٭ نادي الهلال في السنوات الماضية ولج بابه وكشأن الكثير من المؤسسات، العديد من الوصوليين الذين وللأسف جراء السياسات وجدوا فرصاً كبيرة للدخول دون أن تكون لهم مؤهلات، وأعني هنا الأخلاقية. وللأسف صارت تلك الفئة هي التي تحيط بكل شيء إحاطة السوار بالمعصم، وساعدها في ذلك بعض القادة الذين يعتقدون أن «لغة المال» هي التي تقود إلى تحقيق الاهداف، ونسوا أن الوصول الى الاهداف السامية لا يأتي عبر «شلة» أو «شلل» من «الأرزقية» وعديمي الضمير. ٭ المال الذي دخل بعض المؤسسات الرياضية في السنوات الأخيرة من واقع الحال لم يقد الى انجازات، وفي نفس الوقت هدم كثيراً من القيم، بل نجح وبدرجة امتياز في قتل أهم مقومات البناء والتعمير، وهو الانسان الذي حلت محله مجموعة ومجموعات من «التماسيح» النهمة الجشعة التي لا تعرف شيئاً سوى ملء بطونها. ٭ لا يعقل أن تكون ميزانية وزارة الشباب والرياضة وهي المعنية بتطوير ونهضة الرياضة السودانية، أقل من ميزانيات بعض المؤسسات الرياضية التي يفترض أن تكون تابعة لها، ولكن الأموال التي تمنح لها هي أكثر من أموال الوزارة، ونتيجة لذلك أصبح لا حول لها ولا قوة، واصبحت مكتوفة الأيدي تجاه انجاز كثير من المشروعات الرياضية، وفي مقدمتها المدينة الرياضية التي تقف شاهداً على عجز الوزارة عن إكمالها، والشيء الذي يدعو للحسرة والألم هو أن الاموال التي دفعت لبعض الافراد في المجال الرياضي لتسيير أمور بعض المؤسسات ولم تستطع فعل شيء إذا خصصت للمدينة الرياضية كنا سنراها مكتملة قبل عشر سنوات، وهذه كافية لاستضافة عدد من البطولات الرياضية المختلفة، والاحتكاك مع مدارس عالمية كانت ستفيدنا كثيراً، وقبل ذلك ستسهم بصورة أساسية في إعداد الناشئين والشباب، وبالتالي البناء السليم لمختلف رياضاتنا.. كيف لا والمدينة الرياضية بمساحاتها الواسعة تسع لكل الألعاب ولكن..!! ٭ رئيس مجلس الشباب والرياضة الوزير الطيب حسن بدوي، وضح من خلال الفترة التي قضاها في المجلس أنه رياضي من طراز فريد، وقبل ذلك صاحب شخصية ورأي سديد، وسيسجل التاريخ له بمثلما سجل للوزير الاسبق هاشم هارون الذي ظل يحكم القانون دون الالتفات الى مجموعات الضغط التي درجت على استغلال انتمائها الحزبي لتمرير قرارات، ومنها محاولتها حل مجلس إدارة الهلال الأسبق، الا أن الوزير هارون رفض ذلك، الشيء الذي اكسبه احترام معظم الرياضيين، إلا فئة قليلة ظلت تتخفى وراء بعض النافذين، وخاب سعيها في ظل وجود قادة بحق وحقيقة، ومنذ فترة ظلت تمارس الضغوط على الوزير الحالي الطيب حسن بدوي، إلا أنه وقف صامداً في وجه تلك الفئة التي أضرت بالرياضة كثيراً جراء تدخلاتها الضارة، ولكن كما ذكرت سيسجل التاريخ للأستاذ الطيب، وسيحترمه الرياضيون بمثل الاحترام الذي وجده هاشم هارون الذي تمسك به الوسط الرياضي وجعله على رأس أم الاتحادات الرياضية اللجنة الاولمبية لدورتين متتاليتين. ٭ الهلال مرَّ هذا الموسم بظروف معقدة، وتمت محاربته بضراوة، ووضع كثير من العراقيل والمطبات في طريقه، وذلك من قبل تلك المجموعات الصغيرة التي تضررت مصالحها الشخصية بعد أن أتت الجمعية العمومية بقادة لا تحيط بهم مجموعات المصالح. ٭ رغم الحرب القذرة فقد استمر الهلال في مسيرته محققاً الانتصار تلو الآخر، ويشرف عليه مجلس ادارة يعرف دوره جيداً، ويقوده فنياً مدرب كفء عرف كيف يسد الثغرات ويخلق فريقاً قوياً استطاع التربع على صدارة الممتاز وبلوغ نصف نهائي الكنفدرالية، رغم الحرب التي واجهها الفريق بمختلف الإشكال والالوان. ٭ الموسم الحالي شارف على الانتهاء، لذلك أرجو من مجلس إدارة الهلال تجديد الثقة في المدرب الحالي، والتعاقد معه للموسمين المقبلين، حتى يستطيع إكمال ما بدأه من بناء متين للفريق. ٭ مجلس إدارة الهلال عليه إخلاء خانات بعض اللاعبين دون الالتفات لتلك الأصوات النشاز، وفي مقدمة أولئك اللاعبين هيثم مصطفى، وأيضاً على مجلس الهلال وبالتشاور مع الجهاز الفني التعاقد مع مدافعين أو ثلاثة، وكذلك التعاقد مع حارسي مرمى لينضما لجمعة جينارو، وعدم التجديد لسادومبا، وعدم التجديد ليوسف محمد. ٭ لاعبو الهلال الذين «شالوا الشيلة» هذا الموسم يستحقون التكريم اللائق بهم، خاصة أنهم رفضوا الاستجابة لحملات التخذيل والتحريض ومضوا في طريقهم الظافر.