قالت وزارة الخارجية على لسان السفير العبيد أحمد مروّح الناطق الرسمي أمس، إنّ إعفاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمبعوثه الخاص في السودان برنستون ليمان شأن يخص الإدارة الأمريكية وحدها. وفي الأثناء امتدحت مصادر مطلعة، مواقف ليمان بشأن قضايا السلام في السودان. وقالت ل (الرأي العام)، إن ليمان لعب دوراً إيجابياً في اتفاق التعاون المشترك الذي وقع بين السودان وجوبا، وإنه أسهم بفاعلية في الوصول للاتفاق. واعتبرت أن الإعفاء يأتي في إطار التغييرات التي وعد بها الرئيس أوباما ويترقبها العالم في فترته الرئاسية الجديدة. ولم تستبعد المصادر أن يأتي ليمان خلال الفترة المقبلة للسودان في إطار مهمة طوعية لطرح أفكار ورؤى من شأنها مساعدة الطرفين على حلحلة ما تبقى من قضايا خلاف في تنفيذ بنود اتفاق التعاون المشترك مع الجنوب. وكان البيت الأبيض، اعلن أن السفير برنستون ليمان المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في السودان وجنوب السودان، سيتنحى عن منصبه كمبعوث خاص للرئيس باراك أوباما إلى البلدين. وقال الرئيس أوباما في بيان حسب (رويترز) أمس: لقد أدَّى برنستون عملاً رائعاً في المساعدة على تحقيق وعد استقلال جنوب السودان والعمل من أجل الرؤية الدولية للسودان وجنوب السودان يعيشان جنباً الى جنب في سلام. وأضاف: أصبح لدى شعبي السودان وجنوب السودان الذين عانوا كثيراً الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً بفضل جهود برنستون لحث الجانبين على إعلاء مصالح شعبيهما. وكان ليمان وصف أوضاع حقوق الإنسان في السودان بأنها غير مقبولة، وقال: لن نطبع العلاقات مع الخرطوم في ظل هذا الوضع، وأضاف: العقوبات على السودان جاءت على خلفية أزمة دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ويجب التغيير. وأكد ليمان خلال ندوة بمعهد حقوق الإنسان بجامعة كولمبيا الأمريكية أمس، دعم حكومته للتغيير والإصلاح الحقيقي الذي يعالج أزمة الحكم، وأن بلاده لا ترغب في أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية أو تفكيك السودان، وشدد على أهمية مشاركة جميع الأطراف في التغيير. وأضاف: قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية يجب أن يكون لديهما منبر قومي للإجابة على كيفية حكم السودان. وأكد ليمان أن حكومته لن تدعم تأجيل أمر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس عمر البشير لمدة عام عبر استخدام نفوذها في مجلس الأمن الدولي، وشدد على وقوف بلاده مع المحاسبة. وعبر ليمان عن قلقه لوضع اتفاق أديس أبابا بين السودانيْن، وأكد أن الاتفاق يعتبر المخرج الوحيد الذي يجعل الشعبين يعيشان في سلام في ظل تبادل المنافع، وقال: حينما ذهبت إلى الخرطوم وجوبا أكد لي قادة الطرفين التزامهم باتفاق أديس أبابا، ونوه لما وصفه ب (أزمة ثقة كبيرة) بين الطرفين، وناشد الأطراف التحلي بالإرادة السياسية لتنفيذ الاتفاق، وتابع: شعبا البلدين عانيا بما فيه الكفاية ويجب عدم الدخول في حرب جديدة. وأشاد ليمان بدور الإتحاد الأفريقي، وتمنى أن تتوصل الأطراف إلى حل لمعضلة أبيي. وأشار إلى أن تفكير إدارته منصب على عدم عودة الحرب بين السودانيْن، لكنه عاد ليؤكد أن الأوضاع في شمال السودان تهم الإدارة الأمريكية، وقال: قضية الحكم في السودان تتجلى في عمق أزمة الحكم، ويجب أن تكون الحكومة شاملة وذات قاعدة عريضة، ويجب أن تكون كل أقاليمه وشعوبه ممثلة في الحكومة، ليس هناك مخرج للسودان إلا بإصلاح مسألة الحكم. ووصف ليمان الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالمأساوية، وقال: الحكومة لم تف بالتزاماتها بإيصال الإغاثة للمنطقتين وسوف نفعل المستحيل لإيصال الإغاثة للمتضررين، وأكد ليمان أن الأولوية الآن هي إيقاف الحرب في المنطقتين، وأعرب عن قلقه من الموسم الصيفي حيث بدأت الحكومة بالفعل حملتها الصيفية في المنطقتين - على حد تعبيره -. وفيما يتعلق بالوضع في دارفور، وصف الحالة بالمأساوية، وأشار لازدياد حالات العنف، والانتهاكات كبيرة في ظل عدم تنفيذ اتفاق الدوحة للسلام - حد قوله -. وكشف أن حكومة بلاده لن تذهب لمؤتمر المانحين لمساعدة الحكومة السودانية اقتصادياً، وقال: الحكومة لم تف بالتزاماتها، وأعرب عن تحفظ إدارته على أداء قوات (يونميد) في دارفور، وأكد في الوقت ذاته أن خروجها من الإقليم سيجعل الوضع أسوأ مما هو عليه الآن.