لم أندهش للرفض المكشوف لتعيين أبناء السيدين والذي قاده الشباب من منسوبي المؤتمر الوطني ومن الإعلاميين الذين تربوا على يد الإنقاذ حتى زميلنا الأستاذ عبد الباقي الظافر بصحيفة التيار الذي سخر من «ود الميرغني» فهو أيضاً قد جاء من رحم الإنقاذ وقد كان من ضحايا المفاصلة الشهيرة.. وإن كان قد خسره المؤتمر الوطني إلا أن الصحافة قد كسبت قلماً جريئاً شجاعاً والظافر كل يوم يأتينا بالجديد.. فتارة في مؤتمر صحافي يحيي د. نافع علي نافع بمخاطبته بسعادة الفريق نافع.. في محاولة للإشارة لتوليه رئاسة جهاز الأمن في بواكير الإنقاذ.. وكان رد الفريق نافع مفحماً للظافر هل يذكره الظافر ويحكي لنا عن هذه الواقعة وتارة في شارع الصحافة يشير لمدير مكتب الرئيس مخاطباً له بالفريق طه.. وصراحة لم نكن نعلم بأن الأستاذ طه فريق بجهاز الأمن إلا من حديث شارع الصحافة. والظافر الذي ترشح بدائرة بحري منافساً للدكتور غازي صلاح الدين بشجاعة وثقة بالنفس لا حدود لها ولم يساوره الشك لحظة بالخسارة أو الجنوح للانسحاب.. وربما هذا ديدن الصحافيين الذين لهم أشواق سياسية أو العكس وإن كنت أرجح الاتجاه الأول. وأنا مع الأستاذ كمال حسن بخيت والذي تجمعنا بجانب الانتماء لقبيلة الصحافة علاقات أسرية وطيدة كحال أهل أم درمان. وربما لعدم لقائنا لشهور طويلة فإن الحديث أخذ عدة مناحي عن الصحافة والأسرة والإعلام وفي يقيني وفي يقين الكثيرين أن كمال حسن بخيت من الصحافيين الشوامخ ومعروف عنه أنه كان من كوادر حزب البعث العربي ورئيس تحرير صحيفة الهدف لسان حال الحزب وكعادة شباب القوميين العرب واليسار العربي الذي شهد ذروة توهجه في الستينات والسبعينات من القرن الماضي تربط كمال بهؤلاء صلات وطيدة وله علاقات متميزة معروفة مع الشاعر الفلسطيني شاعر المقاومة محمود درويش ومع الأديبة الروائية الإعلامية «غادة السمان» حتى إن ابنته الكبرى تحمل اسم «غادة». ويتمتع أيضاً بعلاقات حميمة مع المبدعين السودانيين من أهل الفن والأدب كمحجوب شريف وعثمان حسين ومحمد وردي ومبدعي المسرح الجامعي كشوقي عز الدين وكمال الجزولي. وشهيرة قصة كمال مع أحد قرائه الذين كانوا يتابعون ما يكتب في صحيفة الوطن العربي فقد التقى بأحد مواطني السودان من أصل شرقي كما حسبه هو الذي عرفه بنفسه في مطار روما وأنه من أسرة «بنيامين» بالخرطوم.. والتي تتاجر في مجال الأقمشة وذكر له أنه درس بالكمبوني.. وذكر له أنه يقيم بباريس ويتابع أخبار السودان من صحيفة الوطن العربي التي تصدر في باريس وعندما حان إقلاع طائرة.. صديق رحلة الانتظار بمطار روما أعطاه كرته فإذا بكمال حسن بخيت يفاجأ بأنه كان في حضرة أول سفير إسرائيلي بمصر «موسى ساسون». كمال قال لي إن الظافر كتب إن كمال سيغادر موقعه في رئاسة تحرير الرأي العام الى مستشار لها لظروفه الصحية.. ثم مرة أخرى يشير الى أنه سيغادر الى موقع جديد مستشاراً صحافياً لمؤسسة الرئاسة من داخل القصر كما قال لي وهل يمكن أن يكون مستشار الرئيس شخصياً عليلاً.. وذكر لي أنه أحرج أمام صديقه الأستاذ عباس النور.. والذي قد يظن أن كمال يستغل قرابته للسيد الرئيس! بالتأكيد كل ما يكتب بشارع الصحافة هو فكر الصحافي الشاطر الظافر إلا أن هناك بعض الأخبار يحررها غيره والظافر لم ينكر فقد جاء الى كمال وقال له أنا استقيت هذه المعلومات من مصادر تدعي بالتأكيد أنها تعلم الكثير. وبالمناسبة الظافر له صداقات واسعة وعريضة داخل مؤسسة الرئاسة و أروقة المؤتمر الوطني.. وهكذا هو حال الصحافي المحترف مصادر متعددة تسندها ثقة المصدر. كمال حسن بخيت إعلامي ضخم وصحافي محترم ولا يحتاج لإعلان تميزه واحترافيته من خلال قربته للسيد الرئيس.. وهي لا تضيف له على المستوى المهني.. وإن كنت أرى أن هذا انعكس عليه على مستوى القبيلة فهو متحيز جداً لقبيلة الجعليين.. ولم تفلح انتماءاته الأمدرمانية أو الحزبية في إذابة هذه العصبية. ويبقى كمال حسن بخيت أحد الرموز الصحافية المتميزة وأحد الوجوه الأم درمانية النيرة رغم أنف جذوره الجعلية. وعندما عرف المثقف السوداني والمثقف بالوطن العربي وأهل أم درمان كمال حسن بخيت،، عرفوه ذلك المثقف الرمز الذي يحمل كل ملامح السودان الأفريقي العربي دون إضافة «قريب الحكومة» وليس هو وحده ينتمي لأعلى سلطة معرفية إنسانية وهي أعظم اختراعات القرن ال 19 إلا وهي الصحافة. - شقيق كمال الدكتور معز حسن بخيت عضو دائرة الصحة الاتحادية بالمؤتمر الوطني نرجو أن يستفيد من الكلام المباح لهذا اليوم.. والأيام المقبلات!!