٭ بعد غياب دام سبعة ايام «خضراء» عشناها في تونس الاكثر اخضرارا وروعة وجمالا في طقسها ونظامها وسلوك شعبها ونظافتها وهدوئها، مرافقين بعثة مريخ السودان والذي حكمت عليه الاقدار ان يلاعب الترجي التونسي هذا النادي الذي يقول عنه انصاره انه «دولة» في اشارة لعظمته وضخامته وعراقته وقوته وكثرة عشاقه. ٭ ايام رائعات لم يكن فيها ما يعكر سوى الخسارة الكبيرة التي تلقاها المريخ حيث انهزم بثلاثية بيضاء ليقل بذلك امله في الصعود وتصبح مهمته اكثر صعوبة ان لم تكن مستحيلة في الاستمرار في بطولة الكبار، اذ ان معادلة خسارة بثلاثة اهداف وامام فريق مثل الترجي هي امر ليس سهلا وان حدث فيبقى هو الاعجاز بعينه هذا بلغة المنطق والارقام والعقل بعيدا عن الانفعال والامنيات والاحلام. ٭ كانت خسارة المريخ مباغتة حتى للتوانسة حيث لم يتوقعها احد هناك وزاد من غرابتها ان الاهداف الثلاثة جاءت في اقل من نصف ساعة الشيء الذي جعل الامر بالنسبة «لنا» وكأنه صفعة غير متوقعة كادت تذهب عقول البعض ووقتها فكر الجميع في النتيجة «الفضيحة» والهزيمة العار والخسارة المصحوبة بالاذلال، حيث فتحت كل ابواب الاحتمالات حيث انتظر الكثيرون ان يخسر المريخ بسباعية او حتى بالعشرة ولم يتوقع احد ان ينقلب الحال ويتماسك المريخ ويفرض كلمته ويستعيد توازنه ويسيطر على الملعب في الشوط الثاني، وحافظ على تأخره بثلاثية فقط، وإن كان هناك ما نحسبه لنجوم المريخ هو انهم لم ينهاروا ولم يتأثروا بالاهداف الثلاثة السريعة التي ولجت مرمامهم، ونحسب لهم الصمود وعدم اليأس والسعي الجاد للتعديل وتقليص الفارق وكانوا قريبين لولا سوء وظلم ذاك الحكم المغربي والذي حرم المريخ من الوصول لشباك الترجي حينما رفض احتساب ضربتي جزاء له، يضاف الى ذلك فقد كان سوء الطالع ملازما للمريخ ويكفي ان نشير الى ان العارضة والقائم صدا له ثلاث كرات هذا غير تصويبات بلة جابر ولاسانا. ٭ خسر المريخ بثلاثية وهذه حقيقة لا يمكن انكارها واصبحت فرصته في التأهل ضعيفة «وضيقة» ولكنها ليست مستحيلة.. وهذا واقع يجب ان «نعيشه ونقتنع به» ويبقى على المريخ ان يجتهد ويسعى في ان يرد اعتباره اولا ومن ثم يبحث عن بطاقة التأهل والتي تحتاج لجهود ضخمة بعد ان تتوفر عناصر بعينها «وهذا ما سنعود اليه لاحقا». ٭ لا غرابة في ان يخسر اي فريق خارج ارضه بل الوضع الطبيعي هو ان يتفوق الفريق المستضيف صاحب الارض والجمهور، والذي عادة ما يحظى بدعم ومساندة وعطف وتعاطف الحكام.. فخسارة المريخ من الترجي وبرغم انها تعتبر كبيرة في حق فريق مثل المريخ الا انها عادية بحسابات كرة القدم، وفي نظام اللعب ذهابا وايابا وامامنا مثالان هما الخسارتان اللتان تعرض لهما برشلونة من انترميلان بثلاثية والاهلي المصري من اتحاد ليبيا بهدفين دون مقابل. ٭ كرة القدم لا تعرف المستحيل ولا تخضع لترشيحات ولا تؤمن بأسماء، ومن هذا المنطلق نقول ان للمريخ املا في التأهل وان كانت هناك «اشكالية» فهي في الكيفية التي تحقق هذا الامل وتجسده على ارض الواقع. في سطور: ٭ حظيت بعثة المريخ باهتمام كبير من اسرة سفارة السودان بتونس والجالية حيث حرص السيد عبد الباسط البدوي السنوسي سفيرنا هناك والاستاذ المكاشفي العوض محمد علي القنصل العام والمستشاران محمد خليل وهدى على تذليل كافة المصاعب. ٭ انصار الترجي لم يخفوا تخوفهم من المريخ. ٭ الصحف التونسية حذرت الترجي من لقاء العودة وقالت انه وبرغم الفوز الكبير لفريقها الا ان الشكل الذي ظهر به المريخ في الشوط الثاني يشكل عنوانا مخيفا لمباراة العودة. ٭ تونس رائعة ومدينة تحفة تصلح للراحة والاستجمام والسياحة «سنكتب عنها». ٭ انصار فريق الترجي التونسي تعاطفوا مع المريخ. ٭ اهداف الترجي السريعة ادهشت التوانسة قبل واكثر من السودانيين. ٭ نجوم المريخ اعلنوا عن تحملهم للمسؤولية كاملة.