٭ أفسح المجال اليوم، في مسألة (هجرة أساتذة الجامعات)، لواحد من الذين أيديهم في النار، الأخ والصديق الصحفي والأستاذ الجامعي د. إبراهيم العجب. ٭ شكراً (بطري)، يا مسكون بالنيل والنخل والماء والجمال.. إطلعت على مرثية الوداع للزميل الدكتور صديق تاور.. رفيق الدراسة الجامعية والصحفية.. وهو من ذاك النخل الذي نما وفرهد على ضفاف قاهرة المعز، وبجوار النيل.. وكنا جميعاً نتعاطى دوازن المعرفة والعلم، وأنت (يا بطري) بيننا تتعاطى السياسة والصداقة برفقة الإخوة عادل طيب الأسماء ونزار أبو الزول، وصلاح جلال، والسمؤال خلف الله، وآمال عباس، وغيرهم من ذاك الجيل المترع بالثقافة والهم الوطني وغيرهم من الزملاء بدءاً من منشية البكري بضاحية مصر الجديدة الى حي الدقي في وسط القاهرة، وهذا حديث ذو شجون نتركه لمساحة أخرى ومناسبة أجمل لعله يشرق بذكريات ندخرها حينما نوثق تلك الايام الخوالي.. ولكن دعني أعود لتلك المرثية التي خطها (قلمك) الوفي وأنت تودع الزميل الكاتب الحصيف ب (الصحافة) الدكتور صديق تاور.. وكنا نطّلع عليها بحضور زملاء من الأساتذة بالجامعة.. أقولها بكل صدق: تقاطرت دموعنا ظاهراً وباطناً لأننا نعيش هذه المعاناة التي دفعت بالعديد من الزملاء بالهروب والهجرة من أجل حفظ ماء الوجه وسد الرمق. نعم هي حالة (شاذة) يعيشها الأستاذ الجامعي من رهق وضنك حياة تتكرر كل صباح وفي الجانب الآخر، يجلس آلاف الطلاب والطالبات انتظاراً لهذا الأستاذ المشتت في أفكاره ومعلوماته، أسألك بالله: هل يمكن أن يكون الأستاذ مفيداً في هذا الوضع المذري فإن كان هذا حاله.. فما حال غيره من عباد الله الذين لا يجيدون حتى قوت يومهم. ٭ أخي بطري، ما أثرته عن حال زميلنا (تاور) ينطبق على حال كل أستاذ جامعي، والذي هاجر نصفهم وما تبقى ينتظر الهروب، وسيظل النسف مستمراً، والهجرة مبتغى كل أستاذ جامعي، رغم أنها هجرة عن مضض وحزن لأن ما بيننا والوطن عشق وعروة وثقى لا تنفصم. ٭ ختاماً شكراً (بطري) مرة أخرى لهذه الكلمات التي أخرجت ما يعتمل في الصدور من هواء ساخن وأفرغت أعيننا من دمع حبيس وحزين.. ولكن سيبكي قلمك يوماً.. خاصة حينما يطلب السودان أساتذة من الخارج ودول الجوار ما تبقى من أساتذة الجامعات سوف يسيرون على خطى زميلهم صديق تاور ورفاقه، غداً سيرحل ما تبقى من أساتذة إن لم يلتفت إليهم القائمون على الأمر في ايجاد حل لهذه المعضلة وأتمنى أن لا يكون رحيلهم رحيل الجفا والبكاء. أخوك: د. إبراهيم العجب