام خارج ولاية الخرطوم بالتالى تبقى كافة الإحتمالات مفتوحة بل الأقرب هو أن يتعثر طرفا القمة بالتعادل أو الخسارة بمعنى أن فوز أى منهما خارج الخرطوم لن يتحقق بالسهولة وأنه ليس مضمونا ( كما هو الحال فى المباريات التى تجرى على إستاديهما فى أم درمان ) وبالطبع ففى حالة تعثر الهلال فإن ذلك يعنى ميلاد خريطة جديدة للبطولة *يبدو أن ليل الدورى الممتاز لازال *زعيم النهضة وصل *إستقبلت الخرطوم قبل أيام الأخ نادر حسن إبراهيم مالك أحد المؤسسين الرئيسين لكيان شباب نهضة المريخ والذى تم الإعلان عنه بعد منتصف الثمانينيات وعضو مجلس إدارة نادى المريخ وأمين خزينة الإتحاد العام عائدا من الولاياتالمتحدة الإمريكية وذلك لقضاء إجازة قصيرة وسط أهله وأحبابه بعد غياب إمتد لأكثر من عشرة أعوام *وصول نادر مالك للبلاد يجدد أياما لا تنسى كان خلالها شباب المريخ هم أسياد للساحة الكروية حيث مارسوا المعارضة فى أبهى وأجمل صورها خاصة فى جوانب الرقابة والمتابعة وكشف أوجه القصور *كان نادر يقوم بدور الدينمو المحرك - يتحرك فى كل الإتجاهات وكان مكتبه وداره ملتقى للشباب - الريموت كنترول كان فى يده ونشهد له بأنه كان يعشق المريخ بطريقة مختلفة وكان طموحه كبيرا وغير محدود . كانت أمنيته أن يصل المريخ لمرتبة عالية تضاهى التى تجلس عليها أعظم وأشهر الفرق العالمية - اكثر ما يميز نادر ثقته العالية فى نفسه وصدقه وجودة تفكيره وجرأته وشجاعته فهو لا يخشى فى سبيل المريخ شيئا وكان دائما ما يردد ( أن المريخ ليس فريقا بل كيانا ضخما ومجتمعا ممتدا ويجب أن يكون كذلك). *نادر الآن فى السودان وبحضوره عادت تجمعات الشباب وجميعهم تذكروا تلك الأيام الرائعات والتى كانت تحكى عن الجهاد فى كرة القدم والتضحية من أجل الفكر - وكلما نتمناه أن يعيد الأخ نادر تنظيم النهضة من جديد بعد أن قتلها الذين لا يعرفون عنها شيئا *هلا بيك يا ( أبو كريم ) فى وطنك مع الأمنيات لك بإجازة هنية *فى سطور *الزميل الذى تم تكليفه بتقديم وصف حي لمباراة المريخ والأهلى مدنى لم ينجح وفشل فى إقناع المستمع وما قدمه يعتبر تشويهاً للإذاعة *الهدف الذى أحرزه ساكواها يجعلنا نسامحه وبه مسح كافة الأخطاء التى إرتكبها فى هذا الموسم ونرى أن قيمة هذا الهدف تعادل نصف مليون دولار