٭ والنخلة.. إذ تقذفها بالحجارة، تتساقط عليك رطباً جنياً. ً والنخلة .. ذات صور متعددة.. ٭ ولا شك عندي، أن د. صديق تاور كافي، نخلة، نخلة وارفة الظلال، وذات جذع وجذر وجريد وسبائط وثمار. ٭ بالأمس، ودعنا د. صديق تاور في طريقه إلى بلاد المهجر. ً٭ ود. صديق لمن لا يعرفونه، تخصص في فرع من فروع، الفيزياء، أحسب أن المختصين فيه يعدون في بلادنا، على أصابع اليد الواحدة. ٭ لكنه قرر الهجرة. ٭ هل من حقي أن أسأل: التعليم العالي، والجامعات و(من لف لفهما)، لماذا هاجر د. صديق تاور؟! ٭ هل يمكن بهذه البساطة أن نتخلى عن علمائنا وأساتذتنا في الجامعات؟! ٭ هل يمكن بهذه البساطة، أن نقول لمن فرضت عليه الظروف أن يهاجر: هاجر؟! ٭ لماذا لا نقبض على ثمار (النخلة) بأصابعنا العشرة؟! ٭ ولماذا لا نفسح لتمر النخل ساحة في الحياة؟! ولماذا لا نعض عليه بالنواجذ؟! ٭ د. صديق تاور، وزملاؤه الأساتذة، أهل علمٍ ومعلومات، العلم والمعلومات سلاح اليوم.. وبالعلم والمعلومات نستطيع أن نفعل كل شيء. واستئناس العقول والقلوب، لا يتم إلا بالرضا. ٭ فلماذا لا نسترضى عقل وقلب د. صديق تاور وزملائه؟ لماذا نتركهم وحدهم، على حافة الفقر أو الجنون أو الهجرة؟! ٭ إن التفريط، في العلماء، في تقديري، عبث بمقدرات الشعب وافساد، وأن الحفاظ عليهم واجب وطني. ٭ وستظل بلادنا صحراء، ما فقدت لمس أكفهم، وستظل بلادنا جرداء، ما لم يسكبوا، على رمالها معلومة وبسمة، وسيظل ليلنا حزيناً.. لا سمر ولا نشوة اذا ما غاب هؤلاء العلماء عن المنابر والمنتديات، وستظل صحفنا بلا طعم، إذا ما فقدت أقلامهم. ٭ عندما كنا طلاباً في جمهورية مصر العربية، اختار د. صديق منهجاً لتناول القضايا، احتكم فيه في علاقاته، عامة، وكنت أختلف معه في هذا النهج الذي اختاره، لكن خلافي معه، أنبت صداقة واحتراماً ومعزة. ٭ وأنا اليوم إذ أودعه، أودع فيه كل الصفات الجميلة، في شاب نشأ في (محبة الوطن)، والتزم العلم طريقاً للحياة، ووثب للأحسن، بقدر ما توفرت له الخطوة. ٭ (يا صديقي المهاجر يا أيها الكيِّس الفطن، المؤمن، المؤتمن سأسر اليك بأمر خطير ولست أخاف العلن، كم تمنيت لو كنت مثلك.. لي جواز وتأشيرة وقلم).. ٭ ليس لدي يا صديقي (تاور) إلا أن أودعَك، ستجدني، عند أسفل السلم، والطائرة تستعد للإقلاع، وسأحاول أن أكون على اتصال بك.. فليدم الذي بيننا. ٭ ما أشرف الالتحاق بالجامعات من (نسبة)، وما أفدحه ثمن؟! ٭ نلتقي في ساعة خير.