نال الممثل السوداني ياسر عبد اللطيف شهرة واسعة خارج بلاد النيلين وصار الخيار الاول لكبار المخرجين في الوطن العربي حيث ساهم بصورة كبيرة في انجاح عدد من المسلسلات والافلام والمسرحيات العربية وسجل حضورا انيقا امام كبار نجوم الدراما والسينما في سوريا ومصر، واحتفت بإبداعه الصحف والاذاعات والقنوات الفضائية وكرمه هذا الاسبوع مجلس الشباب العربي والافريقي بحضور امينه العام ياسر يوسف ورئيس مجلس المهن الموسيقية والدرامية على مهدي نوري ورئيس اتحاد الدراميين ومدير اذاعة البيت السوداني طارق البحر وعدد كبير من المسرحيين واسرته الصغيرة والكبيرة وبمشاركة الفنان ابوبكر سيد احمد خلال الحفل جلسنا الى الممثل ياسر نتعرف على تجربته الفنية في ونسة تواصلت امس الاول ببيت المسرحيين بام درمان تناولت مسيرته في عالم الدراما. ياسر عبد اللطيف من مواليد ولاية سنار لكنه عاش ونشأ وترعرع في مدينة بحري في منطقة شمبات الزراعية التي درس بها حتى المرحلة الثانوية وبها ظهرت موهبته في العزف على بعض الآلات الموسيقية مثل الجيتار وشارك وقتها في الدورات المدرسية في مجالات المسرح والغناء والموسيقى وبعد ذلك كوّن مع يحى فضل الله والرشيد احمد عيسى ويحى فضل الله فرقة اتحاد الشباب السوداني للمسرح التي قدمت عدداً كبيراً من العروض المسرحية في الاندية والجامعات والمراكز الثقافية في فترة الثمانينيات رغم المضايقات التي كانت تجدها من بعض التنظيمات السياسية التي كانت تصنفهم مرة مع اليمين ومرة مع اليسار وتارة ختمية واخرى تبع الانصار . بعد ان اكمل المرحلة الثانوية بنجاح وبعد امتحان الشهادة السودانية كانت رغبة ياسر عبد اللطيف السفر الى الهند لدراسة السينما وكانت اسرته تريده طبيبا او مهندسا او ضابطا في الجيش لكنه فضّل ان يدرس في معهد الموسيقى والدراما وانضم اليه في المقاعد الاحتياطية لعام كامل رغم نجاحه في المعانيات ثم انتقل اساسيا مع ابناء دفعته صالح عبد القادر وعبد الحكيم عامر ولؤي حامد وابوبكر الشيخ وابراهيم عوض وهادية بدر الدين وسمية قسم وتهاني عبد الله وايمان ابراهيم ،وعاش وقتها مشاكل كبيرة في المعهد تمثلت في اعتصام الطلاب بسبب عدم وجود مقر للمعهد ودراسة السنة الاولي في مدرسة المزاد الابتدائية والثانية في شمبات والثالثة في الفنون الشعبية اضافة الي ان سياسة التعليم العالي الجديدة بعد الانقاذ قضت بدخول 60 طالبا بدلا عن 20 طالبا وبسبب الاعتصام تم ايقاف الدراسة في المعهد وهو في السنة الثانية . سافر ياسر عبد اللطيف الي سوريا ليكمل دراسته للتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية ومعه فقط 50 دولارا سمحت بها اجراءات السفر وكان يريد الدراسة في مصر لكن سوء العلاقات بين الخرطوموالقاهرة حال دون ذلك ودرس سنتين في دمشق وتخرج فيها عام 1993 وتم تعيينه في المعهد في وظيفة معيد ومساعد تدريس واستقر به المقام في الشام ومنذ عام 1991 لم يرجع الي السودان الا عام 2009 م. لمع نجم ياسر عبد اللطيف في سوريا مدرسا في المعهد وممثلا في المسرح القومي والتلفزيون والاذاعة وقدم اعمالا كثيرة في عدد من الدول العربية منها تونس والمغرب ولبنان والاردن ونجحت تجاربه المسرحية الأولى و هي أربعة عروض بدءاً من مسرحية « النّو « التي حازت على جائزة أفضل عرض في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1993 و هو عرض تنبع أهميته من كونه يعتمد أسلوب الارتجال ، ثم كان عرض التخرج للفصل الأول « الليلة الثانية عشرة « لشكسبير تحت إشراف المخرج البولوني يان مسكو فيتسكي مروراً بعرض التخرج مع فايز قزق ، و انتهاء ب « تقاسيم على العنبر « للمخرج العراقي جواد الأسدي اضافة الي نجاح المسلسلات التي قدمها حيث قام بدور مؤتمن الخلافة جوهر في صلاح الدين الأيوبي وياقوت في الزير سالم وجبر في مطلوب رجال وقدمّ افلاما كثيرة مع المخرج السوري الشهير نجدت انزور منها ملك الرمال وتم تصويره في بيروت ومسلسل بعض السقوط والسلسلة الكوميدية بقعة ضوء . شارك ياسر عبد اللطيف في مسلسل (الحسن والحسين) وهو انتاج سوري كويتي وتم تصويره في المغرب الذي اثار جدلا فقهيا وهاجمه رجال الدين الذين رفضوا اول الامر تجسيد صور احفاد الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلسل ولكن تم حسم الامر بعد نقاش وفتاوي كثيرة وعرض المسلسل ومثل ياسر دول الملك الحبشي النجاشي. قدّم ايضا في المسلسل التاريخي (كليوباترا) وهو انتاج سوري مصري بطولة النجمة السورية سلاف فواخرجي وبرز في دور (هيرجو) الرجل الاعمي الذي حاول به المؤلف تلطيف المادة التاريخية الجافة وتقديم شخصية مختلفة تميل الي الغناء والطرافة والحكمة وتعرض لاصابة خطيرة جدا وانقذته العناية الالهية من الهلاك بعد ان سقط اثناء التمثيل من قلعة تاريخية من ارتفاع 30 مترا بسبب الظلام واصيب بكسر في الرجل واستأصل الاطباء الطحال ونجا باعجوبة . وشارك في مسلسل (قمر بني هاشم) وهو انتاج سوري سوداني وقام هو بدور بلال بن رباح وقدم محمد عبد الرحيم قرني دور ابرهة وقدم مكي سنادة دور النجاشي . شارك عام 2012 في المسلسل الشهير (عمر بن الخطاب) تأليف الكاتب الكبير وليد سيف واخراج حاتم علي وقام بتمثيل دور النجاشي. ورغم ان المواقع الالكترونية والصحف والقنوات الفضائية لا زالت تكتب عن مشاركته في مسلسل (الخواجة عبد القادر) في دور الشيخ عبد القادر احد شيوخ الطرق الصوفية مع النجم يحيى الفخراني الا انه لم يشارك في المسلسل بسبب ارتباطه مع عمل درامي اخر تزامن مع تصوير مسلسل (الخواجة عبد القادر) وشارك فقط بتقديم النصح والارشاد وشرح اللغة الدارجية السودانية والتعريف باسرار الطرق الصوفية بصفته متصوفا وصاحب خبرة ودراية باحوال اهل الليل والطار والسبحة والمديح. وقال ياسر عبد اللطيف ان الدراما السورية أنصفته كثيراً ، وان الجمهور السوري والمشاهد احترمه وعرفه ، وقابله بترحاب وبمحبة،وقال ان الدراما السودانية يلزمها الإنتاج، ومشكلتها إنتاجية بحتة خصوصًا مع توافر الكوادر السودانية في كل المجالات من كتاب وممثلين ومخرجين وتقنيين وفنيين ، لكن ليست لديهم قاعدة إنتاجية ورأس مال يشجع لكي ينتج، وناشد الحكومة والقطاع الخاص المساهمة في انتاج الدراما، ونفى أن يكون للهجة السودانية أي تأثير على انتشارها، مشيراً إلى أنه اكتشف في سوريا والعراق لهجات تشبه السودانية وأنها مفهومة للمجتمع المصري والخليجي .