وأنا اسلم الزميل خالد عوض مفاتيح المكتب، تسللت مسرعاً خارج مبنى صحيفة الصحافة ، لم اكن اظن ان وداعي سيكون هكذا (تسللاً) لم استطع اختبار شعور الوداع بين الزملاء ، ذاك عمر أفنيته بهذه الصحيفة متنقلاً من مبنى لآخر ومن شركاء لشركاء آخرين ، مر شريط الذكريات مسرعاً هكذا لا زلت اذكر جيدا يوم أن كنت غافلاً من مكتب القبول بالجامعة ، كان ذلك بعد تاريخ تعييني بثلاثة، حضرت لمباني الصحيفة على ما اذكر كان ذلك قبل اول صدور ل (الصحافة) بعد توقف لعشرات السنين ، وجدت في صالة التحرير رئيس التحرير المقترح آنذاك كمال حسن بخيت يجلس بجواره المحامي كمال الجزولي والاساتذة عبدالله رزق وزين العابدين محمود وبقية الصحافيين وكان الاتفاق حول (التيم) الذي يجب ان يوضع تحت (لوقو) الصحافة ... اذكر ان استاذ كمال حسن بخيت اقترح ان نكتب لاجل السلام او شئ من هذا القبيل... ولم يدر النقاش طويلاً حتى ان استقر الرأي عند كمال الجزولي الذي قال: الرأي عندي ان نكتب : للديمقراطية والسلام والوحدة ... وامن الجميع على حديثه باعتبار ان الثلاث كلمات تمثل قيماً يمكن على هذه المؤسسة (الصحافة) ان تنطلق من عندها ... وقد كان هكذا اريد ان اكون حاضراً هكذا لحظات وامضي حياتي بين ردهات هذه المؤسسة التي اكن لها كل الامتنان والتقدير، شهدت بها معظم الاحداث المفصلية التي شهدها الوطن ..لازلت اذكر جيداً كل اجتماعات التحرير التي كانت تسبق الاحداث الكبيرة يا لهذه السنين.