٭ تسلمت تعقيباً من أحد عمالقة الكرة الطائرة الا وهو خبير التدريب هاشم دقلوله على ما ورد في (نقاط ساخنة) يوم 91/سبتمبر الماضي عن الكرة الطائرة وهنا أفسح المجال للاخ هاشم: أخي الأستاذ/ أمجد تحية وتقدير ٭ حظيت بقراءة عمودة نقاط ساخنة تحت عنوان (الكرة الطائرة بين حنتوب ولندن والسجانة) بشغف شديد لأنه مس فيَّ الكثير من الذكريات والمواقف والمشاهد التي ما زالت عالقة بالبال كما أن سياحتك مع الرياضة في حنتوب الجميلة وبخاصة في الكرة الطائرة لذا اريد ان اتخلل عبر ذلك المقال لاكمل الصورة بالرغم من الوجع والضعف الذي أصابها الآن، اقول ذلك لأنني عشت اياماً كانت الرياضة بمثابة الطعام نبحث عنها في كل الحواري والازقة والروابط والمدارس، شاهدنا وعايشنا الرياضة بمعناها الكبير والسامي تنافس ومشاركات ومعسكرات وانتصارات في كل المناشط فكانت المواهب لا تحصى ولا تعد. ٭ اعتزلت اللعب وطرقت باب التدريب داخل وخارج السودان اغتراباً 12 عاماً ما بين السعودية والامارات، عاصرت بالخارج بمعظم مدارس التدريب العالمية والعربية في مجال الكرة الطائرة وما بين هنا وهناك مفارقات وحكايات ومواقف! ٭ هنا لابد من ذكر كيف كانت تمارس الرياضة، في احدى مشاركات منتخب الكرة الطائرة في البطولة العربية تم اختيار كوكبة من اللاعبين قام بعضهم باستقطاع مال من نثريتهم الخاصة لشراء زي (فنائل كم طويل) للفريق المسافر لأن اللاعبين كانوا يرتدون فنائل حمالات كانت توزعها وزارة الشباب والرياضة لمراكز الشباب وقام المشرف الرياضي بالمركز وقتها الاستاذ والصحفي والمدرب عبد الله عبد العزيز بشراء علبة بوهية سوداء من ماله الخاص. وقمنا نحن اللاعبين بعملية الترقيم في سعادة لا توصف. ٭ اذكر جيداً ان الاتحاد السوداني للكرة الطائرة بدأ عمله بالمراحل السنية فاقام مراكز الصغار قبل العديد من الدول وشارك في البطولة العربية الاولى في البحرين والثانية بالامارات كما شارك بمنتخب الناشئين بالسعودية عام 3891 واحرز المركز الثالث بعد ان اصبح الحصان الاسود بقيادة عبد المجيد ادريس (يا مجيد شوت شديد) وآخرون وعندما نتحدث عن الصغار لابد من الوقوف ساعات طويلة للجهود التي بذلها المرحوم علي عبد الله جبره وزملاؤه من الإداريين في الاتحاد الذين قدموا الكثير من التضحيات اللواء مهندس كمال علي خير الله، العميد مكي الكناني، نقد، محمد حاج علي، المصري، عبد الله عبد العزيز، عبد الوهاب البكري، حسين امام، كمال عبد الرحمن، وآخرون وكانت ثمرة هذا العمل الكبير قيام مركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة. ٭ أما في مجال العمالقة: فكرة لجنة التدريب المركزية ورئيسها حسين امام كانت تبلور في اختيار لاعبين صغار سن طوال قامة وقامت المعسكرات ووزعت الحوافز وكانت كما ذكرت نتيجة لجهود مقدرة من المدربين الدولين: كمال عبد الرحمن، عادل رابح، احمد الامير، محمود محمد علي، وللاسف حوربت الفكرة وقام الخبير حسين امام بنقلها برمتها لدولة قطر فطبقت هناك بعد فترة بنظام القاعدة الذهبية بنكهة سودانية ومذاق قطري فعدنا نحن هنا نندب حظنا. ٭ أما السجانة فهى العشق الكبير تعلمت فيها الكرة الطائرة والسجانة كانت مع يوسف الموصلي الفنان الذي بدل الاستاذ عبد الله عبد العزيز اغنيته (بريدك يا مركزي بريدك والاماني السندسية). السجانة: حسن عباس، عبد الكريم عطا المنان، عبد الحميد جمعة، علي جبرة، فيصل علي فضل، عابدين، التجاني، ابراهيم مهدي، التاج حسن، كمال فضل، صالح ابو زيد، عبد الله عبد العزيز. محمد خيري بابكر، محمد صالح وداعة، وحتى عمك سائق الكومر محجوب والقائمة تطول. مركز شباب السجانة فاز بكل بطولات الكرة الطائرة وحدث ان ادى الفريق مباراتين في يوم واحد عصراً مع فريق الهلال الذي كان يضم معظم لاعبي المنتخب الوطني وفزنا بالمباراة في ملحمة لا توصف ومساء ادينا مباراة بمركز شباب ام درمان وحصلنا على كأس المراكز من يد المحافظ وقتها. ٭ كانت وزارة الشباب والرياضة تأتي بمدربين عالميين فمثلاً في التنس وفي الكرة الطائرة كان مستر لي الكوري الذي احدث نقلة كبيرة في كرة القدم كان المدرب الالماني فولر. ٭ أما عن اولمبياد لندن والكرة الطائرة العالمية فقد ظهر جلياً الاجراءات الصارمة والتعليمات الواضحة للاعبين من قبل المدربين فكان الانضباط التكتيكي وظهر عمل التدريب بوضوح في المباريات فكانت في مجملها حوارات فنية مفتوحة بين المدربين تطول وتقصر من خلال الاوقات المستقطعة ولتبديلات فكانت العروض الجميلة تشد الانتباه والجُمل المفيدة واستعراض العضلات من هنا وهناك وكذلك بدائل وخيارات في تنفيذ المهارات المتمثلة في الارسال المؤثر القوي والموجه والاستقبال بمساعدة اللاعب الليبرو والاعداد المتميز من الموزعين والضرب الموجع وبخاصة للضاربين من الخلف والصد والصد فاصبح هنا لا مجال للصدفة ولا عمل عشوائي كلها دروس لقنت للاعبين من خلال فترات التدريب الطويل والشاق يقوموا باجترارها في الاوقات الصعبة. ٭ المدربون يعرفون تماماً مقدرات اللاعبين بحكم متابعتهم في التدريب وبحكم المنهج الذي يعطي لهم في فترات الاعداد. ٭ الاجهزة الفنية تعمل بتناغم عالٍ لرصد مواطن الضعف والقوة وهذا يؤكد ان الكرة الطائرة علم متطور. ٭ الحديث الفني عن الاولمبياد يطول لأنها ظهرت هذه المرة بثوب مختلف وظهر الدُب الروسي (القديم الحديث) وهذه حكاية لابد من افساح المجال لها لاحقاً. ٭ عموماً لا ازيد غير الذي تمنيته اخي امجد في ختام عمودك وصوتنا ينضم الى صوتك من اجل كرة طائرة تتوفر لها كل الامكانات التي تمكنها من التطور في بلدنا الحبيب فقط ندعو الله ان تصفى القلوب وأن نحترم بعضنا البعض. أخوك مدرب الكرة الطائرة هاشم دقلوله