أعلن البيت الأبيض الامريكي امس الاول « الاثنين» تنحي الدبلوماسي الأمريكي برنستون ليمان من منصبه كمبعوث خاص للرئيس باراك أوباما للسودان وجنوب السودان بنهاية العام، بينما اعتبرت الخرطوم ان هذه الخطوة تأتي في اطار تحركات الرئيس الامريكي في تجديد دماء اداراته في الولاية الرئاسية الثانية . من جهته قطع ليمان، بأن واشنطن «لن تطبع العلاقات مع الخرطوم في الوقت الحالي»، مبيناً ان العقوبات علي السودان جاءت علي خلفية أزمة دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، «ولم يحدث تغيير»،كما اعلن عدم مشاركة بلاده في مؤتمر المانحين لمساعدة الحكومة السودانية إقتصادياً، قائلاً ان «الخرطوم لم تفِ بالتزاماتها»، وعبر ليمان الذي كان يتحدث في ندوة أمس الاول بمعهد حقوق الإنسان بجامعة كولمبيا الأمريكية، عن قلقه من وضع إتفاق أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان، مؤكداً أن الإتفاق يعتبر المخرج الوحيد الذي يجعل الشعبين يعيشان في سلام في ظل تبادل المنافع ، مشيراً الى وجود»أزمة ثقة كبيرة» بين الطرفين، وناشد الأطراف بالتحلي بالإرادة السياسية لتنفيذ الإتفاق وعدم الدخول في حرب جديدة. وأشار إلي أن تفكير إدارته منصب علي عدم عودة الحرب بين السودانين، وقال إن الأوضاع في شمال السودان تهم الإدارة الأمريكية، ورأى ان الازمة في السودان تتجلي في «قضية الحكم «،داعياً لأن تكون الحكومة شاملة وذات قاعدة عريضة، وأن تكون كل اقاليم السودان ممثلة في الحكومة، مؤكداً انه»ليس هناك مخرج إلا بإصلاح مسألة الحكم»، وقطع بأن واشنطن لن تدعم مساعي تأجيل قضية محكمة الجنايات الدولية بحق رئيس الجمهورية لمدة عام،وفق المادة (16) من النظام الاساسي، عبر إستخدام نفوذها في مجلس الأمن الدولي، مشددا علي وقوف بلاده مع المحاسبة. ووصف الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق ب»المأساوية»، موضحاً ان «الحكومة لم تف بإلتزاماتها في إيصال الإغاثة للمنطقتين، متعهداً بعمل المستحيل لإيصالها للمتضررين. وأعلن أن بلاده لن تذهب لمؤتمر المانحين لمساعدة الحكومة السودانية إقتصادياً، وقال ان «الخرطوم لم تفِ بالتزاماتها»، وأعرب عن تحفظ إدارته علي أداء قوات يوناميد في دارفور، مؤكداً في الوقت ذاته أن خروجها من الإقليم سيجعل الوضع أسوأ مما هو عليه الآن. ووصف أوضاع حقوق الإنسان في السودان بأنها «غير مقبولة»، وزاد: «لن نطبع العلاقات مع الخرطوم في ظل هذا الوضع»، وتابع: «العقوبات علي السودان جاءت علي خلفية أزمة دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ويجب التغيير»،وأكد علي دعم حكومته للتغيير والإصلاح الحقيقي الذي يعالج أزمة الحكم، وأن بلاده لا ترغب في أن يؤدي ذلك إلي حرب أهلية أو تفكيك السودان، وشدد علي أهمية مشاركة جميع الأطراف في التغيير. وأضاف: «قوي الإجماع الوطني والجبهة الثورية يجب أن يكون لديهما منبر قومي للإجابة علي كيفية حكم السودان». إلى ذلك أعلن البيت الأبيض الامريكي امس الاول « الاثنين» تنحي الدبلوماسي الأمريكي برنستون ليمان من منصبه كمبعوث خاص للرئيس باراك أوباما للسودان وجنوب السودان، بينما اعتبرت الخرطوم ان هذه الخطوة تأتي في اطار تحركات الرئيس الامريكي في تجديد دماء اداراته في الولاية الرئاسية الثانية . ولم تذكر حكومة أوباما على الفور تفسيرا لتنحي ليمان البالغ من العمر 77 عاما، والذي عين في هذا المنصب في مارس عام 2011م خلفا للمبعوث السابق سكوت غرايشن، لكنّ مصدراً في البيت الابيض قال انه لم يعرف بعد ان كان سيتم تعيين خلف لبرنستون، موضحا ان رحيله عملية طبيعية في مرحلة انتقالية بين ولايتين رئاسيتين. واعتبر الرئيس الاميركي في بيان له ان ليمان ادي عملا رائعا بمساعدته لجنوب السودان في الانفصال، وقال «لقد أدَّى برنستون عملا رائعا في المساعدة على تحقيق استقلال جنوب السودان والعمل من أجل الرؤية الدولية للسودان وجنوب السودان يعيشان جنبا الى جنب في سلام «وأضاف «وأصبح لدى شعبي السودان وجنوب السودان اللذين عانا كثيرا الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا بفضل جهود برنستون لحث الجانبين على إعلاء مصالح شعبيهما.» وقالت الحكومة في تعليقها علي استقالة ليمان ،ان الامر يخص الادارة الامريكية ويأتي في اطار تحركات اوباما في تغيير اداراته خلال الفترة الرئاسية الثانية ووصف وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان ادوار ليمان بالايجابية في مرحلتي التفاوض وفترة مابعد الانفصال، لكنه عاد ،وقال انه لعب ادوارا متفاوتة بعضها حيوي وبعضها لم يحدث فيه اختراق كبير ،وعزا الوكيل ذلك الى ان ليمان ظل محكوماً بسياسة الولاياتالمتحدة تجاه السودان والتي كلما تراجعت تراجع دوره معها،واكد الوكيل ان السياسة الامريكية تجاه السودان لم تبرح مكانها، وان الخرطوم في انتظار الادارة المرتقبة وسياستها الجديدة. وكان ليمان قد ترأس في الماضي الفريق الأمريكي الذي تابع مفاوضات نيفاشا قبل توقيع اتفاق السلام في السودان عام 2005، وعمل أيضا من قبل نائبا لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية وسفيرا للولايات المتحدة في نيجيريا وجنوب افريقيا ومساعدا لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية.