آخر من يعلم..! قبل حفل طيور الجنة بيوم دعاني الاستاذ حسن البطري المدير العام لجريدة الصحافة الى مكتبه، وطلب مني اعادة كلام قلته لبعض اصدقائه الذين طالبوه بالبحث عن تذاكر لاطفالهم لحفل طيور الجنة قلت لهم: يقيني ان الحفل سيحدث فيه خلل امني واكبر دليل على ذلك اختفاء التذاكر من السوق.. واضفت ان ثمة تدافع يمكن ان يحدث واخشى على اطفالنا من الفوضى والزحام ونصحتهم بعدم البحث عن تذاكر..! وجدت ما كتبته من سيناريو عن الحفل قد حدث وهذا لأني نظرت الى ما وراء الحفل وفهمت ووعيت ان ما بني على خطأ سيقود الى مزيد من الاخطاء... فهذه الشركة المزعومة منظمة حفل طيور الجنة ادارت ظهرها عن الصحافة وظنت ان هذه هي الطريقة المثلى للنجاح ولم تفهم ان الصحافة (سماعة طبيب).. والتعبير بين القوسين لصديقنا هيثم كابو وبعد ان وقع الفاس في الرأس استنجدت الشركة بالصحافة لتوضح وتبرر وشخصيا كنت قد وقعت في حرج بالغ وعشرات الاصدقاء يتصلون بي ويسألوني عن هذا الحفل والجهة المنظمة وكنت اقول لهم (انني آخر من يعلم)..! وفعلا كنت صادقا في قولي فهذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها بهذه الشركة، ولم اكن افهم شيئا عن الحفل والذي تم التحضير له بطريقة (سرية) ثم اشهر الى العلن بواسطة الاعلانات فقط!! وهذه من عبقريات الحياة في السودان فسبق ان نظمت شركة نظافة حفل لأشهر الفنانين العرب وشركة اخرى استجلبت هاني شاكر وشيرين ومحمد منير لحفلات بدعوى دعم دارفور ثم اختفت الشركة واختفت معها الفلوس..!!! ولكن من يمسح دموع الاطفال التي لم تجف ومن يعوض الاسر قلقها وتعبها..؟! فوضى الاحتفال عكست حالة فراغ كبير في المشهد الثقافي تتحمله وزارة الثقافة بولاية الخرطوم الغائبة عن المشهد الثقافي، والتي ما زالت نائمة (نوم العوافي)! والحفل وآثاره عكس غياب الترفيه في مدينة الخرطوم التي تحولت الى مدينة حزينة (الخرطوم يا بسمة الحزن)!.. ومن حق اطفالنا علينا ان نروح عنهم ساعة بعد ساعة ولكنها الخرطوم تحولت الى عمارات وغابات من الاسمنت بلا خضرة ولا مياه ولا كلمات ولا اغاني..! لا يا أبو الجعافر...!! لا اهتم بالرد على من يعلق علي مقالاتي ليس ترفعا ولكن لأنني افهم ان رأيي صواب يحتمل الخطأ (ونصف رأيك عند اخيك)!! ولكن استميح القراء في توضيح بعض النقاط للاستاذ جعفر عباس الكاتب الصحفي الكبير الذي تفضل امس في صحيفة (حكايات) بالرد على مقالي الذي انتقدت فيه المهرجان النوبي، وسبب ردي ان الاستاذ جعفر التبست عليه بعض الحقائق ويجب ان اوضحها له ويبدو ان عزيزنا ابو الجعافر فهم انني ضد الثقافة النوبية وهذا ليس صحيحا لأنني شخصيا جزء من هذه الثقافة واصولي تنحدر من جزيرة لبب بشمال السودان، رغم انني ولدت وعشت في مدينة امدرمان وجدي المباشر الراحل ساتي محمد شرفي هو من جزيرة لبب، وقد توفي بالمدينةالمنورة وتم دفنه بالبقيع. رحمه الله، واسم ساتي بالنوبية يعني الشيخ.. واتفق مع الاستاذ جعفر عباس حتى لا افسد عليه فرحته وهو يقول (كتب الزميل الاستاذ طارق شريف (على مسؤوليته) في جريدة الصحافة يوم الاثنين كلاما افسد علي ذكرى ساعات من اجمل ساعات العمر قضيتها نشوان طربا في حضرة عمالقة الفن الغنائي والشعر النوبي... في مدرسة (كيكس) بالخرطوم، ويضيف وانصافا للزميل طارق فإنه لم يتعمد عكننتي بل كان هو متعكننا بسبب قيام المهرجان النوبي وعد ذلك ضربا من فرز الكيمان من منطلقات عرقية.. اتفق معه في ان هناك حضارة واحدة ذات عراقة وتاريخ وهي الحضارة النوبية،واظن انني ولمعطيات كثيرة من بينها انني انتمي لهذه الحضارة لا اقف ضدها ولكني اقف بشدة ضد محاولات العنصرية لأنها ليست من الاسلام في شيء وليست من الحضارة في شيء و هي التي جعلت هذا الوطن الجريح يتراجع .. انا من انصار القومية والسودانية و افتخر بأنني (سوداني)، وحتى عندما كتبت كتابي (ام درمان متحف الاصالة) قلت انني انظر لمدينة ام درمان باعتبارها رمزا لكل اهل السودن وليس دعوة عشائرية، وحرصت على ايراد التنوع الإثني في المدينة ولهذا اجد نفسي وبلا مقدمات اقف ضد هذه الافكار... العنصرية الرجعية مثل المهرجان النوبي، وكنت سأقف مع المهرجان النوبي لو انه قدم لنا الثقافة النوبية في اطار سوداني ولكن المهرجان واضح ان فكرته عنصرية وارجو من الاستاذ جعفر ان يرجع لحديث الدكتور راشد دياب الاثنين الماضي الذي اكد فيه عنصرية هذا المهرجان وقال ان الدعوات وجهت للنوبيين فقط...!!! ان النخبة المثقفة واحسب ان الدكتور جعفر عباس جزء من هذه النخبة عليها دور كبير في الوعي والتنوير ونبذ العنصرية التي ضيعت السودان، وجعلي ودنقلاوي وشايقي ايه فايداني يكفي النيل ابونا والجنس سوداني كما قال العبادي...! وجوه حسناً فعلت قناة النيل الأزرق بتجديد أوردة البرامج بدماء جديدة ومن وجهة نظري أن القناة الناجحة هي التي تختار الشخص المناسب في البرنامج المناسب وتوظف المذيعين ومقدمي البرامج وهذا ما تنجح فيه قناة النيل الأزرق هذه القناة التي لا أتردد في أن أمنحها صوتي لأنها تؤكد لنا أنه ليس بالمال وحده تصنع الفضائية الناجحة. فكل هذا الابداع يخرج لنا من النيل الأزرق باستديو صغير وكاميرتين وميزانية محدودة. ولكن الشباب يصنعون الابداع. قدمت لنا قناة النيل الأزرق الاعلامي والباحث مصعب الشاب في لوك جديد مقدماً لبرنامج أغنيات من البرامج فتفوق الصاوي على نفسه وقدم البرنامج على طريقة السهل الممتنع مسنوداً بحس صحفي عالي وذاكرة توثيقية فتوغرافية فكان الصاوي قيمة مضافة للقناة وهو الذي ظل يتحف القناة بأكثر من مبادرة... وتابعت المذيعة شهد المهندس فصفقت لهذا الحضور العالي والتطور المستمر وفهمت أن القناة لها حسها الاعلامي الذي لا يجاري في الاختيار. النيل الأزرق بمستواها البرامجي المتميز ومشاهدتها العالية وميزانيتها المحدودة يجب أن تلتفت لها الدولة وتتعهدها بالدعم والرعاية فهذه القناة تقدم لنا ابداعاً كامل الدسم ويمكن أن تتطور التجربة أكثر وأكثر ألفت نظر ادارة القناة بضرورة فتح الأبواب مرة أخرى للمبدعين وأنا من أنصار قيام معاينات جديدة لمذيعين جدد لأن التجديد المستمر يفتح أبواب المنافسة على مصراعيها. النيل الأزرق وتجربتها الشبابية المتطورة تمثل لنا (بارقة أمل) في تحقيق نجاحات في الفضاء السوداني في عالم السماوات المفتوحة والتنافس الفضائي المحموم... شكراً ادارة قناة النيل الأزرق على الاضافة النوعية مصعب الصاوي وشهد المهندس التي تأخرت كثيراً في أن أقدم رأيي حولها حتى تثبت اقدامها وهذه المرة قررت أن أقول لها (أحسنت) وأنا أشد على أيدي صديقنا مصعب الصاوي المبدع الخلاق. ما بين أميرة وعلي محمود! الذي يجمع بين وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي الأستاذة أميرة الفاضل والأستاذ علي محمود وزير المالية أن الأولى تقود وزارة تتصل بالمجتمع وحاجيات الناس في بلد يرتفع فيها خط الفقر والثاني يقود وزارة تمسك بملفات المال في بلاد تشح فيها الموارد وتكثر فيها الأزمات السياسية! وفي وضع مثل ذلك طبيعي جداً أن يثور الوزير وتكسر الوزيرة أواني الزهر والمرايا فنحن نتعامل مع بشر وليس جمادات. الأخت الكريمة أميرة الفاضل تريد أن تفي بوعدها للأسر الفقيرة وتسلمهم الدعم الشهري ونشهد لها انها منذ أن أمسكت بملف الرعاية الاجتماعية من ولاية الخرطوم إلى الوزارة الاتحادية ظلت تحرص على تقديم أقصى طاقتها لخدمة الناس.. ورغم المعوقات انجزت أميرة هنا وهناك وهي تقدم عنوانا مشرقا للمرأة السودانية في التزامها الوطني وحرصها على اتقان عملها. والأخ الكريم علي محمود له انجازاته وكسبه الوطني وصبره على عسر الحال وكما قال أستاذنا عادل الباز ان من حظ علي محمود العاثر أن تولي وزارة المالية في هذا الظرف الصعب. الآن بعد أن هدأت الخواطر أرجو أن يتدخل الكبار في المؤتمر الوطني لاحتواء هذا الخلاف بين أخت كريمة وأخ كريم داخل البيت الوطني لأن البلد الفيها مكفيها وما ناقصة مشاكل وأفهم أن الأخ علي محمود والأخت أميرة الفاضل من أجل المصلحة الوطنية العامة سيتنازلان وأفهم أنهما ليس طالبي انتصارات شخصية فالوطن همهما والوطن يجمعنا جميعاً.