قبل أيام شهدت الشكينيبة حدثاً جامعاً تمثل في احتشاد عدد كبير من شيوخ الطريقة القادرية المكاشفية يترأسهم خليفة السجادة المكاشفية الشيخ الفاتح الشيخ عبدالباقي وكانت المناسبة إحياء ذكرى إنتقال الشيخ الصادق الشيخ عمر الشيخ عبدالباقي المكاشفي وبما ان الشكينيبة تعتبر من المناطق المهمة في ولاية الجزيرة فقد انتدبت حكومة الولاية معتمد محلية المناقل ابراهيم الحسن عبدالله ليشهد الاحتفال نيابةً عنها يرافقه الخبير الزراعي لهضبة المناقل معاوية البصري الشيخ مالك وعدد من الموظفين . كانت المناسبة طيبة كشفت للجميع عمق الروح الصوفية التي يتمتع بها السادة المكاشفية فقد حرص على الحضور الشيخ موسى الشيخ النيل احد احفاد المكاشفي ومن كبار قضاة محكمة الإستئناف بولاية الجزيرة وهو من اسرة شيخ النيل ابن الخليفة عمر اول خلفاء الطريقة بعد المكاشفي وهي الاسرة التي كانت الاقرب الى الخواجة عبدالقادر ذلك الرجل المتصوف الشهير وبحسب إفادات الشيخ محمد النيل فإن الخواجة عبدالقادر بعد ان اسلم وحسن اسلامه اصبح من الذاكرين المشهود لهم بطول التعبد والتحميد فقد كان يقدم سنوياً من جمهورية مصر العربية لقضاء فترة شهر بتلك المناطق ذات العبق الصوفي والاجواء الروحانية . والشكينيبة تضم اكبر خلاوي تحفيظ القرآن بالمنطقة وقد اهتمت بها الدولة مؤخراً ولكن ماتزال هنالك الكثير من الامور العالقة كما يقول الشيخ فاروق فالطريق الرابط بينها ومدينة المناقل يحتاج الى سفلتة وصيانة كما تحتاج المنطقة الى شفخانة او مستشفى ريفي متكامل المعدات والاحتياجات ويحتاج المسيد الى المزيد من المال لاكمال التوسعة والزيادات الخاصة بالمسجد وباحته ورغم ان الحكومة وعدت بتقديم الخدمات للمنطقة الا ان المسألة ماتزال وعوداً في وعود ومن المهم ان تتحول هذه الوعود الى حقيقة معاشة حتى لا يوصف البعض بالكذب واطلاق التصريحات في الهواء . اما هضبة المناقل المشار اليها فهي مشروع واعد يضم مساحة ثلاثمائة الف فدان يستفيد منه اكثر من مائة وخمسين الف نسمة كما يقول الخبير الزراعي معاوية البصري وبحسب الاعدادات الجارية فإن مشروع الهضبة شارف على إكمال ترتيبات تحويل ملكية الاراضي الزراعية ( التبروء ) وسيبدأ العمل الفعلي في المشروع مع بداية العام الجديد وهو امر يبشر بخير كبير ووافر على الدولة ان تدفع به على وجه السرعة ليصبح واقعاً معاشاً ويغير حياة السكان البسطاء في تلك المناطق الريفية . وبالعودة الى الشكينيبة ودورها الرائد في تدريس القرآن الكريم فقد اشتكى الشيخ فاروق من إهمال الدولة لهذه المنطقة ونوه الى حجم اتباع الطريقة القادرية المكاشفية وتأثيرهم الكبير على مجمل الانشطة الاجتماعية والسياسية في ولاية الجزيرة وغيرها من الولايات وعدد فاروق حجم الزوايا المكاشفية المنتشرة في جميع انحاء السودان بل وفي خارج السودان في السعودية والخليج ومصر واوربا وامريكا وغيرها من البلدان وتساءل فاروق هل يستخف السياسيون بالطريقة واتباعها ؟ ثم رد على تساؤله بالقول ( فليمسكوا الخشب ) . ان الحكومة الاتحادية التي قالت انها تهتم بخلاوي القرآن والمشائخ والانشطة التعليمية المتعلقة بنشر روح التدين مطالبة بالصدق في الاقوال مع مشائخ الطرق الصوفية واذا كانت حكومة ولاية الجزيرة التي يترأسها البروفيسور الزبير بشير طه تدرك اهمية خلاوي القرآن وضرورة الاهتمام بالمشائخ وأهل القرآن فإن الشكينيبة حاضرة السادة المكاشفية تقف شاهدة على إهمال اهل السلطان لها وربما كان هذا الامر معروفاً سلفاً لاصحاب القرآن ولكن ومع ذلك هنالك العديد من المشائخ ما يزالون يصدقون ان الحكومة الحالية حكومة اسلامية تعمل من اجل الاسلام والمسلمين واهل القرآن وعموم الدعاة المبلغين .