طمأن الرئيس عمر البشير الشعب السوداني انه بصحة جيدة ، معبرا عن تقديره لكل من ظل يسأل عن صحته عقب اجراء عملية جراحية «صغيرة» في الحبال الصوتية ، بمستشفى الملك فيصل التخصصي في العاصمة السعودية الرياض،واعتبر المرض كفارة وتطهيراً لاخطاء وذنوب يمكن ان يقع فيها كل من كان في موقعه،واعتبر اسرائيل العدو رقم واحد للسودان، مجدداً التأكيد على سعي البلاد لامتلاك قدرات عسكرية عالية للرد على قصف اليرموك «بضربة اكثر ايلاماًً» ، مؤكدا أن أبيي ستظل ارضاً سودانية والسيادة فيها تتبع للسودان. وقال البشير ظهر أمس الخميس أمام حشد كبير من الجالية السودانية،بعد ان أم الجموع لصلاة الظهر في السفارة السودانية بالرياض:» أطمئنكم بأنني في صحة تامة ولا أشكو من أي آثار مترتبة على عملية صغيرة كنت قد أجريتها أمس الاول وتكللت والحمد لله بالنجاح». وبدا البشير خلافا لما تناقلته المواقع الاسفيرية التي تحدثت عن سوء وضعه الصحي يتحدث بصوت مسموع لا يبين عليه آثار الاعياء، او حتى مجرد اجراء عملية جراحية،وشدد على أن السودان يستعد لرد الصاع صاعين لاسرائيل، جراء الضربة الجوية التي وجهتها لمجمع اليرموك بالخرطوم مؤخرا،وقال: نحن نعلم أن الضربة الاسرائيلية لمجمع اليرموك بالخرطوم أصابت الكثير من أفراد الشعب السوداني باستياء شديد، وبدا لهم الأمر كأننا أصبحنا الفريسة السهلة». وأضاف: السودان أصبح الآن أمام خيارين، أولهما أن نمشي في اطار التطبيع مع اسرائيل ونتعاون معها سياسيا وعسكريا وأمنيا، وهذا بالنسبة لنا خط أحمر، لكن اسرائيل ستظل بالنسبة لنا هي العدو رقم واحد في العالم، ونحن لن نخاطب اسرائيل الا «بالعدو الصهيوني». واضاف ان الخيار الثاني التوجه بشكل علمي وجاد نحو امتلاك القدرات التي تمكننا من ضرب اسرائيل بذات القوة «أو أوسع وأوجع منها، ولا أعتقد أن ذلك مستحيل، وأنا أثق من أننا سنحقق نجاحا في ذلك، وسنعمل لامتلاك تلك المقدرات ونحن ساعون لامتلاكها لنرد الصاع صاعين». واشار الى ان هناك من يلوّح بخيار ثالث وهو السعي الحثيث الجاد لامتلاك جهاز جوي فعال يمنع مثل هذا الاختراق ،ومع أن هذا لا يتعارض مع اهدافنا، ولكن تبقى هناك ثمة حقيقة مؤسفة، وهي أن اسرائيل تمتلك أحدث تقنية عسكرية موجودة في العالم، وهي من ضمن التقنيات المستخدمة في أمريكا، غير انه يضاف اليها تقنيات اسرائيلية تعطيها بعدا آخر». وكشف أن الطائرة الاسرائيلية التي وجهت ضربتها الأخيرة الى الخرطوم هي من نوع « F15»،مبينا أنها ذات تقنية عالية طورتها اسرائيل حتى لا يستطيع أي رادار التقاطها، مشيرا الى أنه حتى الرادارات الموجودة في جيبوتي بالقاعدة الأمريكية وفي القاعدة الفرنسية لم يكن باستطاعتها التقاطها. وشدد البشير على أن اسرائيل لو وجهت ضربات مستمرة من الآن وحتى انتهاء الدنيا لن تثنيهم عن منازلتها العداء، مبينا أنها ستظل العدو الصهيوني بل العدو رقم واحد للسودان. وتعرضّ البشير لاتفاقية أديس أبابا التي تم توقيعها مؤخرا مع جنوب السودان، مبينا أنها غطت كل القضايا العالقة بين البلدين ما عدا قضية أبيي،مؤكدا أن المقترح المقدم بشأن أبيي، كان مرفوضاً تماما من جانب السودان ، لأنه ينتهي بمنح أبيي لدينكا نقوك، وبالتالي ضمها لجنوب السودان. وشدد على أن أبيي أرض سودانية وستظل أرضاً سودانية،و ليس هناك كائن من كان يزفها لجنوب السودان،مبينا أنها أرض تابعة للمسيرية ، مشيرا الى أن محكمة العدل الدولية غضت الطرف عن ذلك لتعطي الدينكا حق المواطنة في هذه المنطقة، غير أنها لم تستطع أن تحرم المسيرية من ممارسة حق المواطنة بالطريقة التي عرفت بها في المنطقة. وقال البشير: «نحن نقول بكل ثقة أن أي مسيري له الحق في المشاركة في الاستفتاء المتعلق بأبيي»،مؤكدا أن أبيي ستظل ارضاً سودانية والسيادة فيها تتبع للسودان، موضحاً أن الحدود بين السودان وجنوب السودان هي حدود 1/1/1956 . وأشاد البشير بالعلاقات السعودية السودانية، مبينا أنها تشهد كل يوم تطورا تعززها مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمواقفه المشرفة، مبينا انه انحاز لفعل الخير، موضحا أن خادم الحرمين الشريفين كان قد اتصل عليه يوم عرفات ليلة العيد مهنئا له بالعيد ومؤكدا بأنهم جاهزون لاستضافته وتلقيه العلاج والدفع بالعلاقات الثنائية نحو مزيد من التمتين. كما امتدح مواقف السعودية واهتمامها بأمره ، مبينا أنه أجرى عملية جراحية صغيرة لم تزد فترة اجراء الفحوصات الخاصة بها وحتى اجراء العملية عن 24 ساعة فقط، مشيرا الى أن ما ألم به يدخل خانة «الكفارة» له وغسله من الآثام التي يقع فيها من كان في موقعه، وقال أنه لابد هناك من وقع عليه ظلم أو ضاعت حقوقه او شكانا لله ،وبالتالي فهو في حاجة ماسة للتطهر منها من خلال المرض. واكد بأنه بلغ تمام العافية والصحة وأنه شفي تماما، وأنه في كامل لياقته، مطمئنا الجالية السودانية، على الأوضاع في السودان وأنه في أحسن أحواله وكل يوم يمر عليه ينتقل الى وضع أفضل مما هو عليه في كافة المجالات لا سيما مجال الأمن والاقتصاد والتنمية والاستثمار. وفيما يتعلق بالتنمية ، قال البشير انه تمت تعلية خزان الرصيرص والعمل جارٍ في سيتيت وفي نهر عطبرة وسوف يكتمل العمل فيهما العام المقبل وكل منهما بامكانه أن يسقي مليون فدان مروي ريا انسيابيا». الى ذلك، اشاد السفير السوداني عبد الحافظ ابراهيم محمد سفير السودان لدى السعودية،بمواقف خادم الحرمين الشريفين وولي عهد والحكومة السعودية والشعب السعودي، لما لمسه من اهتمام أولوه للرئيس البشير والجالية السودانية. وقال : ان البشير تماثل للشفاء تماما وهو بخير ويتمتع بكامل اللياقة، حيث أنه تمت له عملية جراحية بسيطة وازالة حبة صغيرة كانت مؤثرة على الحبال الصوتية، والآن يتلقى راحة استجمام عادية في الضيافة الملكية في قصر المؤتمرات بالرياض». وأضاف: أن الأطباء نصحوا البشير بعدم الخطابات التي تتطلب خطابا مطولا وبأصوات عالية، غير أنه غير ممنوع من الكلام العادي، وبالتالي فهو سيمارس حياته الرسمية والعادية بكامل اللياقة البدنية والصوتية، دون أن يكون لذلك أي أثر على أدائه الرسمي والشعبي والاجتماعي. ونفى السفير السوداني الشائعات التي تتحدث عن اصابة الرئيس السوداني البشير بمرض خبيث أو سرطان، مؤكدا أن كل ما في الأمر وعكة صحية عابرة استدعت عملية جراحية خفيفة، من غير أن يترتب عليها أي نوع من الممنوعات التي تحاول بعض وسائل الاعلام ترويجها.