سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغتربون في الخليج يتخوفون من تكرار معاناتهم إبان حرب الخليج الأولى الآلة الإعلامية الغربية ضخمت علاقات الخرطوم وإيران لإحداث توتر بين السودان والخليج
أبدى عدد من المغتربين في منطقة الخليج العربي مخاوفهم من اضرار قد تلحق بهم على خلفية تضخيم الآلة الإعلامية الغربية لعلاقات استراتيجية تجمع الخرطوموطهران، وأشاروا الى ان الانباء التي ترددت عقب قصف اسرائيل مصنع اليرموك بالخرطوم تحت مزاعم تمويله من قبل ايران لصناعة الاسلحة، وما تبع ذلك من رسو سفن حربية لثلاث ايام في ميناء بورتسودان . وأكدوا ل «الصحافة» أن اضراراً بالغة لحقت بهم من قبل إبان حرب الخليج الاولى حينما كان موقف الحكومة رافضاً للتدخل الاجنبي، ليتم تفسيره إعلامياً على انه دعم للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في غزوه لدولة الكويت، وقد فقد عدد كبير من السودانيين وظائفهم في دول الخليج العربي نتيجة هذا الموقف، واشاروا الى ان الامر ذاته يخشون ان يتكرر الآن ما لم تسارع الحكومة بتقديم شروحات لطبيعة العلاقة. وطالبوا الحكومة بالانحياز لدول الخليج العربي السنية التي يرتبط السودان معها بمصالح كثيرة، وألا تكون العلاقة مع إيران خصماً من خصوصية علاقتنا بدول الخليج. وقال د. السني عبد العزيز: بطبيعة الحال لكل دولة ذات سيادة ان تختار وفق مصالحها من تتعامل معه دولياً، غير أن هذا الأمر لا يعني تناسي امور اخرى حتى وإن لم ترتبط بمصالح ظاهرة، وتبقى علاقة الخرطوموطهران وهي علاقة قديمة في الحدود غير المزعجة للآخرين، وتناول الاعلام بكثافة لافتة ان مصنع اليرموك الذي دمرته اسرائيل هو مصنع ايراني يصنع صواريخ متطورة، ولم تمض غير ايام قليلة لترسو بواخر ايرانية في ميناء بورتسودان، لتعزز المخاوف الخليجية من امكانية عقد تحالف عسكري بين ايران الشيعية والخرطوم السنية، ولربما اضحى ذلك مهدداً لأمن الخليج بحساب بعض الاعتقادات. وطالب الحكومة بأن تضع مصالح شعبها في منطقة الخليج في مقدمة التحالفات العسكرية، حتى لا يلحق الضرر بالمغتربين السودانيين كما حدث ابان حرب الخليج حينما وصف موقف السودان بانه مؤيد لغزو العراق للكويت، وهو ما كانت تنفيه الحكومة السودانية باستمرار. واكد بكري عبد الفضيل خالد ان مخاوف كثيرة تعتري المغتربين في منطقة الخليج من اضرار ربما لحقت بهم في ظل ضبابية العلاقة بين الخرطوموطهران، خاصة ان العلاقات الخليجية الايرانية ظلت على مدى عقود طويلة في حالة توتر بسبب احتلال ايران لجزر اماراتية، الى جانب اتهامها بأن لها مشروعاً تريد أن تنفذه في منطقة الخليج، واثارة القلاقل في مملكة البحرين بدفع الشيعة للتظاهر ضد الحكومة. واضاف: نحن لسنا معنيين كثيراً بخلاف ارزاقنا واعالة اسرنا بالسودان، وبالتالي لا نريد لبلادنا ان تسلك أية مسالك من شأنها ان تلحق بنا الضرر ، وعلى الحكومة ان تضع دول الخليج في صورة الواقع، بدلاً من أن تستقي هذه الدول معلوماتها من اجهزة الاعلام التي ربما كانت لها اهداف خفية. واتفق معه حامد نور الدين قائلاً: لقد تلمسنا في الآونة الاخيرة في مختلف مواقع عملنا ان هناك توجساً من حقيقة العلاقات السودانية الايرانية، بل ظلت الأسئلة تطرح جهارا «ما قصة تحالفكم مع ايران؟».. وحقيقة نحن لا نملك إجابات، بل نريد من حكومتنا أن ترعى مصالحنا بما يحفظ سيادة الوطن. وأشار جمال خليل دفع الله إلى ان علاقات الخرطوموطهران ظلت منذ سنوات طويلة تراوح مكانها بوصفها علاقة عادية لا ترقى لمستوى التحالف العسكري، كما أن الظروف الحالية والتوتر الكبير الذي حدث في العلاقات الإيرانية الخليجية لا يفتح شهية الخرطوم لعقد تحالف عسكري مع طهران. واضاف أن بعض الجهات الاعلامية التي لها مصالح في احداث توترات داخل السودان هي التي روجت لمثل هذه الاحاديث، وفي نفس الوقت ان الحكومة بتصريحات مسؤوليها المتضاربة أسهمت في تغذية نظريات المؤامرة. وأوضح حسب الرسول إبراهيم صديق أنه خير للسودان أن يحافظ على علاقاته بمحيطه العربي السني بدلاً من الاندفاع في عقد تحالفات مع إيران، وحينما نقول بذلك لا ننادي بقطع العلاقات وإنما الإبقاء عليها في دائرتها القديمة، خاصة ان ايران الآن اصبحت هدفاً مشروعاً للغرب، كما أن موقفها من الثورة السورية زاد من معاداتها من قبل كثير من الجهات العربية والغربية.