قصص وحكاوي تروى عن المجلس الوطني وكلها تدور حول وجود "شياطين " يتحركون داخل اروقته كما البشر ويباشرون حياتهم العادية وبشكل يومي ، تلك القصص احيانا تروى بشكل يومي وحينا آخر تروى بشكل متقطع مما يدخل الخوف في قلوب من يدلف على البرلمان ، الصحافيون عموما والمهمومون بتغطية العمل البرلماني بشكل يومي رغم انهم لم تصادفهم تلك الحكاوي كأمر واقع الا أن الخوف تسرب لبعض منهم حتى أن البعض لديه الاستعداد أن لايدخل الجلسة مالم يكن معه زميل يسانده في الوصول للشرفات التي تقع في الطابق الثاني مكمن الحكاوي والقصص . البرلمان شيد على مقر السجن الحربي في عهد الرئيس الاسبق محمد جعفر نميري بقرض جزئي من رومانيا اذ ان الرئيس نميري وقتها طلب من رئيس رومانيا نيكولاي شاوشيسكو مساعدة السودان في تشييد مبنى لمجلس الشعب "وذلك بحسب افادات وزير المالية في عهد نميري ابراهيم منعم منصور للزميل "بالسوداني" ماهر ابوالجوخ والتي نشرت في وقت سابق " وبالفعل بدأت عملية تشييد المبنى في عام 1974م ليكتمل في عام 1976م بتنفيذ روماني وعمالة سودانية ، ويطابق البرلمان في تصميمه الكنيست الاسرائيلي فمقترح التصميم الذي جاء من الجانب الروماني نفذ باعتباره جاهزاً ومجانياً ولا اعتراض عليه طالما ان التنفيذ لايكون بواسطة الاسرائيليين وبتلك الحجة قبل السودان التصميم . أحدهم بالبرلمان حاول الربط مابين تصميم بناء البرلمان الذي يطابق الكنيست الاسرائيلي ومايثار من مزاعم بوجود شياطين وآخرون ربطوا بينها وبين تشييد المبنى في مقر السجن الحربي والحديث عن الارواح الشريرة خاصة وان السجون لاسيما العسكرية ترتبط باذهان الناس بالقتل والاعدام وخلافه . الصحفية بجريدة القوات المسلحة سمية نديم تقول إنها قامت بتغطية انشطة البرلمان لما يقارب العشرة أعوام وكل تلك الفترة تؤكد أنها لم تلمح "طيف شيطان " اللهم ألا انها تحس بحركات غريبة في الشرفات واحيانا تسمع اصوات لاقدام خلفها ولكنها تجزم ان ذلك ربما تكون تهيأت من كثرة ماكانت تسمع من قصص تحاك حول وجود الشياطين وفي ذلك وتذكر نديم " ان احدهم حكى لها موقفاً حدث معه اذ كان في احد مكاتب البرلمان بالطابق العلوي واحسوا فجأة باحدهم يفتح الباب دون ان يدخل احد ثم أحس باحدهم يخلع النظارة التي يرتديها ليضعها على الطاولة التي امامه وتذكر ايضا انها سمعت من اكثر من شخص داخل البرلمان الحديث عن سماعهم لطبول فرح ورائحة دخان وبخور التي يشتهر بها العرس السوداني دون أن يروا اشخاصا معينين " وأكدت نديم ان كل تلك القصص وغيرها ثبتت في مخيلتها واشعرتها بالخوف فتقول انها احيانا لاتقدم على الذهاب لمقر الجلسات بمفردها وان اضطرت لذلك فانها تركض بسرعة وهي تردد الآيات القرآنية الى ان تصل . أحد الموظفين العاملين بالبرلمان والذي فضل حجب اسمه أكد ل"الصحافة " أن واقعة الشياطين حدثت له شخصيا ويروى انه كثيرا ما يقوم شئ خفى باغلاق وفتح جهاز الكمبيوتر الذي امامه كما يسمع في طفاية "السجائر " التي امامه اصوات لدبابيس توضع فيها دون ان يراها ويقول انه يرى احيانا اشباحا سوداء تتنقل بين اروقة البرلمان وتروى موظفة اخرى ان احداهن ضلت الطريق في البرلمان وان صبياً بملابس "بيت " دلها للمكان الذي تطلبه وما ان شكرته لتسأله عن اسم والده حتى اختفى . وتروى اخرى ايضا ان بعضهم أكد انه شاهد عروساً وعريساً بكامل هيئتهما العروس بالزفاف في باحة البرلمان . لكن آخرين من موظفي البرلمان يؤكدون انهم تواجدوا بالبرلمان باوقات مختلفة صباحا ومساء وليلا ولم يشهدوا اي من تلك الروايات ويعتبروا ذلك نبعا من الخيال . ويقول الموظف بالبرلمان لما يقارب ال 18 عاماً أحمد الخير انه يسمع بتلك الروايات كضرب من الخيال ويؤكد ان تجربته الشخصية في البرلمان لم تثبت له صحتها وفي ذلك يقول انه ذات يوم في عهد القيادي بالمؤتمر الشعبي حاليا محمد الامين خليفة بالبرلمان اي ماقبل مفاصلة الشعبي والوطني عاد للبرلمان عند الساعة الواحدة والنصف صباحا ليدلف لمكتب التدوين ليضع بعض الاشرطة التي سجل بها ورشة عمل لكتاب ابيل الير كان محمد الامين ابدى حرصا على تسجيل حلقة النقاش التي دارت حول الكتاب ويؤكد انه ظل في المكتب حتى الساعات الاولى من الصباح وخرج ، وفي هذا يذكر ان احد زملائه ممن رسخت لديهم شائعة الشياطين لحق به وعلامات الخوف مرسومة عليه . عموما لازالت فكرة وجود الشياطين تسيطر على الكثيرين داخل البرلمان وتخرج للعلن بين الفينة والاخرى حتى انها اصبحت مادة للمقالب ويذكر احد الموظفين انه تخبأ ليلا لاحد زملائه ومسك بيده فظل الرجل يردد في "بسم الله " قرابة العشر مرات وهو يرد عليه "لو قريت المصحف كلو ما بفكك " وبعد ذلك كله لم ينتبه الى انه ليس بشيطان ولم يميز صوته ويؤكد انه ما ان اخلى سبيل يده حتى ركض كالمجنون ليجده في احد المكاتب مستلقٍ وهو منهار تماما .