الاسبوع الماضي اقام المجلس القومي لرعاية الطفولة وصندوق الاممالمتحدة للسكان وبالتعاون مع مجلس الدعوة ولاية الخرطوم اقاموا دورة تدريبية بقاعة مجلس الدعوة استهدفت الداعيات بمراكز تحفيظ القرآن الكريم بهدف تعريفهن بدورهن في مكافحة ختان الاناث، وتم توزيع كتيبات واوراق طبعت على نفقة اليونسيف تنادي بمحاربة ختان الإناث وتدعو الى ترك الفتيات بلا ختان وتطالب المختونات بفك الختان حتى وإن كن متزوجات طلباً للطهارة كما قدم الشيخ محمد هاشم الحكيم محاضرة وورقة في هذا الخصوص تشرح مقاصد الشريعة الاسلامية من زاوية انها اي المقاصد نوعان معان حقيقية ومعان عرفية ويشترط في كليهما الظهور الثابت حيث ان الشريعة لا تراعي الاوهام والتخيلات بل تأمر بنبذها والاوهام غير صالحة لان تكون مقاصد شرعية . الشاهد في مسألة الختان هذه ان هنالك خلافات جوهرية بين من يحاربونه جميعاً فرعوني وسني ومن يطالبون بتوخي الدقة والحذر والتفريق بين الختان الفرعوني الممقوت والختان السني المطلوب والمشار اليه في النص السني الشهير ( إذا التقى الختانان وجب الغسل ) ولذلك احجم الاخ سعد احمد سعد عضو هيئة علماء السودان واحد المنافحين والمدافعين عن الختان السني احجم عن المشاركة في الدورة التدريبية المذكورة حينما تبين له انها موجهة نحو مقاصد بعينها وان رعاتها يريدون محاربة كافة انواع الختان ويعتبرونه إضراراً بصحة المرأة إستناداً الى فتوى الشيخ يوسف القرضاوي المستندة بدورها الى إفادات اطباء مأمونين بحسب وصف القرضاوي في رسالته للمؤتمرين في مؤتمر اديس ابابا المنعقد في الفترة من يوم 15 الى 16 ابريل 2009 م حيث قال بعد ان اشار الى انه ينضم للذين يقولون ليس هنالك مبرر لاستمرار هذه العادة واضاف ( انا افتي بمنع هذه العادة حرصاً على سلامة المسلمة الفتاة المسلمة الطفلة المسلمة ومنعاً لها من اي اذى وقد جاء الاسلام بمنع الضرر والضرار ) . ويقول سعد احمد سعد ان مجمع الفقه الاسلامي السوداني اصدر فتوى واضحة في هذا الخصوص ونبه الى ما يحاك ضد المرأة المسلمة تحت ستار الختان دون تفريق بين الفرعوني والسني وأضاف سعد ان السيد رئيس الجمهورية تسلم نص فتوى المجمع وهي فتوى ملزمة ولكن يبدو ان هنالك تياراً يريد تلبيس الامور على الحاكم وتنفيذ برنامج وكالات الاممالمتحدة الرامي الى الاستخفاف بحقيقة الختان السني مقابل دعم مشاريع مكافحة ومحاربة ومنافحة ختان الإناث للدرجة التي تجعل بعض متأخرة العلماء يعمد الى المغالطة بأن نص ( اذا التقى الختانان ) لا يشير الى وجوب الختان السني ولا يفهم منه إقراره ، ويضيف سعد ان السيد رئيس الجمهورية حينما تسلم الفتوى رفض إجازة قانون تمت صياغته يدعو لتجريم الختان ومحاكمة ومقاضاة الآباء الذين يقدمون على ختان بناتهم ومن الواضح ان التيار المساير لبرنامج اليونسيف يريد هذه المرة إستمالة الرئيس للتوقيع على القانون من منطلق كون الرئيس هو رئيس مجلس امناء المجلس القومي لرعاية الطفولة . وبالعودة الى أجواء الدورة التدريبية المشار اليها فقد تحدثت الحاضرات عن هموم ومشاكل قضية الختان واشتكى بعضهن من ان المجتمع السوداني ما يزال أسيراً لعادات ضاربة بجذورها في التاريخ ويستخدم مفردات جارحة للمرأة غير المختونة ويطلق عليها ( الغلفاء )، الامر الذي يجعل من محاربة الختان ضرباً من الوهم ، واعترفت بعض الدارسات ان الختان الفرعوني يجب ان يحارب لانه يتسبب فعلاً في الإضرار بالمرأة ويعرض حياتها للخطر ويجعل بعضهن يكره المعاشرة الزوجية تماماً الا ان بعض الحاضرات حكت عن إبداء بعض الرجال رغبتهم في الزواج من إناث غير مختونات بيد ان بعض الحاضرات ايضاً أشرن الى ان كثيراً من الرجال يرفض الزواج من غير المختونات . ان قضية الختان ستظل مفتوحة طالما اختلف العلماء حولها حتى يتبين للناس في نهاية المطاف هل الختان من الشرع أم لا وهل محاربة الختان الفرعوني تستوجب محاربة الختان السني ايضاً وهل صحيح ان سبب وفيات الامهات يعود الى الختان وان العالم الاسلامي معرض للانقراض بسبب ختان الاناث ام ان المسألة أكبر من ذلك بكثير ؟ .