الزي الوطني السوداني «الجلابية، العمامة والمركوب» هيبة ووقار وجمال أيضاً، ولكم يشعر الإنسان بارتياح وراحة نفسية كبيرة وهو يرتدي زيه الوطني، ولكن طبيعة العمل وقيوده تجعلك مضطراً لارتداء الزي الإفرنجي، وكذلك زي المرأة السودانية «الثوب السوداني» فهو أيضاً حشمة ورصانة إذا ما ارتدته المرأة بطريقة صحيحة وكانت خامته غير «شفافة»، ويحرص كثير من السودانيين في ديار الغربة على ارتداء زيهم الوطني في المناسبات الوطنية والزيارات العائلية. لكن للأسف هناك من يسيء لزينا الوطني من أبناء الوطن، ولعلهم قلة، ولكن كما يقولون «الخير يخص والشر يعم»، فتخيلوا شخصاً ما يتجول بملابس النوم «بجامة» في مكان عام أو مرفق عام تقصده مختلف الجنسيات، وهذا ما قام به بالفعل أحد السودانيين في مدينة الرياض عاصمة السعودية، فقبل عدة أيام ذهبت مع صديق لي إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض لوداع شخص مسافر للخرطوم، وبينما كنت جالساً في المكان المخصص لزوار المطار صعقت وأنا أرى أحد الشباب السودانيين «في العشرينيات» وهو يرتدي «عَرَّاقي» «بفتح حرف العين وشد حرف الراء» حتى لا يظنها إخوتنا العرب أنها نسبة إلى دولة العراق، و«سفنجة» وكما يعلم الجميع فإن «العَرَّاقي» يكاد يكون مثل لبس النوم «البجامة»، وأحياناً نلبسه تحت «الجلابية»، أما أن يذهب به شخص ما إلى مكان عام مثل مطار الملك خالد الدولي الذي يعج بمختلف الجنسيات، فهذا قمة في السخف والتخلف والغباء والاستهتار، لقد مرَّ هذا الشاب ومعه اثنان من السودانيين أمامي عدة مرات وهممت بأن أنبهه، ولكن خشيت أن يعتقد أن في نصحي له استفزازاً فيحدث ما لا تحمد عقباه. وبينما كنت كذلك سمعت شخصين من الجنسية العربية يتحدثان بتهكم وهما يشيران الى الشاب السوداني ويرددان «الزول لابس بجامة سودانية» ولعلهما على صلة بالسودانيين لأنهما أدركا أن «العَرَّاقي» مثل البجامة، مكانه البيت وليس التجوال خارجه. وقد شعرت بإحراج شديد وأيضاً من كان معي ونحن نرى هذا المنظر المعيب، شاب سوداني يرتدي «عَرَّاقي» في مطار الرياض الدولي. وهناك قصص كثيرة عن بعض السودانيين، الذين لا يهتمون بمظهرهم، ويتسببون بذلك في إحراج لهم ولإخوانهم ، وأذكر منها: عندما كنت أعمل في مؤسسة إعلامية سابقة، وبينما أنا داخل فنائها، فإذا بمديرها وهو من الجنسية العربية يلمح أحد الموظفين السودانيين، فيستدعيه فجأة، ويقول له مستنكراً وبالحرف الواحد «أهتم شويه بمظهرك يا زول».. والله على ما أقوله شهيد. [email protected]