كل الطرق تؤدي إلى روما ولكن ليس صحيحا أن كل الطرق تؤدي الى كتم إلا طريقا واحدا ،هو الطريق الذي تتجاسر شركة صادق للطرق والجسور شقه وسط كل هذه الألغام من بشر وحجر وشجر ووديان وحفر و بعد أن (دق ) صديق ودعة صدره وقبل التحدي من اجل أن يتناول الناس (فك الريق ) بفتا برنو والفطور بسوق الفاشر أم دفسو مرورا بكتم ارض الهواء الطلق وكتم الجميلة ومبارك المغربي وواحة الصحراء والنخيل والماء ،كتم في الذاكرة ومن أول قصيدة إنها كتم التي أحببتها ، كتم ذات الرأسين وذات الرأس الواحدة وكل مدارسها التي خرجت أنجبت أبناء السودان من مهندسين وأطباء ومعلمين وعلماء أسماء بروفيسور موسى عبد الجليل وبروف أيوب والدكتورفريق حسين عبد الله جبريل واسكندر وجوهر وجبارة وجوكروجاسبر وجون وعرجة وحكومة واحمد خليل وأهل فتا وأهل فرنو و سليمان جدو وبونجو وآخرين لا حصر لهم من الأفذاذ. أهل كتم وما جاورها ، كلما ذهبنا متفقدين لبداية الطريق بالي الى اليوم الذي نشهد فيه احتفال الافتتاح عند مشارف المدينة شكل الاحتفال ،الحضور والفرحة والبرامج المصاحبة ، مشكلتي إنني مع اللهفة سريعا إلى كتم لا أتحمل الانتظار تتسارع الأشياء لدي ولكن يبدو أن آخرين يريدون اغتيال الفرح العريض في مهده وإلا فما بالهم يعترضون الطريق في بداياته لماذا لا يريدون للزفت أن يندلق وللطريق أن ينطلق هؤلاء الزفت خير منهم لماذا يعترضون ولمصلحة من ، هذا الطريق خيره يعم الجميع أهل القرى والحضر وأهل الفرقان و الدمر ألا يعلمون أن شق الطرق هو مطلب أهل دارفور الأول، بحت أصواتهم وراحت مطالبين بتنفيذ طريق الإنقاذ الغربي دون جدوى ماذا تريدون ألم يطالب أبناء دارفور الذين حملوا السلاح بالتنمية والطرق أساس التنمية ما لكم كيف تحكمون ، الإنسان لا يجد تفسيرا ولا تبريرا لما يدور في كتم وحول كتم إذا كان ما يدور له علاقة بحسابات الساسة وأجندات القبائل ومصالح الإفراد فمن الأفضل أن تدار هذه المعارك وتصفى الحسابات بعيدا عن مصالح العباد والبلاد ولا يجوز تحقيق مصالح ضيقة مقابل مصالح عامة هذا إذا كان ما ذهب إليه المحللون وهم يقرأون أحداث المنطقة صحيحا ، وليس من مصلحة أهلنا في كتم بكل تشكيلاتهم وأيقوناتهم أن تتحول منطقتهم إلى ارض لا يمكن الوصول إليها إلا بعد ترتيبات وأهل كتم ادرى بشعابها وبشعبها والتعايش أفضل لهم الف مرة من التنازع . كان مستر مور المامورالانجليزي المشهور طاغية كتم كما يصفه حسن نجيله في كتابه ذكرياتي في البادية يصفه بأنه حول كتم إلى سجن كبير لا يسمح الخروج منه والدخول إليه الا بإذنه ، هل يريد الموريون الجدد أن يقفلوا كتم مرة اخرى، مستر مور أفضل منهم لأنه لم يقتل الأبرياء ويضربهم وياخذ سياراتهم بالقوة لم نسمع في التاريخ أن أحدا استهدف مستر مور المأمور أو احدا من مساعديه مثل ما نشهد هذه الأيام من استهداف مباشر للمعتمدين في كتم والمعتمد هو المأمور سابقا هل أهل كتم في حاجة الى استنساخ مور جديد، التاريخ لا يعود إلى الورا ء . كان مركز كتم في التنظيمات الإدارية البريطانية هو اكبر مركز على مستوى السودان يغطي 50 ألف ميل مربع ويسكنه حوالي 180 ألف شخص ،كانت الإدارة البريطانية تدفع برجالاتها الأقوياء إليها لاعتبار أن كتم تجاورها ليبيا وحينها ايطاليا تعربد فيها ومن الغرب شاد حيث الفرنسيين يقبضونها بيد من حديد .فليس بمستغرب إن كان مستر مور بهذا الوجه الذي عرف به ولربما لموقفه من الصحافي احمد يوسف هاشم والمقالات التي كتبها عنه دور في رسم صورته ربما تكون معلوماته عن الرجل سماعية لأنه منع من الوصول إلى كتم على كل حال الاستعمار كله قبيح إلا أن الناس مرات يبالغون ، و مثلما كان مور وجهاً غير مشرق للإدارة البريطانية في هذه المنطقة فان لنائبه الفريد تيسيقر وجه آخر قضى الرجل عامين نائبا لمستر مور تقارب مزاجه معه فقد عمل الرجل من قبل في منطقة الأهواز بالعراق ومن قبل كان في منطقة الربع الخالي وهو المولود في الحبشة غامر في صحراء الدناكل وفي شمال إفريقيا وسوريا وأدغال كينيا ومناطق لاحصر لها إلا انه عشق كتم ووقع في هوى التعايش مع البيئة المحلية وحياة الأهالي كان يتبادل مع مستر مور أثناء الإجازات لقد كانت حياته في كتم متعة ما بعدها متعة عاش مع صديقه داؤد إدريس الذي ضمنه في قضية دية ودفع له المبلغ فصار لا يفارقه في حله وترحاله . لقد تمكن البريطانيون من فرض هيبة الدولة في كل ربوع كتم وذلك بجمع السلاح وجعله محصورا في أياديهم والعدل بين الناس لماذا لا يتم جمع السلاح في كتم ، لقد كان أهل كتم في أيامهم لا يخافون إلا الله والأسود على بهائمهم اشتهر مستر تيسيقر لدى الأهالي باسم خواجة سم الأسد لقد تمكن الرجل من قتل أكثر من ثلاثين أسدا ما بين كتم وأراضي شاد كان المواطنون يشتكون من كثرة الأسود وتعديها على بهائمهم إلى أن جاءهم هذا الرجل واراحهم وأراح بهائمهم . لم تطل اقامته فقد تم استدعاؤه للعمل في أعالي النيل ،لم تستطيب له الحياة هناك مثل كتم ،كل هذا الحديث سجله الرجل في مذكراته (الحياة التي اخترتها choice of my life) للرجل مقولة مشهورة وشهادة ( قلة منا يؤمنون أن ليس للتعليم أي فائدة لدى هؤلاء القبائليين وانه لا يطلبه احد منهم ومع ذلك فقد تعجبت إن كان جلب الأمن بينهم يبرر غزونا للسودان والقتل بالآلاف في ام درمان وهم يحاربون دفاعا عن دينهم واستقلالهم ثم إني تساءلت إن كان من الحق في شئ أن نقحم على السودانيين تقاليدنا ومثلنا الحضارية المختلفة كلية عما لديهم ) . كل هذا الفهم والدرس تعلمه الرجل في كتم فهل يعي أهل كتم اليوم الدرس أم يعودون إلى حياة القرون الوسطى .