٭ أخلص مما اوردت بالامس من معنى (قبطي) الى حقيقة علمية تاريخية وهى ان (قبطي) معناها مصري ولكن شاع الخطأ بين الناس وكم من خطأ شائع يظنه الناس صواباً واصبحنا نعني بكلمة قبطي المسيحي المصري. ٭ نعود الآن الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً). ٭ إن نبينا الكريم يوصينا بأهل مصر لماذا؟ لأن لهم ذمة أى لهم عهد فطبقاً للشريعة الاسلامية لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهو لب الشريعة الاسلامية كما ان لهم رحماً والرحم ذو شقين قديم موغل في القدم يرجع الى عصر ابراهيم عليه السلام ذلك النبي الكريم ابو الانبياء.. الذي زار مصر ثم خرج وبصحبته فتاة مصرية حسناء هى (هاجر) ام والده اسماعيل عليه السلام واسماعيل هو الجد الاعلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ٭ أما الشق الثاني فيرجع الى عصر الرسول الكريم حينما أهداه (المقوقس) عظيم (الضبط) فتاة مصرية حسناء هى (مارية) التي انجبت للنبي عليه الصلاة والسلام ولده ابراهيم الذي كان قرة عينه. ٭ خلاصة القول ان العلاقة بين الاسلام والاقباط اعني المصريين وثيقة قامت على المحبة والمصاهرة والذمة والعدل والتسامح والرحمة وقد ظهر ذلك كله منذ اليوم الاول لدخول القائد الاسلامي الكبير عمرو بن العاص ارض مصر المباركة. ٭ من سخرية الاقدار ان مصر عند الفتح الاسلامي كان يحتلها الرومان المسيحيون ولكن كان مذهبهم يختلف عن مذهب الكنيسة المصرية، لقد كانت الكنيسة القبطية ارثوذكسية أى تتبع الطريق القديم أما الكنيسة الرومانية فكانت تتبع المذهب الكاثوليكي وبالرغم من ان الرومان المحتلين والقبط أصحاب البلاد الشرعيين يعتنقون ديناً واحداً هو الدين المسيحي إلا أن اختلاف المذهبين ادى الى اضطهاد كبير وقع على الاقباط فاعتقل الرهبان والقساوسة الاقباط ومنعوا من ممارسة شعائرهم الدينية ولهذا نجد الاقباط وعلى رأسهم رجال الدين وعلى رأس هؤلاء البطريرك بنيامين قد ساعدوا العرب الفاتحين في الاستيلاء على مصر وضرب الرومان الطغاة وطردهم من البلاد ،مما دعا بعض المؤرخين الى القول بأن البطل الثاني في فتح مصر بعد عمرو بن العاص هو البطريرك بنيامين وهذا يدل على مقدار المعاونة الصادقة الفعالة التي قدمها هذا البطريرك العظيم ومن ورائه الاقباط للجيش المسلم القادم من وراء البحار. ٭ ولما رأى الاقباط واعني المصريين سماحة الاسلام وعدله أقبل كثير منهم على إعتناق الدين الاسلامي وظل آخرون على دينهم معتصمين بالقانون الاسلامي (لا إكراه في الدين) لكم دينكم ولي دين. ٭ويحضرنا في هذا المقام كلمة للسيد المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى امه السلام فعندما جاءت مريم الى مصر هاربة بوليدها العظيم من ظلم الرومان ومؤامرات اليهود وجدت الامن والطمأنينة والمحبة.. ولم لا ومصر ارض الخير والبركة والعلم والنور منذ قديم الزمان.. هنا قال عيسى عليه السلام كلمته المشهورة وهى احدى آيات الانجيل المقدس قال (مبارك انت يا شعب مصر.. أيها المصريون تلك كلمة نبي كريم.. تلك كلمة رسول المسيحية الذي كان يردد دائماً الله محبة). ٭ وفي المقالات التي كتبها حسن سالم عن حقيقة معنى قبطي اورد قصصاً وقفت دليلاً على عظمة المصريين وعظمة الاسلام.. في قصة العجوز صاحبة البيت وقصة طيور الفسطاس وختم مقالاته بقوله: والآن يا قاريء العزيز وبعد ان قرأت هذه المقالات ألا أكون على حق إذا قلت إني قبطي. هذا مع تحياتي وشكري