(شباب بابنوسة لا حزبية ولا قبلية لأجل التنمية 100%،هنا منبع البترول وموطن السرطانات! ، صح النوم يا هارون كفاية الضحك على الذقون ،معتصمين معتصمين لا خايفين ولا هاربين ، لا تخدير بعد اليوم من أجل التنمية نتعاون مع الجنون ) كانت تلك وغيرها شعارات رفعها شباب بابنوسة المعتصم بساحة المحلية على مدى ستة أيام متتالية ، فيما فشلت لجنة للمساعي كلفها والى جنوب كردفان أحمد هارون برئاسة مستشار الوالى بشار حمدنا الله فى إثناء الشباب العدول عن قرارهم وفك الإعتصام على مدار ساعتين من المحاورة رغم ما أكدته اللجنة الولائية من ضمانات بأن هنالك مولدا كهربائيا فى طريقه لبابنوسة لحل مشكلة الكهرباء على أن تتواصل تكملة بقية المشروعات التنموية تباعا ، إلا أن الشباب قد حزم أمره سلفا رافضا تجزئة الحلول فنصبوا الخيام وأعدوا الزاد لفترة ثلاثة أيام بدأت بإعتصام (4) ساعات فى يومه الأول و(8) ساعات فى الثاني ثم (24) ساعة فى الثالث إلا أن الإعتصام نفسه تواصل حتى يومه السادس ولازال مستمرا حتى عقب صلاة الجمعة فيما إنضم إلى الإعتصام آخرون من بعض المحليات المجاورة. مراقبون يصفون اعتصام شباب بابنوسة ب(الظاهرة الحضارية) ويقول ل(الصحافة) كل من العمدة عبد الرحمن الدوريك والعمدة حمود أغبيش من الإدارة الأهلية فى بابنوسة مطالب الشباب هى مطالب كل أهل محلية بابنوسة مطالب تنموية مشروعة بطريقة سلمية وزاد أغبيش «الإعتصام تجاوز مرحلة (دق القراف) لواقع عملى» ، فيما دمغ آخرون الإعتصام بأنه يحمل فى طياته عدة رسائل (تنموية ، وتحذيرية وإحترازية ) فى الوقت الذى أبدت فيه جهات سياسية وأمنية إنزعاجها وتخوفها من أن يقود إستمرار الإعتصام لإنفلات أمنى يجر المنطقة لعواقب وخيمة ، ولم يخف معتمد بابنوسة الدكتور ضوالبيت إبراهيم الحاج تخوفه من تسييس الإعتصام من قبل المعارضة التى تتخذ قياداتها من بابنوسة مقرا لها إلا أنه عاد مؤكدا مطالب الشباب تنموية مشروعة وعادلة بطريقة سلمية ويقول نحن على إتصال بهم والأوضاع تحت السيطرة والإنضباط . إلا أن أحد القيادات الشابة ببابنوسة فضل حجب إسمه يقول ل(الصحافة) لم تكن هذه المرة الأولى التى تنتفض فيها بابنوسة فقد إنتفضت من قبل فى مسيرات إحتجاجية مشابهة كان آخرها أبريل الماضى إنتهت بوعود لم يتم تنفيذها ، إلا أن ذات القيادى يؤكد أن ما أفشل جدوى تلك المسيرة أن بعض القيادات السياسية المعارضة وجدت ضالتها كما أعلنت قوات المعارضة دعمها وجاهزيتها وعند رهن إشارة الشباب للتدخل السريع والعاجل ،في الوقت الذى أعلنت فيه السلطات الأمنية أنها ضبطت إتصالات ورسائل لقيادات معارضة شابة تدير العملية فتم وأد المسيرة فى حينها، إلا أن فضل محمد عبيدالله أمين الإتصال التنظيمى للمؤتمر الوطني ببابنوسة يربط الإعتصام بالمشروعات التنموية ومطالب سابقة بعودة ولاية غرب كردفان وأن تكون بابنوسة عاصمة ومقرا لها ويوضح عبيد الله بأن قيادات محليات (أبيى وبابنوسة والدبب والميرم) قد أمنت على أن تصبح بابنوسة عاصمة للولاية . الناطق الرسمى بإسم اللجنة العليا للاعتصام حسن حامد يقول ل(الصحافة) ان مطالبنا تكملة المشروعات التنموية التى توقفت تماما لأكثر من عام منها تنفيذ طريق (بابنوسة - المجلد) بطول (32) كيلو وطريق (بابنوسة - الفولة) بطول 72 لربط بابنوسة بالطريق القومى ، ترقية خدمات مستشفى بابنوسة ،تكملة شبكة المياه ودار الرياضة والمسجد العتيق ومركز الشباب ، توظيف الشباب فى شركات البترول ، ويؤكد حامد أن إنخفاض ساعت تشغيل الكهرباء إلى 25% فقد حركت ساكنا وكانت بمثابة (القشة التى قصمت ظهر البعير)، وينفى حامد بشدة أن تكون للشباب أى إتصالات أو علاقة أو تنسيق بالقوى المعارضة أو عمل تخريبى كما ليس وراء الإعتصام أيادٍ خفية بل بتنظيم كامل من شباب بابنوسة إعتصاما سلميا من أجل الخدمات والتنمية ،مبينا أن للشباب لجنة خاصة لتأمين المرافق الحكومية والسوق بعلم الجهات الأمنية والتنفيذية والسياسية بالمحلية ،مضيفا للشباب (ثلاث ) لجان (خمسية) وهى اللجنة العليا و(13) وهى اللجنة الوسيطة بين القاعدية (الأربعينية) واللجنة العليا. فيما إعترف معتمد بابنوسة بما أورده الشباب مؤكدا بأن مشكلة شبكة المياه الجهود مبذولة لتكملة ماتبقى من الشبكة 15% فضلا عن تأهيل المستشفى عبر منظمة إيكوم ويتوقع أن تشرع الشركة المنفذة فى عملها قريبا ،أما فى شأن الطريق القومى يؤكد المعتمد أن المشكلة تكمن فيما تعرضت إليه شركة آيات من مصادرة لممتكاتها بالجنوب وهى الشركة المنفذة للطريق إلا أن المعتمد يؤكد أنه تم الإتصال بالمركز لتأمين كافة المشروعات التى تعطل تنفيذها ويؤكد بأنها جميعا فى مراحل إجراءات التنفيذ المختلفة ،إلا أن المعتمد يؤكد بأن تدنى ساعات تشغيل الكهرباء (1200) كيلو واط إلى 25% هى المشكلة الأساسية التى فجرت الأزمة بسبب تعطل (2) وابور من جملة (3) والخروج عن العمل نهائيا. مدينة بابنوسة التي تم إنشاؤها عام 1955 مدينة نموذجية إرتبط إسمها وذاع صيتها بإنشاء خط السكة حديد عام 1957 وإمتد حتى واو بالجنوب وأصبحت مقرا لرئاسة الإقليم الغربى لسكك حديد السودان وقد جاء إليها المواطنون من كل حدب عمالا وموظفين فى السكة حديد فأصبحت سودانا مصغرا يجمع فى داخله شتى القبائل (المسيرية، الحمر ،النوبة ،الزغاوة ،الفلاتة ،البرتى،الشايقية ،الجعليين ،الحلفاويين ، الدناقلة ونفر من قبائل السودان الأخرى) وبتكامل حرفة الزراعة والرعى تم إنشاء مصنع ألبان بابنوسة عام 1963 ، يقول عبيد الله ل(الصحافة) ذلك الحراك السكانى جعل من بابنوسة سودانا مصغرا بتركيبة سكانية تمازجت فيها العرقيات والجهويات وترك بصمات واضحة جعلت بابنوسة مدينة حضرية ، وأبان عبيد الله أن مدينة بابنوسة نفسها فيها (16) حيا أشهرها (أبو إسماعيل تيمنا بالشيخ الولى ،الصحافة ، الوحدة والبوستة ويطلق عليه حى السوق) ، ويضيف معتمد بابنوسة الدكتور ضوالبيت إبراهيم الحاج المحلية تتميز بموقعها الجغرافى وإدارياتها الثلاث (بابنوسة ،التبون ، القنطور) وتقع فى الركن الشمالى لدار المسيرية ويحدها شمالا دار حمر وجنوبا (32) المجلد والميرم وشرقا (72) الفولة وغربا وجنوب غرب ولاية شرق دارفور ويسكنها أكثر من (70) ألف نسمة وتوجد بها (27) مدرسة أساس ،و(3) مدرسة ثانوى للبنين ومثلهم للبنات و(ثلاث) كليات لجامعة السلام (الإقتصاد وتنمية المجتمع ،العلوم الإدارية ،المحاسبة ) فضلا عن رئاسة الفرقة (22) مشاة. ولكن رغم الجهود التي تبذلها حكومة الولاية للمحاولة في تهدئة فوران الشباب الا أن الاعتصامات لا زالت متواصلة حتى نهاية يوم امس، ويقول المعتمد ل(الصحافة) إن اللجنة لم تفشل ولازالت تواصل جهودها و قد أكدت وصول وابور للكهرباء من كادقلى بطاقة (1000) كيلوواط اليوم أو غدا فيما وصل مهندسو وفنيو التركيب بابنوسة ويتوقع وصول وابورا آخر من الخرطوم بطاقة (1200) كيلو واط خلال إسبوع لتأمين مشكلة الكهرباء نهائيا ، فيما يتوقع وصول وزراء المالية والتخطيط العمرانى والصحة والموارد المائية والإعلام بالولاية مدينة بابنوسة اليوم ، وفى الأثناء وصل بابنوسة كذلك شركة خاصة بصيانة المستشفى وكذلك تم شحن المواد الخاصة بتكملة شبكة المياه.