ظللنا ومنذ زمان بعيد نردد.. «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، ومازلنا نصر على ترديد هذه المقولة بأصوات جهيرة، ونأتي بغيرها حين ممارستنا «الاختلاف» بحيث لا نبقي للود مساحة، وربما تظاهر «البعض» بأنه يحتفظ بالود رغم مرارة الاختلاف، غير انه في اول اختبار حقيقي سيكون راسباً بجدارة. وبهذا القول لا نلغي سماحة «البعض» وهم «قلة».. ولك عزيزي القارئ «الحصيف» أن تسترجع سلسلة مواقف مما تختزن ذاكرتك، لترى كيف تحول الود وأصبح قطيعة وخلافاً كبيراً، فقط لمجرد اختلاف سياسي او رياضي، وليست بعيدة «ملاسنات» كبار «ساستنا» حينما اختلفوا في الرأي، للحد الذي يُصعب مهمة من يريد الفهم والاستدراك.. لتطرح التساؤلات كيف لمن كانوا «إخوة» ان يتشاكسوا لحد «العراك» قيادات «الاحزاب السياسة أنموذجاً». وذات الصورة نجدها ماثلة في الوسط الرياضي والفني، ونحن على مساحة زمن قريبة من معركة الكراسي كأحدث انتاج سوداني تعيشه الاستادات الرياضية.. وكذلك الحال عند اهل الفن الذين حتى لو بلغوا مرحلة نادرة من الصداقة والالتقاء، فإنهم في اول جولة اختلاف تجدهم يخرجون «الغسيل القذر». وحتى في دنيا الصحافة نجد مرارات الاختلاف في الرأي بين الاصدقاء، بل يصل واقع الحال الى القراء الذين قد ينبذون كاتباً «مرموقاً» لاختلاف «اللون السياسي».. وبطبيعة الحال لسنا معنيين بالقول بأن الكاتب يفترض فيه أن يحمل كل ألوان الشعب، وهي قادرة على منحه «مناعة دائمة» ومن ثم هزيمة أي لون سياسي مهما «لمع بريقه». ترى هل من الممكن ان نؤسس لأدبيات «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» من جديد.. بأن نلتقي حول اهدفنا الكبرى ونسقط أجندتنا «الخاصة» بأن نقف صفاً واحداً مع قضايا الوطن المصيرية حكومة وموالاة، بحيث لا تحركنا شمالاً او يميناً الا قضايا اهل السودان الحقيقية.. وفي عالم الرياضة ننحاز للوطن وفي «حضرته» نتناسى «العرضة بشمالها وجنوبها».. وان يكون حال لسان صحافتنا «السودان أولاً وأخيراً».. وان نعمل على اعلاء قيم الحق والخير والجمال والفضيلة، وان نترفع عن ساقط القول، والاقتراب من مصائد المياه العكرة.. وحينئذٍ يمكن القول إن «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».. ويصبح من يمشي بين الناس بخلاف ذلك هو صاحب نفس غير سوية، وأن حالته تستدعي تدخل المعالج النفسي.. «إذاً» دعونا نتناسى خلافتنا السياسية والرياضية، ونبعد عن أنفسنا روح «الاستعلاء» وإقصاء الآخر.. ولنحلم جميعنا بوطن «سمح» نعيش فيه بعزة وكرامة حاكمين بعدالة.. ومعارضين بالتي هي أحسن.. والسلام على من اتبع الهدى.