حقق الموسم الزراعي بولاية شمال كردفان هذا العام نجاحا منقطع النظير ،ارجعه منتجون ومختصون الى هطول الامطار بمعدلات غزيرة وادخال وزارة الزراعة للتقانة ومكافحتها للآفات،الا ان هناك تخوفات من اعسار قد يصيب المنتجين نسبة لانخفاض اسعار المحاصيل ،ولمعرفة تفاصيل الموسم الزراعي جلسنا الى وزير الزراعة بالولاية الفريق محمد بشير سليمان الذي تناول بالتفصيل جهود وزارته ،ونتابع في المساحة التالية افاداته. {الى ماذا تعزي نجاح الموسم الزراعي هذا العام بشمال كردفان؟ -نعم، الموسم الزراعي هذا العام جاء اً ،و يعزى ذلك للتأسيس الذي جاء بناء على خطة علمية منطقية لعام 2012،فقد بنينا خطتنا الزراعية على سياسات واضحة ،وقمنا بتقسيم الولاية الى اقاليم مناخية ،وكل اقليم زرعنا فيه مايناسبه ويتميز به من محاصيل ووفقا لذلك تمت اجازة هذه السياسات وتم اتباع عدد من الاجراءات في الارشاد وعمليات لبناء قدرات اصحاب مهنتي الانتاج الحيواني والزراعي ،وجاء الارشاد مكثفا ومركزا وفق خطة علمية شاركت فيها وزارة الزراعة بكل منسوبيها والتقانة والارشاد واتحادات المزارعين والرعاة باعتبارهم الجسم المعني بالخطة وشاركت كذلك كلية الموارد الطبيعية ومحطة البحوث الزراعية والبحوث البيطرية وغيرها من جهات ذات صلة . {وماهي الموجهات التي ارتكزت عليها خططكم؟ -الموجهات التي ارتكزت عليها الخطة كانت تكوين الجمعيات الزراعية على مستوى معظم الولاية واحضار مجموعات كبيرة منها للتدريب النظري والحقلي ،ومن ثم تكوين فرق ارشاد متحركة على مستويى الاقاليم الزراعية مع التركيز في خطة تشاركية مابين الاتحاد العام للمرأة السودانية والمرأة العاملة وهذا اعطانا بعداً مهماً لأن الزراعة في الولاية تعتمد بصورة كبيرة على المرأة وذلك لان الرجال اتجهوا للتنقيب عن الذهب لأن الزراعة لم تعد محفزاً في المطلوبات المادية،و بالاضافة الى ذلك كثفنا من الارشادات التوعوية المتعلقة بالمحاصيل وتربية الحيوان،كل هذه الجهود غيرت من مفاهيم المنتجين الزراعيين واعتبر ان هذه اهم خطوة اسسنا لها للزراعة العلمية الحقيقية. {ولكن ظهرت آفات اثناء الموسم؟ -قبل الاجابة لابد من الاشارة الى ان المدخل الرباني الحقيقي هو الامطار والذي حقق انباتاً زراعياً وعلفياً اكثر من ممتاز ولله الحمد، ورغم الامطار الكثيفة لم تتأثر عمليات الزراعة، ولرفع معدلات الانتاج ادخلنا المحاريث الازميلية والآليات التي تجرها الحيوانات خاصة في المحليات الغربية واوجدنا حزمة تقنية متكاملة ادت ان يكون الانتاج الزراعي بهذه الصورة الكبيرة ولحسن الحظ ربنا حجب منا الآفات الزراعية الا في مناطق محدودة وتمكنا سريعا من توفير المبيدات والقضاء عليها،وبرغم من اننا واجهنا نقصا في التمويل والتقانات الوسيطة وارتفاعاً في الجازولين ونقصاً في الايدي العاملة وخروج الايدي العاملة الجنوبية فإن المساحة التي خططنا لزراعتها في الموسم هي ثمانية مليون وثمانمائة الف فدان نجحنا في زراعة ثمانية مليون فدان منها وهذا يؤكد ان هناك جهداً غير طبيعي يحسب لمزارع شمال كردفان. {وماهي الاجراءات التي اتخذتوها لانجاح عمليات الحصاد؟ {الوزارة بذلت مجهوداً مقدراً من اجل انجاح عمليات الحصاد حتى يستفيد المزارع ماديا ،حيث تم توفير 20 من حازمات السمسم واكثر من 10 دقاقات ذرة وقمنا بتوفير كميات من المبيدات الخاصة بمكافحة آفات الحصاد والمخازن ،ومواطن كردفان يتميز بقيمة النفير ونحن نشجع على ذلك واذا شعرنا ان هناك قدراً من الضيق في عمليات الحصاد وحتى لانفقد المحصول سنرفع رأينا للقيادة التنفيذية للولاية للسماح بالاستفادة من طلاب المدارس في الحصاد. *{وماهي المطلوبات لانفاذ خطة الحصاد؟ - مطلوب 75 حازمة سمسم و50 قلاعة فول و10 دقاقات ذرة ودخن .وتأمين جوالات الخيش للمنتجين عبر البنوك او اي جهة حكومية. {التسويق هاجس يؤرق المزارعين خاصة في ظل الانتاجية العالية هذا العام؟ - اولا الامر يتطلب تدخلا لتركيز اسعار المحاصيل وذلك لأن الاسعار الحالية غير مشجعة للمنتجين والتسويق يحتاج لآليات تضمن للمنتج الصغير الحصول على الفائدة المرجوة من منتجاته ،والآليات تتمثل في تدخل الدولة في تحديد وتركيز الاسعار ،والاستفادة من الاموال المرصودة للمخزون الاستراتيجي على مستوى الولاية ،علاوة على تسهيل تمويل المدخلات الزراعية وعمليات الحصاد عبر البنوك . {خطر الحرائق يهدد المراعي ،ماذا فعلت الوزارة للحيلولة دون قضاء النيران على مساحات الرعي؟ -حماية المراعي من خطر الحرائق يعتبر اولوية قصوى للوزارة مما يستوجب تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية وذلك لانجاح برنامج فتح خطوط النار الذي يمتد في مساحة تبلغ 12 ألف كيلو متر ونهدف من خلاله الى حماية الموارد الطبيعية من خطر الحرائق ،وتوفير مخزون علفي لتقليل آثار الجفاف وحماية مخزون بذور المراعي والمواد العضوية بالتربة من الحرائق ،علاوة على ذلك نهدف من وراء برنامج فتح خطوط النار الى حماية القرى والانسان والتنوع الحيوي للمراعي الطبيعية،والآن تعمل الآليات لفتح خطوط النار وهذا البرنامج بمشاركة العديد من الجهات التي تسهم معنا بصورة ملحوظة في تنفيذ العديد من البرامج. {في محور آخر الكثيرون يؤكدون عدم وجود جهود حكومية لتطوير قطاع الثروة الحيوانية بالولاية؟ -هذا الحديث مردود على من يطلقه وذلك لان الوزارة لديها ادارة منفصلة يقوم على رأسها خبراء وعلماء وهي ادارة الثروة الحيوانية ولها خطط واضحة في الارشاد الحيواني الذي غير الكثير من مفاهيم المنتجين في التعامل مع الماشية ،هذا مع وجود فرق ارشادية وطبية تجوب كل انحاء الولاية لتطعيم الماشية وننفذ الخطة القومية وننسق مع الكثير من الجهات ،ونطبق كذلك نظام التغذية العلفية الجديدة ،ولدينا شركة خلوج السعودية التي تقدم نموذجاً طيباً في هذا الصدد، ونحن الآن ولاية خالية تماما من امراض الحيوان وعندنا القدرة التنافسية على مستوى العالم وذلك لأن ماشيتنا ترعى في مراعي طبيعية ولاتوجد بها أمراض.