الاستاذة الكريمة اخلاص نمر أرجو نشر هذا المقال فى عمودك المقروء «نمريات» مع خالص الشكر والتقدير. طالعنا مقال الاخ الحاج الشكري في جريدتكم الصادرة يوم السبت 29 سبتمبر الماضي، وكان مستفزاً جداً، ويطلق سهام اتهاماته في طريقته للدفاع عن والي كسلا وحكومته، ولكننا اعتدنا على هذه الطريقة من حكومة والي كسلا واعلامها، وهنالك عدة نقاط نود التعقيب عليها: أولاً: المعتمد المقال عبد الجابر عثمان مرعي وليس عبد القادر مرعي، ومن هنا يتضح انه بعيد كل البعد عن حلفا ومشكلاتها. ثانيا: ذكر الكاتب ان من حق المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ان يختار المعتمدين، ونسي انه حسب دستور حكومة السودان 2005م، فإن للمواطن حق التظاهر السلمي. فهل الجهة التي تعين المعتمدين وتقيلهم هي حكومة الولاية «حكومة الوحدة الوطنية»؟ ام امانة الحزب؟ حكومة الولاية هي التي تعين المعتمدين، وحلفا فأر تجاربها، فقد عين محمد يوسف ثلاثة معتمدين في اقل من عامين، ولو كانت لحكومة محمد يوسف رؤية واضحة لحلفا وقضاياها لما كان هذا التغيير غير المبرر لمعتمديها. وباختصار هنالك مراكز قوة في الولاية عامة وحلفا خاصة، ترفض وجود وجوه جديدة تلتف حولها الجماهير. وقد سئم ومل مواطنو حلفا هذه الوجوه وجهلها، وقديما قالوا يمكنك ان تخدع كل الناس بعض الوقت او بعض الناس كل الوقت، ولكن هل تستطيع خداع كل الناس كل الوقت؟! ثالثاً: ذكر أن كل الذين قاموا بالاحتجاجات ما هم الا شيوعيون واصحاب مصالح، وان حلفا مدينة الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي.. نعم حلفا مدينة الخطيب.. وحلفا مدينة ابراهيم احمد اول سكرتير لمؤتمر الخريجين.. وحلفا مدينة ابو زيد حمزة ومحمد عثمان عبده البرهاني ومحمد سيد حاج ومحمد الامين اسماعيل والداعية طنون.. فقد اعطت السودان قيادات بقامة التاريخ من اقصى اليمين والوسط لاقصى اليسار.. فهي حلفا التاريخ وعبق الحضارة. ورغم كل هذا فقد تبرأ الحزب الشيوعي من الاحداث وذكر في بيانه أن تبديل المعتمدين شأن داخلي يخص المؤتمر الوطني. وإذا كان للحزب الشيوعي تلك الجماهير الهادرة التي خرجت لاستقبال المعتمد السابق عبد الجابر مرعي «رئيس المؤتمر الوطني بالمحلية» فهنيئاً للحزب الشيوعي بتلك الجماهير. وفاز محمد يوسف باصوات حلفا لأنهم كانوا يتخيلون أنه فرصة للتغيير والتخلص من اللوبي الذي يتحكم في ولاية كسلا، ومن الوزراء الذين لا يتغيرون مهما تغير الولاة، ولكنه للاسف الشديد ارتمى في احضانهم وازدادوا قوة وتيهاً. رابعاً: تحدث الكاتب عن العصور المظلمة في اوروبا، وعن الكهنوت وعبادة الاشخاص وربطها بالشيوعية والطائفية.. ولكن الكهنوت في حلفا بدأ في عصر هذه الحكومة عبر ذلك التكريم الذي مجدت فيه ذلك الشخص الذي رفعته الى مصاف الكهنة.. أين ذهبت شعارات «هي لله.. هي لله» وفي سبيل الله قمنا و.. و..؟ أو ليس هذا هو الكهنوت الذي يجب ان تحاربه؟ وأخيراً تحدث الكاتب عن احترام شيخ محمد يوسف للرأي الآخر!! وهنا نسأل ومن هو يا تري الذي رد على مطالب اهل حلفا عند اطلاق الرصاص الحي على ابنائهم ب «ما في زول بيلوي يدي وأنا والي»!! وهو الذي رفض أن يزور المصابين برصاص شرطته وحتى علاجهم؟ دكتور صيدلى ياسر إسماعيل شاهين حلفا الجديدة