تسعد الاسر السودانية بميلاد التؤام، ويكونان مصدر حفاوة من قبل الجميع.. المعارف والاهل والجيران، وينال التؤام المتشابهان اعجاب الجميع لمدى التشابه في الشكل والعادات والسلوك.. على أن بعض «التيمان» يختبران سلوكاً غريباً في التخاطر عن بعد.. والتحول الى قطط.. «الصحافة» كانت عند التخوم الفاصلة بين ما هو حقيقي وخيال في قصص «التيمان» يظل خبر ميلاد التوأم مصدر اعجاب الجميع، فكل المعارف والجيران يهتمون برعاية التيمان تخفيفاً على الأم الوالدة التي عليها رعاية طفلين او اكثر في آن واحد .. ولقب التيمان ليس لصيقا بالتؤام فقط وانما يتمدد الى ابو التيمان وام التيمان وخال التيمان، وحتى تسميتهم تكون باختيار مترادف الاسماء .. الحسن والحسين سامية وسمية.. رشيد ورشيدة وغيرها من الاسماء ذات الصوت الرنان، ويحكي المجتمع عن قصص الاحساس الغريب الذي ينتاب التيمان في التواصل عن بعد والتشارك في الخواطر رغم بعد المسافات بين التؤام وشقيقه، وكثيراً ما اختبرنا تلك الخواطر مع التيمان الذين نعرفهم سواء في المدرسة او في مناطق السكن التي نجاورهم فيها، ويحاول العلماء معرفة سبل التواصل بين التيمان، وقطعوا شوطاً كبيراً في ذلك على مستوى العالم .. إلا ان هناك حالات اخرى لم تجد حظها من المعرفة او الدراسة، وذلك عندما تروى القصص عن تحول التيمان في قطط تجوب الانحاء ليلاً، وتحفل جميع الثقافات السودانية بحكايات التيمان اللذين تحولا قطين، وبالرغم من انها تظل مجرد قصص لا يوجد دليل علمي ملموس على حدوثها، فإن الذاكرة الشعبية مازالت تردد اصداءها، وتؤكد معظم القصص التي سمعتها طوال سنوات طويلة عن تحول ارواح التيمان الى قطط، أن التحول يكون لروح التؤام الى قطط ثم تعود الأرواح في الصباح الى اجسادها، وكثيرا ما يشكو الجيران على مقربة من الاسرة التي لديها تؤام من عبث التيمان بمستلزمات المطبخ خصوصاً اللحوم، ويبدو أن تلك القصص اثرت في نفوس المجتمع الذي بات يحض ويحرض امهات التؤام على اطعام التيمان قبل الابناء الآخرين، وتتشارك معظم الروايات المروية عن التيمان في قصص تعرض التيمان الى جروح او حروق في اقدامهم نتيجة تعرضهم الى اذى من ربات المنازل اللائي يستيقظن في الليل على مواء وحركات القطط، مما يعرضهم للضرب، وينصح رواة تلك القصص الأسر التي لديها تؤام بضرورة عدم ايقاظ التيمان ليلاً لأن ارواحهم تكون في رحلة ليلية، لجهة ان ايقاظهم قد يسبب توهانها الى الابد، وتعتقد بعض الثقافات السودانية ان «التوم نصف الروح»، لذا يجب على الحرص على حياة التؤام، خصوصا التؤام الذكر الذي يكون مهدداً بالخطر اكثر من الانثى، ويبدو ان انعكاسات توجهات المجتمع تجاه النوع تتماهى مع ذلك الحرص على حياة الذكر اكثر من الانثى. ويضيف رواة قصص تحول التوائم الى قطط، بعض التفاصيل التي تتبادر الى ذهن السامع عند سماعه القصص. وتؤكد بعض الروايات ان روح التؤام المتحولة الى قط تتحول الى حجر عند رؤيتها كلباً او حيواناً متوحشاً لتفادي مواجهة ذلك الموقف، ومن اطرف ما سمعت ان فتاة تسكن بالقرب من مناسبة زواج ظلت تئن من الألم وهى نائمة، واحتار الجميع في ذلك، إلا أن شيخاً وقوراً قال لهم فتشوا في الارجاء عن مكان مغلق قد تكون حبست فيه قطة، وما أن فتحوا احدى الغرف في بيت المناسبة والمعد لحفظ مستلزمات تموين الزواج، حتى استيقظت الفتاة وزال عنها الألم. وترجع المعتقدات الشعبية اصابة التؤامين بالتعب والوهن خلال اليوم إلى انه ناتج عن جولة ليلية قاما بها، وتبرز تلك القصص ان التؤام يستطيعان الحصول على الاطعمة فقط، وانه مستحيل عليهما تحريك الممتلكات النفيسة كالذهب والفضة والنقود. ويبدو ان هؤلاء الرواة يحرصون على سمعة التوأم لئلا يربط بينهما وبين فقدان او سرقة الاشياء النفيسة. ومهما كانت تلك القصص حقيقية او مجرد خيالات، إلا أن تكرار تردديها وتأكيد بعض الناس انه واجهوا توائم تتحول الى قط، تنبئ بأن هناك جوانب مخفية في حياتنا لم تفك طلاسمها بعد، وكل ما ننصح به هو.. اغلقوا ابواب المطابخ ليلاً.. لئلا تعبث بها بعض الأرواح الهائمة.