مازالت صور الإجازة في ذاكرتي.. لذلك أعدوكم الى هذه الجولة.. في كل ركن تبهرك الخضر والفاكهة بمناظرها الخلابة، خصوصا المانجو، «وآه من المنقة يالشايل المنقة»، تنزل عن مركبتك لتشتري فتجد أن حبة المانجو التي كانت بالامس ب «2 جنيه» ب «4 جنيهات» الضعف فقط، فتسأل البائع فيضع اللائمة على المزارع والمزارع على النقل والنقل على البترول والبترول لاتفاقية نيفاشا، وهكذا تلف الدائرة لتعود للبائع.. وقد يقع اللوم عليك «كمستهلك لا فائدة منك سوى أكل ومرعى وقلة صنعة»، وأخيراً يعرض عليك البائع أن تأخذ المانجو وان الحبة الواحدة تقوم بخلط جك كبير يكفي الأسرة بأكملها، ويقول لك جادي: جربي ولو الحبة ما عملت جك رجعيها، وزيادة في إبداء حسن النية يقوم باعطائك اربع حبات صغيرة هدية وعينة من علبة العنب اضافية لما اشتريته وهو عرض مغرٍ جداً جعل الأخت الغالية تتخذ بعده قراراً بأن أصبح مبعوث الاسرة لاحضار الفواكه، فعلا المنقاية عملت جك محترم. وفي جانب آخر من المشهد، يهرب سائقو الحافلات من الطلبة ويغلقوا أبوابهم من محطة الاستاد والعربي بحجة ما حنحمل!! ليه؟.. منو البسألهم؟ يقومون بالتخارج ليبدأوا التحميل من خارج العربي للركاب «غير الطلبة» فالطلبة فئة منبوذة للحافلات.. لهم الله مفروض يخترعوا لهم أحذية بمحركات ليعتمدوا على أرجلهم في درب الرجوع المضني خاصة في رمضان وعز الصيف، وحتى باصات الوالي التي أحضرت للطلبة خصيصاً تحمل باقي الشعب وهي أصلاً كمية محدودة تحصى باليد.. نريد شعباً متقدماً ونضيق الخناق على الطلبة بمدارس غير مهيئة لجو دراسي ومدرسين غير مكتملين، فماذا قدم الوطن للطلبة كي ينتظر المقابل؟ أما إذا ذهبت لأية معاملة، تجد العاملين محاطين بالجدران وكأنهم في قفص فقط ترى شبابيك مزدحمة، كيف دخلوا الى هناك، كأنهم اتخذوا سلماً من السماء أو نفقاً، المهم دوام بعد الثامنة، واطرح منه ساعتين للفطور المدنكل والجرائد وكثير من القرقرة والضحكات الجوفاء، ويتجمهر الكل لتتم إجراءاتهم بأعجوبة قبل الثانية عشرة موعد اغلاق النوافذ العتيقة.. وفي مكتب تسجيل الاراضي بشرق النيل يصطف الشعب في انتظار السادة العاملين، ومن أجل توقيع صغير وايصال بمبالغ خرافية تغدو وتروح، وتم إغلاق النافذة قبل الساعة الثانية عشرة، والجمهور مصطف، وكنت في المقدمة، فدققت على الشباك برقة مما أثار حفيظة أحدهم «وكان بعيد عنكم عنده قولون عصبي»، وجاء فاتحاً النافذة وأوداجه تنتفخ غضباً وقال: ليه بتخبطي الشباك؟ فأجبته بصدق: عشان تفتحه، قال: ماشايفة الساعة كم؟ قلت: لسه 12ما جات وحتى ما داومتوا 4 ساعات، دوامكم كامل ولا نص؟ وربك ستر الشباك كلو شبك لأني قريت في عيونه نية خنق، والله أعلم، المهم وهو بيشاور في نفسه ينفذ فيني أية عقوبة جاء زميله الشهم وامتص الموقف، وتمت تكملة الاجراءات لي وللمصطفين الحيارى، من هنا ادعو لعارض الحال الجالس بره، واقول «كتر خيره» حيث لم اجده فاتكأت على مكتبه او طاولته وبدأت أعبئ الفورم، عندها جاء وتماهو وقال لي: شكلك مغتربة «والمغتربين مساكين حيارى» عفيت ليك الرسوم، ولاحظت أن المطعم الجنب الاراضي فيهو سمك ملآآآآآآآآن زيت بكفيك مية سنة لقدام. [email protected]